- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
تساؤلات؟!!!!حول تغيير المالكي وهل سيكون في صالح العراق وشعبه
حجم النص
بقلم: عبود مزهر الكرخي قبل ايام طوال فترة الانتخابات وماتلاها كان هناك هجوم على المالكي في انه قد تشبث بالسلطة وكان الكثيرين يستنكرون هذا التصرف من قبل رئيس الوزراء السيد المالكي ويطالبون بالتغيير وعدم تسلمه الولاية الثالثة وأؤكد هنا على التغيير وقد استجاب المالكي وتنازل عن السلطة مع العلم انه قد حصل على اكبر عدد من أصوات الناخبين وعلى الكل ولكنه آثر سلامة الوطن والشعب وبحسب خطابه الأخير وعدم إشاعة الفرقة والفتنة بين أبناء الشعب العراقي وقد هلل الكثير من الناس بهذا التغيير والذين يبدو أنه لا تزال أقلامهم وكتاباتهم تنهال عليه بالسب والشتم وهذا هو يخالف أخلاق المسلمين ويلجئون في كل كتاباتهم الى التشهير والتسقيط لهذه الشخصية ليصل الأمر بأحد الكتاب إلى التصوير بأنه شخصية شريرة استحوذ على أموال العراق وله مخططات مجرمة تفوق إجرام الموساد والجستابو. مع العلم إني كنت أرى وباعتقادي المتواضع الكثيرة من المآخذ على طريقة الحكم التي ينتهجها السيد نوري المالكي وكنت أرى أن سبب فشل حكم المالكي هو بطانة السوء التي كانت تحيط به وهي من أهم أسباب فشل فترة حك المالكي لما حوته من سلبيات كان من أهمها بطانته التي تحيط حوله ولكن الحق يجب ان يقال وقد قيل قديماً (قل الحق ولو كان عليك). المهم سامح الله الجميع وان كل ما يكتب أي واحد منه فانه سيلقاه يوم تنشر الصحف يوم القيامة وقد كتبت مقال حول ذلك بعنوان{مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}وهو يوضح هذا المقال كيف إن كل مايكتبه إي احد منا سيكون موجود إمامه في الآخرة سواء كانت في جانبه كحسنات أم ضده كسيئات. المهم نرجع إلى موضع تساؤلاتنا فقد تنازل المالكي عن السلطة وقد تم الترحيب بهذا التنازل من قبل الجميع سواء في الداخل والخارج ودعم رئيس الوزراء الجديد د.حيد العبادي وأولهم أمريكا ودول الغرب وفي الداخل الأكراد والمكون السني وحتى التحالف الوطني وإنهم رحبوا بهذا التغيير ودعمه حسب مايدعون وتساؤلاتي سوف تكون على كل طرف وكالآتي: الجانب الأمريكي والغرب وقد رحب الجانب بهذا التغيير وأعلن وكالعادة وعلى لسان وزير الخارجية الأمريكي كيري ترحيبه بهذا التغيير واعتبر تنازل المالكي خطوة شجاعة وجاءت في محلها وقد لف معه بريطانيا والغرب كله والأمم المتحدة وعلى نفس المنوال. وقد عول الشعب العراقي ونحن كذلك عل إن هذا الدعم لرئيس الوزراء العبادي سوف يكون مادياً ولوجستياً وسوف يترجم على ارض الواقع من خلال تنفيذ الاتفاقية الأمنية بين الطرفين كذلك دعم العراق وجيشه بالسلاح القادر على مواجهة تنظيمات داعش المجرمة ولكن كل ذلك لم يترجم على أرض الواقع حيث بقت ضرباتهم الجوية مقتصرة على شمال العراق لدعم كردستان وعدم تعرض مصالحهم ومصالح إسرائيل للخطر في تلك المنطقة وهذا ماصرح به في التصريح الأخير للناطق