حجم النص
بقلم:المهندس زيد شحاته منذ بدْء البشرية في العيش على الأرض, اكتشف الإنسان أهمية المعادن, فكانت البداية مع الحديد, وكما نص القران الكريم, في قصة النبي داوود عليه وعلى نبينا أفضل الصلوات وأتم التسليم. مع تطور الزمن وتتابع اكتشاف مختلف المعادن, وخصوصا في العصر الحديث أو ما عرف بعصر الصناعة, تعلم الإنسان إن خلط المعادن مع بعضها يكسب التركيبة الجديدة مميزات وصفات لا تتوفر في المعادن التي تكون السبيكة لوحدها. من هذه المعادن, يتميز معدن المنغنيز بأنه يضفي خاصية الصلادة وازدياد القوة, لأي سبيكة يضاف لها بنسبة معينة, وخصوصا عند الطرق أو التعرض للإجهاد الميكانيكي. لم تتعرض مجموعة أو طائفة دينية كانت أو مذهبية, للظلم الذي تعرض له أتباع أهل البيت, فلم تتوقف المسالة عند اغتصاب الحقوق بل تعدت إلى مصادرة الأموال, والسجن والتنكيل, والقتل على الشبهة, وينقل لنا التاريخ الكثير من القصص المروعة التي تكاد لا تصدق. وصل الأمر في العصر العباسي, إلى إن يقتل نسبة من كل مجموعة ترغب في زيارة المراقد المقدسة, بالرغم ذلك لم تتوقف الزيارة, ولم يتناقص أتباع أهل البيت , بل ازدادوا عددا وصلابة في الموقف, واتسعت وانتشرت مبادئهم وأفكارهم, حتى صار بعضهم يحذر من التبشير الشيعي!! رغم إن المذاهب الإسلامية في الغالب كانت تتعايش بشكل سلمي, إلا من احتكاكات بسيطة كانت تمتص بحكمة المراجع العظام, إلا إن السياسية كانت دوما تلعب على وتر الطائفية, لا حبا بالطائفة, وإنما لمكاسب سياسية فحسب. تميزت مدرسة أهل البيت بسياسة الحكمة والموعظة الحسنة, والتعامل بالتي هي أحسن, والتجاوز والصفح عن الكثير من التجاوزات, وربما تسامحت في بعض الدماء التي سقطت باعتداء من أتباع مذاهب اخرى, فقط لحفظ الإسلام والمسلمين من الانقسام والتقاتل, إلا أن الظروف الأخيرة التي حلت بالعراق, أظهرت أن أتباع أهل البيت ليسوا ضعفاء, وان لديهم من القوة ما يمكن إن يهزموا أي مخطط سياسيا كان أو تكفيريا. اثبت أتباع أهل البيت, وخلال فترة زمنية طويلة ربما تعود لعصور تقترب من صدر الإسلام, أنهم مهما اشتد الضغط عليهم زادت صلابتهم وتمسكهم بمعتقداتهم. رغم خطورة الظرف الحالي الذي يمر به العراق, إلا إن أتباع أهل البيت اثبتوا وسيثبتون أنهم "منغنيز" هذه الأمة, ومصدر صلابتها, ومهما اشتدت الضغوط عليهم..سيظهر معدنهم الحقيقي.
أقرأ ايضاً
- هل نحن في مواجهة أزمة غذائية أم تجاوزنا ذلك؟
- نحن أو الفوضى !!
- ديمقراطية أحزاب السلطة.. نحن أو الفوضى !