حجم النص
بقلم:عدنان الفضلي بداخلي كثير من الوجع والقهر على هذا الرحيل غير المنطقي الذي إرتكبه شقيق الروح وصديق القلب وزميل الهمّ العراقي المشترك (أحمد المظفر)، وبداخلي أيضاً عراك مع داخلي كوني أشعر ببعض الزعل من نفسي حين لم أتواجد في لحظة هذا الرحيل الذي أغرقني ببحر الحزن الذي أتقاسم اليوم منبعه ومصبه مع جميع محبي راحلنا الكبير، فقد كنت في تلك اللحظة متواجداً في كردستان. بداخلي خزين من الذكريات تمتد لأكثر من عشر سنين جمعتني بصديقي وأخي، وبيننا من الأسرار ما لا يعرفها سوانا، فنحن ومذ أرتبطنا بعقد أخوة دائم، كنا نتبادل أسرارنا التي نخبئها بداخلنا خوفاً من عيون الفضوليين الذين يداهمون دوماً أوكار إبداعنا في العراق او في غربة جمعتنا ذات صيف ساخن. فحين أعلق بكارثة يتسبب بها هذياني الجأ اليه بحثاً عن غطاء يستر ذلك الهذيان، فيمرر لي بعذب لسانه حلولاً أطبقها مغمض العينين، لثقتي المطلقة بوعيه، وحين يعلق هو بخيوط جنونه اللذيذ، ويرتكب هفوة الزعل والتمرد التي تصيبه حين يتعكر مزاجه، أمارس أنا دور صاحب الحلّ فأقرأ عليه ماتيسر من صور الحب عبر مفردات أعلم جيداً انها تمنحه كثير من (الروقان) فيستعيد إبتسامته التي كان الجميع يحرص على إبقائها متوهجة طيلة جلساتنا الإعتيادية أوجلساتنا المتبّلة بالخمر والشعر والغناء. أحمد المظفر.. وحين أتحدّث عنه أنا تحديداً ينبغي لي أن أضغط (حذف) على مفردة البكاء، فهو ومذ عرفته يكره كل ماله علاقة بالحزن والوجع، رغم إنه مثقل بهما، فهو يميل الى السخرية، حتى مع نفسه، فهو كثيرا ما يهاجم نفسه ساخراً من جنونه حتى إنه كان يسمي نفسه ومن باب التحشيش (أحمر المظفر). حتى وأنا الآن على منصة حفل تأبينه، وأعيش دور الصديق الذي يرثي صديقه، مازلت غير مؤمن بأن أحمد داهمه الموت فجأة، بل أجده وقد إختار لحظة حاسمه جعلته يذهب الى الموت وهو راضٍ ومقتنع بل ومبتسم، بدليل انه لم يشتك من شيء يثير فينا قلقاً، او يجعلنا نشعر بأن الرجل يسعى لرحيل صامت. أحمد المظفر: لا تخبرني انك لم تجرب الموت مسبقا.. ﻻ تقنعني انك.. وانت تنفث كل هذا الوجع دما.. من دون مقاومة.. ان موتا آخر ما مر بك مسبقا.. اي موت هذا الذي تذهب اليه مبتسما؟.. آه احمد اي مساءات موجعة ستمر بنا حين نرى مقعدك (عرشك) قد خلا من شاغله. أحمد المظفر: قمر الحكايا.. يشبه وجهك.. لكنه عاكسك الرحيل.. قمر الصمت يجاري ضحكتك.. لذلك.. صاحبك وانت تمضي الى حيث غيبتك المضمخة بالنحيب.. قمر الأماكن الضاحكة.. يشبه هذياناتك اللذيذة.. لذا صار رفيق عزلتك التي لم تترك لنا سوى سحنة ساخرة.. أتدري ياصديقي ان قطة هادئة قد سحبتني اليك.. صدق يا أحمد ان القطط الهادئة.. ستنعش فينا ذكراك.. نعم.. وستوقظنا حين تغفو ذاكرتنا.. وسنردد معها (ميو).. مستذكرين سخريتك المشبعة بطعمك.. نم يا صديقي.. لا عليك مني مجرد هذيان مكسور الخاطر.
أقرأ ايضاً
- لو لم تكن الفتوى موجودة ماذا سيحصل؟ .. أسئلة السيد أحمد الصافي صفعات للنخب ولأهل القرار !
- المارد والقمقم ومبادرة ماكرون ...!!!
- الكاظمي بين نار الشيعة ومطرقة الكرد والسنة..!!!