الرسمي للبنتاغون بقوله إن ضرباتهم الجوية فقط تصبح ضرورية عند تعرض الأمريكان ومصالحهم في كردستان للخطر وكذلك مصالح الصهاينة والذين لديهم مصالح مهمة وإستراتيجية وماخفي كان أعظم. ونفس الشيء ينطبق على دول الغرب ولاحظنا ان كل المسئولين كلهم قد تحفوا وركضوا إلى كردستان للتباحث مع كاكا مسعود لدرجة ان وزير خارجية ألمانيا قال له بالحرف الواحد في اللقاء الصحفي(نحن لن نتخلى عنكم ونترككم) ونفس الشيء ينطبق على بريطانيا وفرنسا والذين ابدوا استعدادهم تزويد كردستان بالسلاح وعدم الإشارة لتزويد بغداد والمركز بأي دعم من السلاح او لوجستي وهو يحارب الإرهاب وكأن فقط كردستان هي التي تتعرض للخطر فقط وليس باقي أجزاء العراق. وسؤالي ما الذي تغير من تغيير المالكي؟ وماهو الدعم القوي الذي قدمته والغرب لرئيس الوزراء الجديد د. حيدر العبادي؟ أم أنه كلام وتصريحات فقط لا غير وهذا ما تعودناه من هؤلاء الأشخاص والدول؟!!! الجانب الكردي لوحظ ا ن أول من دعم ترشيح العبادي وصرح بمساندته هو كاكا مسعود وكذلك الجوقة التي معه من الأكراد وقد رحبوا بتنازل المالكي وانسحابه كالعادة وفرحوا بهذا الانسحاب. وتساؤلي هو ونكرر نقول كما قلنا في الجانب الأمريكي الي من المفروض ان يترجم هذا الدعم على أرض الواقع؟!!! فالجانب الكردي عبر عن دعمه بصورة واضحة والذي سنلخصه في نقاط الدعم الأول: حيث جاءت الأخبار بأن شحنة من نفط كردستان جديدة قدر رست في ميناء في كرواتيا وفي البحر الادرياتيكي. الدعم الثاني: عدم التنازل عن المادة 140 وعدم انسحابهم من كركوك وحقول النفط بل يعملون بكل جد من أجل ترسيخ مفهوم الانفصال وضم المناطق المتنازع عليه. الدعم الثالث: المطالبة بتسليح البيشمركة بالأسلحة المتطورة من أجل تعزيز انفصالهم ومطالبة أمريكا والغرب بذلك وقد استجابت لهم الدول بإيعاز من إسرائيل واللوبي الصهيوني في أمريكا. الدعم الرابع: وهو الذي يثير السخرية حيث طالعتنا الأخبار بأن الأكراد قد شكلوا وفد للتفاوض مع حكومة المركز بشأن القضايا المعلقة بين الجانبين وكذلك الحصول على الحقائب الوزارية وقد أعلنوا أن من ضمن مطالبهم الحصول وكالعادة على أحدى الوزارات السيادية وهي الكهرباء أو المالية أو النفط ويبدو قد استنفذوا حاجتهم من وزارة الخارجية وحققوا ما أرادوه من وزارة الخارجية ليتسنموا وزارة أخرى لغرض تحقيق مايريدوه ومخططاتهم في تحقيق مصالحهم الخاصة. ومن هنا هذا هو الدعم الذي صرحوا به الأخوة الأكراد كان من أجل تنفيذ مصالحهم ومكتسباتهم وكالعادة وليرسخ مفهوم المحاصصة الطائفية والذين الكل نادوا وصرحوا ومن ضمنهم الأكراد ضرورة نبذ المحاصصة الطائفية والعرقية في الحكومة في تسلم الوزارات ولكنه يبدو أنه كله كلام في الهواء ونحن مشهورين بان ساستنا هم بياعين كلام ولينطبق عليهم المثل الذي يقول (اسمع كلامك يعجبني... أشوف أفعالك أتعجب!). المكون السني إما المكون السني فقد رحب بهذا التغيير وإطلاق التصريحات بالعمل وبجد من أجل ترسيخ العملية السياسية والديمقراطية للمضي نحو عراق ديمقراطي وإزالة كل العقبات التي تحول دون ذلك وبناء العراق الجديد. وقد ترجم هذا الدعم وكالآتي وبصورة فورية مع بدء العبادي بتشكيل الحكومة والتي المهلة الدستورية لها لا تتجاوز الشهر: 1 ـ صرح رئيس مجلس النواب بأنه المدافع الأول عن المكون السني وأنه سوف لن يتم التنازل عن مطالب المحافظات الستة المنتفضة ومطالب المعتصمين في مخيمات العار والإجرام وانه سوف يبقى يطالب بها وفي حالة عدم تنفيذها فأنه سوف يتنازل عن منصبه. مع العلم أن رئيس مجلس النواب هو رئيس لمجلس نواب العراق ككل وليس رئيس مكون أو طائفة معينة وكأن التاريخ يعيد نفسه ويكرر ما قام به رئيس مجلس النواب السابق النجيفي من أمور وتصرفات طائفية والعمل على إفشال دور مجلس النواب الرقابي وكذلك إن النفس الطائفي ينعاد بالنسبة لقوائم المكون السني وبقوة وهذه أحداها لينسحب على باقي نواب المكون السني. 2 ـ في التصريح الأخير للنائب محمد الخالدي عن قائمة متحدون صرح بأن التفاوض مع العبادي لتشكيل الحكومة سوف يكون باعتماد ورقة أربيل وصياغتها من جديد وعلى ضوء المستجدات بل وتكون المطالب أكثر وكالعادة الحصول على قضمة الكعكة العراقية بتقاسم الحقائب الوزارية وهذا يشير وبمعنى ان لم يتغير من الأمر شيء وان المحاصصة الطائفية موجودة بل ومترسخة وبصورة أقوى وأشد. وتساؤلي ماهو التغيير الذي حصل وماهو الدعم الذي تم تقديمه لرئيس الوزراء الجديد والأمور هي نفسها ؟ بل أكثر وأكثر من السابق بل وصل الأمر بان النائب الطائفي ناجح الميزان وبإيعاز من رئيسه المجرم خميس الخنجر بالمطالبة بإنشاء إقليم سني وهذا ما تتناغم معه مطالب الجبوري رئيس مجلس النواب وكذلك ورقة أربيل الجديدة. المكون الشيعي إما المكون الشيعي ممثلة بالتحالف الوطني فهو بدأ بتشكيل اللجنة والتي تفاوض على الحصول على الحقائب الوزارية وحتى صرح أحد أعضاء التحالف الوطني أن سيتم تقسيم الحقائب الوزارية على أسس النقاط وهو نفس النظام الذي تم العمل فيه في تشكيل حكومة المالكي السابقة والذي لم يستطيع أنشاء حكومة قوية بل كانت حكومة ضعيفة وعرجاء كان فيها الكثير من العجز والضعف ويبدو إن الحكومة يراد العمل معها بنفس الشيء بل ووصل الأمر إلى الدعوة لتسليم بعض الحقائب الوزارية لشخصيات من التحالف سبقوا أن استلموا تلك الوزارات بحجة أنهم الوحيدين والقادرين على إدارتها وكأن لا يوجد في العراق غيرهم وأن العراق قد عقم عن أنجاب شخصيات مهنية وكفؤة وذات خبرة عالية في أدارة هذه الوزارات مع العلم أنهم يطالبون اليوم بتشكيل حكومة تكنوقراط وهي نفس الدعوة التي كانت في تشكيل حكومة المالكي السابقة ولم يتحقق منها أي شيء ويبدو وكما أردد وباستمرار أن التاريخ يعيد نفسه وفي عراقنا في فترات زمنية متقاربة جداً. وبدورنا نتساءل أين الدعم من قبل المكون لرئيس الوزراء الجديد العبادي والذي كان التحالف الوطني قد عمل وبقوة على أحداث هذا التغيير؟ والكل يعرف إن مرجعيتنا الرشيدة قد تدخلت في عملية التغيير لأن الحكومة السابقة للمالكي لم تحقق أي شيء وعجزت عن تحقيق متطلبات الشعب وآماله ولهذا عمدت إلى هذا التغيير وهي تمثل صمام أمن العراق والعراقيين وقد وجهت في خطابها الأخير بالإسراع في تشكيل حكومة قوية وكفؤة لمعرفتها مانتجت تلك الحكومة السابقة من حكومة ذات محاصصة طائفية وعرقية وبكل معنى الكلمة والتي نتجت عنها حكومة ضعيفة وبرلمان هزيل وعاجز قضى جل وقته في المهاترات والمناكفات السياسية وإضعاف العراق ووصول العراق إلى حافة الهاوية نتيجة دخول تنظيمات داعش المجرمة إلى نينوى والتي كان من المقدر لها أن تصل إلى بغداد واجتياحها ولكن حكمة مرجعيتنا الرشيدة ممثلة بآية الله العظمى سماحة السيد علي السيستاني(دام ظله الوارف) قد منع هذا الخطر وحمى العراق والعراقيين من هذا الخطر الداهم وقلب الطاولة على المتآمرين. وحتى تسربت الأنباء أن سماحته سوف ينظر في استقبال السياسيين بعد النظر في أدائهم الحكومي والشعبي وأنه سوف لن يقابلهم في حالة استمرارهم على نفس النهج السابق دلالة على رفضه أداء السياسيين جملة وتفصيلاً. فيا ساستنا العراقيين جميعاً من شماله إلى جنوبه أرحموا العراق والعراقيين واجعلوا حب العراق من شماله إلى جنوبه هو من أول أولوياتكم ولا تجعلوه في أخرها ولا تمارسوا نفس النهج السابق في تغليب المصالح والمنافع والمكتسبات الشخصية قبل العراق وشعبه الصابر الجريح ولا تجعلوا ولاءكم للطائفة والعرق والحزب قبل الولاء للوطن وارفعوا علم العراق في ضمائركم ووجدانكم واعملوا جميعاً من اجل بناء عراق جديد خال من التعنصر والطائفية والتكتلات وكبح الخطر الداهم على وطننا وشعبنا الممثل بداعش ومن لف لفهم من المجرمين والذين يريدون الشر وللعلم ان البلد على كف عفريت وهو في مأزق حقيقي كبير كنا قد حذرنا منه في مقالاتنا السابقة في أن سفينة العراق تسير في طريق وبحر مجهول متلاطم الأمواج وليس إلى بر الأمان نتيجة ماتم ممارسته من قبل كل الأحزاب والتيارات من افعال تصرفات وبغض النظر عن المسميات كلها دخلت في خانة عدم مصلحة العراق وشعبه وما الحال الذي نعيشه من بؤس ومحن وويلات إلا نتيجة هذه التصرفات والممارسات والتي يبدو ومن خلال مايطفو على السطح ان تلك الأحزاب والتيارات وحتى الساسة مصرين عل السير بنفس النهج القديم والممثل بنظرية المحاصصة الطائفية وسياسة التوافقات والمرفوض من قبل مرجعيتنا الرشيدة وكل الشعب وكل عراقي غيور وشريف يحب البلد. ومن هنا نحذر وبشدة من السير في هذا النهج الخطير ونكرر ان السير في هذا الدرب سيؤدي بسفينة العراق إلى الجنوح ومنزلقات خطيرة لا يمكن تداركها وإذا تم تداركها الآن بفضل حكمة ووعي مرجعيتنا الرشيدة(دام الله ظلها الشريف) في وقتنا الحالي فان جنوح سفينة العراق سوف لايمكن تعديلها ليصبح العراق في وضع خطير ومنزلق لا يمكن الخلاص منه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى
- الأطر القانونية لعمل الأجنبي في القانون العراقي