- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
تساؤلات غربية حول الصراع في الشرق :هل يتخوف الغرب من عودة الإرهابيين الى ديارهم؟
حجم النص
بقلم: أ.د. وليد سعيد البياتي مدخل: منذ البدء كان تزويد الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا للجماعات الارهابية بالاسلحة والمعدات العسكرية في بداية الازمة السورية سلاح ذو حدين، ففي الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة وبريطانيا وبقية الدول الغربية الى إيجاد سبل للاطاحة بنظام حكم بشار الاسد في سوريا، فانها تدرك أن هذا السلاح لن يبقى في سوريا وإنما سيجد له سبلا أخرى منها ان يعود هؤلاء المقاتلين إلى بلدانهم فيثيروا المشاكل للحكومات الغربية تماما مثلما حدث بعد الحرب الامريكية في أفغانستان حيث نقلت القاعدة خبراتها للقيام بعمليات هجومية على الناس في بريطانيا وفرنسا والتهديد للولايات المتحدة بعد 11 أيلول. خاصة وانهم يعلمون انه لايمكن لهؤلاء الارهابيين الإستمرار في القتال في سوريا والعراق واليمن وشمال افريقيا الى ما لانهاية، فلابد من أن يتوقف القتال في مرحلة ما وهنا ستظهر الاشكالية في اين سيذهب هؤلاء بسلاحهم؟ في السنتين الماضيتين طرح العديد من السياسيين الغربيين تساؤلات على المنظومات الاستخباراتية في بلدانهم سواء في الولايات المتحدة او بريطانيا أو الدول الاخرى المشاركة بالعمليات في سوريا، وكانت التساؤلات تدور حول مستقبل هؤلاء الارهابيين الذين دعمهم الغرب بحجة انهم ثوار مزعومون وجلهم من السعودية وقطر والإمارات والكويت واليمن وبعض الدول الافريقية، اضافة الى متطوعين من بريطانيا وفرنسا والشيشان ومن جنوب شرق آسيا وغيرهم. فثمة أكثر من عشررة آلاف من هؤلاء اضافة الى الخلايا النائمة في المناطقة التي يتم القتال فيها، وكل هؤلاء يمتلكون أسلحة هجومية ودفاعية ومنظومات صواريخ محمولة إضافة لما يتم نهبه من المعسكرات ومن مخازن السلاح والعتاد في مناطق القتال. تخوف في بريطانيا من عودة الإرهابيين: في لقاء سابق مع قناة (BBC) قال ريتشارد باريت وهو الرئيس السابق لقسم مكافحة الارهاب في (M16): " أن السلطات تدرس حجم التهديديات التي ستواجه المملكة، خاصة أن ععد البريطانيين الذين ذهبوا للقتال في سوريا يمكن أن يكون أكثر من 500 مقاتل ". خاصة بعد ظهور عدد من التسجيلات على اليوتيوب لبريطانيين شباب يقاتلون في سوريا ويدعون الاخرين للانظمام اليهم في تنظيم داعش الارهابي. واشار باريت إلى أن هناك تحدي كبير للاجهزة الامنية حيث لايوجد سبيل لتتبع جميع العائدين ومراقبتهم أو ملاحقتهم وأنها أي الاجهزة الامنية ستضطر إلى الاعتماد على الناس والمجتمع للتبليغ عن هؤلاء. ومن جانب آخر قدم رئيس لجنة الأمن والإستخبارات في البرلمان البريطاني السير مالكولم ريفكند (شغل منصبي وزير الخارجية ووزير الدفاع في حكومات بريطانية سابقة) إجاباته حول تساؤلات عن ما يجري في الشرق وخاصة فيما يتعلق بموقف الجماعات الارهابية من السياسية الغربية وإستمرار العداء الظاهري لها: فعن الصنداي تليغراف وتحت عنوان: " من الحمق الاعتقاد بعدم وجود تهديد جهادي" وفي الاجابة عن تساؤلات حول: الاسباب التي تجعل تنظيمات القاعدة تكره الغرب. يقول ريفكند متسائلا: " لماذا لا تزال تنظيمات القاعدة والدولة الاسلامي في العراق و الشام وجبهة النصرة تنظر الى الولايات المتحدة والغرب على إنهم أعداء وقتله وأهداف رئيسية امخططاتهم الارهابية "؟ وأعتبر أن هذه الأفكار تأتي. " على الرغم من أن التدخل الغربي الأن في الشرق الاوسط أقل تاثيراً من السابق فلا توجد قواعد بريطانية في العراق، ورفض الغرب لاتخاذ اي إجراء أو عمل عسكريحيال الحرب في سوريا". وأضاف: " القاعدة وداعش وغيرها لا تزال تخطط لشن عمليات ضد بريطانيا والولايات المتحدة ". وأعتبر أن التهديد الحقيقي يكمن في القيم والأفكار الغربية وليس في الجنود الغربيين وتواجدهم في المنطقة". أمريكا والتخوف من عودة التجربة الافغانية: منذ البدء أدرك صناع القرار الامريكي أن صناعة جماعات إرهابية على غرار القاعدة لتقاتل في سوريا ثم لتكون أداة بيد المخابرات الامريكية لإستعمالها في العراق وفي أماكن أخرى، أن هذه الجماعات ستكون بالتالي بؤر قلق للأمن الامريكي نفسه حيث لن تتمكن الولايات المتحدة من منع الامريكيين أو الأجانب من حاملي الجنسية والجواز الامريكيين من السفر الى بؤر القتال في سوريا والعراق واليمن وشمال افريقيا ثم العودة الى ديارهم بعد ذلك وهم يحملون هذا النزعة في القتل والتدمير وإثارة الرعب بين الناس. وقد ضل هاجس افغانستان ومن قبله هواجس الحروب الامريكية في فيتنام وكوريا ماثلاً أمام أعين صناع القرار، ورجال المخابرات والامن الوطني، غير أن العقلية السياسية والمخابراتية السائدة بصناعة حروب خارج الولايات المتحدة هي التي تغلبت في النهاية. فتم صناعة هذه الجماعات الأرهابية وتم تدريبها في الاردن وفي تركيا حيث تحملت السعودية الجانب المالي في تغطية الحسابات المصرفية وأيضا في جانب ارسال الارهابيين والمتطوعين من السعودية ومن بقية دول الخليج تدعمهم فتاوى شيوخ الارهاب. في اللقاء الاسبوعي أبلغ مدير المخابرات الوطنية في الولايات المتحدة (جيمس. آر. كلابر) الكونغرس الامريكي: " أن تقارير مخابراتية حديثة تؤكد أن جبهة النصرة لديها تطلعات لشن هجمات على الوطن (الولايات المتحدة الامريكية) ". وقال ايضاً: " وفق تقديراتنا فهناك أكثرعشرة آلاف والرقم التقديري 10000-15000 الف مقاتل في سوريا من (50) دولة منهم (5000) من السعودية فقط حيث اكثر من اربعمائة منهم معتقل لدى المخابرات السورية، و(3000) من تونس و (200) من الجزائر، وأما المقاتلين من دول الاتحاد الاوربي فهم بحدود 3000 من المقاتلين الاوربيين منهم 700 من الفرنسيين ومثلهم من الالمان والبريطانيين، وثمة 400 مقاتل من الولايات المتحدة دخل الى سوريا عن طريق تركيا ". وأضاف: " ان وجود هؤلاء في سوريا مبعث قلق ليس لنا فقط ولكن لدولهم ايضاً ". ولعل ارتباط سوريا بحدود بريطة طويلة مع تركيا والعراق والاردن يمثل تحدياً كبيراً حيث تسمح هذه الحدود بعبور الارهابيين بين هذه الدول دون أن تكون هناك أجهزة رقابة استخابارتية كافية.
أقرأ ايضاً
- البيجر...والغرب الكافر
- المثقف وعودة الخطاب الطائفي
- كيف ستتأثر منطقة الشرق الاوسط بعد الانتخابات الرئاسية في ايران؟