- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الامتداد ...الحلم الذي ولد فيه السيد البرزاني ..
حجم النص
بقلم:حمزه الجناحي مهاباد.. بداية الحلم الكردي الذي وئد بعد احد عشر شهر هو عمر هذه الدولة على يد قوات الجيش الايراني آنذاك.. في العام 1946 وبعد هزيمة السيد مصطفى البرزاني على يد القوات العراقية هرب الرجل مع 300 مقاتل الى ايران مستغلا درايته بالطرق الجبلية الوعرة ومطاردا من قبل الجيش العراقي ليدخل ايران ومنها الى الاتحاد السوفيتي رحب بالرجل كثيرا في وكان الروس وقت ذاك يبحثون عن رجال ينفذون مخططاتهم ليسوا ككل الرجال بل رجال طموحين حالمين لا يهمهم الا تحقيق مآربهم وكان السيد مصطفى الرجل المناسب للمهام السوفيتية وبامتياز ,, تدخلت المخابرات السوفيتية وكانت من انشط المخابرات الدولية لتعطي للسيد مصطفى رتبة جنرال بالجيش الروسي وحسب الوثائق فأن السيد ملة مصطفى البرزاني اول رجل اجنبي يعطى رتبة بهذا الحجم ولكن كما يبدوا ان المخابرات الروسية (كي جي بي) خبرت البرزاني وعرفت انه القادر على تنفيذ ما تصبوا له ,, وفعلا بدأت الخطوة الاولى وبمباركة المخابرات الروسية بتكوين دولة كردية في الشمال الايراني الكردي وبقوة المخابرات الروسية وبتدخل الجيش الاحمر في تلك المنطقة لتعلن للملأ ان دولة جديدة ظهرت على الخارطة يقودها السيد غازي محمد رئيسا لها واعطي منصب وزير الدفاع للجنرال السيد ملة مصطفى البرزاني ,ولم يعترف بتلك الدولة اي من الدول في العالم خاصة وكان الطرف الاخر من العالم يراقب ما يجري في تلك المنطقة واقصد امريكا التي بدأ نجمها بالظهور وبقوة على الساحة العالمية وهي ايضا تبحث عن مصالحها الاقتصادية ولها في ايران وحكومة الشاهنشاه والد محمد بهلوي اخر الملوك من العائلة الشاهنشاهية بدايات طيبة,, استمرت دولة مهاباد احد عشر شهرا فقط بعد ان حذرها الشاه من مغبة التطاول على وحدة الاراضي الايرانية لكن كان السيد غازي محمد وهو الرجل الذي يتقوى بالروس مصرا على الاستمرار وبرحلاته المكوكية الى موسكو والتطمينات المتلاحقة له ولوزير دفاعه السيد ملة مصطفى البرزاني حصلت النكبة بعد ان اجتاح الجيش الايراني تلك الدولة المزعومة وينهي هذا الحلم في فترة اقل من سنة يهرب السيد ملة مصطفى البرزاني الى روسيا حاملا رضيعه الطفل الذي ولد في تلك الدولة وهو لم يتجاوز من العمر الاشهر الثلاث ليحط هناك وياسر الجيش الايراني رئيس دولة مهاباد السيد غازي محمد ويعدم شنقا في احدى الساحات العامة في مدينة مهاباد ويبقى معلقا لأيام... انتهى حلم السيد مصطفى وبقي في روسيا حتى مجيئ الحكم القاسمي ليحصل على عفو خاص هو ومن معه من المقاتلين ويتمتع بحصانة من قبل الزعيم العراقي ,,وطيلة هذه الفترة لم يكن السيد مصطفى بعيدا عن تأجيج المواقف ضد الحكومة الفتية وهو الخبير في حياكة المؤامرات التي توحى له من قبل (كي جي بي) الروسي لزعزعة الامن الوطني العراقي حتى عاد الى الشمال مع عائلته وولده الشاب اليافع ابن 16 عام ليعود الى الجبال ثانية ويتآمر على العراق وهذه المرة بمساعدة الشاه المخلوع محمد وتبدأ الحلقة الثانية من حلم القتل الكردي واحلام اليقظة الكردية للرجال الاكراد بتأسيس دولة كردية في الشمال العراقي الذي كان يعتبر اضعف الحلقات التي ممكن استغلالها قياسا مع باقي المناطق الكردية حتى اعطي الحكم الذاتي لهم في العام 74 وعاش الاكراد في ضل هذا الحكم في بحبوحة من العيش وهم يلملمون البيت الكردي بالمقارنة مع الاكراد المجاورين لهم في الدول الاخرى ايران وسوريا وتركيا يعتبرون اكثر الاكراد حضا في العالم حتى وفاة ملة مصطفى البرزاني في امريكا في العام 1979.. المتتبع لتاريخ العائلة الكردية منذ اربعينات القرن الماضي حتى العام 2014 يجد ان الحلم التي اريد له ان يتحقق بحياكة العشرات من المؤامرات مع المخابرات الدولية ولا يهم مع من تتعامل المهم ان تحقق الحلم تارة مع (الكي جي بي) واخرى مع (السافاك) الايراني وبعدها مع (CIA) الامريكي واليوم وبكل وضوح مع المخابرات الاسرائيلية (الموساد) ,, للسيد مسعود البرزاني صولات وجولات وهو لا يشق له غبار في في التآمر العلني والسري وكانت اخر مؤامراته التي لازالت عالقة في اذهان الاكراد والعراقيين هو استعانته بالرئيس العراقي صدام حسين في العام 1996 ضد حليفه اللدود السيد جلال الطالباني بعد ان وصلت الحرب الاهلية بينهما الى انتصار الطالباني ووصول مليشياته الى اربيل ليتدخل جيش صدام في ذالك العام ويطارد مقاتلي الاتحاد الوطني الكردستاني ويطردهم الى خارج العراق لتصفى الاجواء للسيد البرزاني.. واليوم يعيد السيد البرزاني الحلم منتهزا الوضع العراقي السيء وضعف الجيش العراقي واعطاء الصلاحيات الواسعة للأقليم ليعلنها صراحة بالامس ان تقرير المصير قد حان وان الدولة الكردية على الابواب هذه الدعوات لم تكن قد صدرت في العام 2008 وما تلاها من الاعوام بل صدرت منذ سقوط حكومة صدام منذ العام 2003والحجج التي يسوقها السيد برزاني ان الانفصال سيكون بسبب تخبط حكومة المالكي الحالية ناسيا ان تصريحاته قبل هذا التاريخ وقبل مجيئ المالكي الى الحكم..المهم ان السيد مسعود البرزاني غرر به ثانية ولم يعي الدرس الذي مر به والده قبل والذي ادى الى مطاردته وتكالب الدول عليه اليوم يعيد نفس الحلم لكن هذه المرة بمساعدة المخابرات الاسرائيلية مبتعدا عن ارض الواقع كثيرا ومعتقدا ان سكوت تركيا وايران وحتى سوريا الضعيفة هي اشارات بالمضي لتأسيس دولته الكردية ولم يحسب بدقة التصريحات الايرانية والامريكية وحتى التركية التي تصفق له لتدخله في نفق الهلاك.. فأيران ليست لها الاستعداد ان ترى التمدد الكردي وهو يهدد وحدة الاراضي الايرانية فأن ايران بمجرد ان تعلن الدولة الكردية وبعد ثلاث ايام ستكون في مدينة السليمانية واربيل وبمساعدة المخابرات التركية والامريكية هذه المرة وهروب السيد مسعود الى المنفى تاركا شعبه وراءه يطلب العون من المنظمات الاغاثية. العراق بابل [email protected]
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً