- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
في رحاب آية الله الإمام السيستاني
حجم النص
بقلم:عباس عبد الرزاق الصباغ لم يشهد تاريخ المرجعيات الشيعية هكذا التفاف مرجعي وشعبي ودولي وأممي حول شخص احد المراجع العظام قدس الله أسرار الماضين منهم وحفظ الموجودين منهم لاسيما المرجعية الدينية الرشيدة العليا المتمثلة بشخص آية الله الإمام السيستاني كزعيم للطائفة ومرجع اعلى لها فقد التف واصطف الشعب العراقي بكافة ألوان طيفه وراء السيد السيستاني متجاوزين خطوط التقاطع المذهبية عادين سماحته ـ دام ظله ـ مرجعا عاما لكل العراقيين(مرجعا أبويا وخيمة ظليلة) وليس فقط للطائفة الشيعية التي يتزعمها بل مرجعا لكل عراقي شريف وغيور ومحب لوطنه ودينه. وعندما أطلق الإمام السيستاني فتواه بوجوب الجهاد الكفائي للدفاع عن العراق ومقدساته هب الجميع تلبية لتلك الفتوى وليس فقط لمقلديه كونه من مراجع الشيعة الكبار بل الأكبر..هبوا كلهم لان سماحة الإمام قد وضع خارطة طريق واضحة للجميع بوجوب الدفاع عن العراق وتقع مسؤولية الدفاع على الجميع دون استثناء احد من اية جهة كانت والأمر ليس فيه جدال او نقاش او تورية او تأجيل وقد ساهمت تلك الفتوى في لملمة جراح العراقيين وتوحيد صفوفهم ومواقفهم وترميم نسيجهم الاجتماعي وتعرية المواقف الزائفة وكشف كيد المراهنين على تشتيت اللحمة الوطنية العراقية وإسقاط التجربة الديمقراطية فيه وتفتيت الوحدة الوطنية العراقية وتقسيم البلاد الى كانتونات وإمارات متحاربة تمهيدا لابتلاع العراق والاستيلاء على مقدراته الهائلة بعد نجاح تجربة تجزئته وتشظيه الى قطع متنافرة بحجج ودواعٍ مذهبية وعرقية واثنية ومناطقية والحفاظ على سلامة الأقليات والمكونات مع فتح المجال وتسهيل أمور من يريد مغادرة البلاد والنزوح عنها الى دول فتحت أبوابها لمآرب خاصة بها ولتفريغ العراق من مكوناته الأصيلة والعريقة يضاف الى ذلك خلق وضع مأساوي لملايين المواطنين ووضع الحكومة في وضع محرج للغاية من خلال تهجيرهم بعد زرع الرعب في قلوبهم والدمار والقتل في ديارهم ولهذا فقد جاءت فتوى السيد السيستاني التاريخية في محلها ومكانها وظرفها التاريخي الذي يحتم الوقوف بشدة وحزم ضد التهديدات التي تعرض البلاد والعباد الى الخطر. وليس بمستغرب ان يتشرف من يشغل اعلى منصب أممي في العالم في ان يكون في حضرة آية الله السيستاني (بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة وغيره من الشخصيات الاممية والدولية عالية المستوى) وهو حضور ليس بروتوكوليا او مجاملاتيا وانما اعتراف أممي ودولي بالدور الإستراتيجي الذي تلعبه المرجعيات الشيعية في المنعطفات التاريخية الحادة والخطرة التي يمر بها العراق شعبا وحكومة ومقدرات ومرتكزات لاسيما مرجعية آية الله السيستاني التي لعبت دورا إستراتيجيا مسؤولا في اخطر ظرف مر به العراق وشعبه. إعلامي وكاتب مستقل [email protected]