حجم النص
علي الشاهر كربلاءُ المواويلُ والناياتُ والياسمينْ كربلاءُ الحياةُ.. الجنونُ.. السلامُ أتبقينَ يا أمُّ ملجأَ كل شريدٍ وموطنَ اللاجئينَ لوقتٍ يكرعونَ.. ويلهون.. ويتصاهرونَ وفي الصبحِ يختارون عليكِ وطناً آخرَ يا من يبعثركِ الساكنونَ ولا يعرفونكِ إلا على قدرِ سحابتِهمْ لا ينتمونَ إليكِ ووهمٌ إذا قيلَ بأنّكَ آمنةٌ بل تعيشينَ غريبةَ الروحِ فنحنُ يا أمُّ محضُ انتماءٍ وكلُّ.. بأرضكِ.. لا يستسيغُ التحدثَ عنكِ بأنكِ موطنَ عشقِ النبواتْ لا يعرفونكِ.. إنهمُ من مدنٍ شتّى ورغم الأمانِ الذي تمنحيهِ ففي لحظةٍ من لحظاتِ التقهقر ينصرفونَ وتبقينَ وحدكِ.. آهٍ عليكِ!! فكل الشعراءِ الذين التجأوا إليكِ ذاتَ قصيدةٍ لا يكتبونَ عنكِ! هم يتغنونَ بأوطانهمْ.. وحتى سياسيو عصرِ (الدلالِ) يرفعونَ بأرضكِ شعاراتِ حبهمْ لأوطانهمْ.. أنهمْ ناكرونْ أهذا جزاؤكِ.. يا أمَّ قلبي لماذا الذي عاشَ فيكِ يظلُّ نزيلاً.. ولا يصطفيكِ إلا محطّةً لوقتٍ.. وثم يعودوا ولا يشكرونكِ.. لماذا أصابعهمْ لا تستلذُ سوى بطعنكِ.. وأعلمُ أنكِ ما ولدتِ أحداً منّا ولكنّكِ كنتِ خير أمٍ ومرضعةٍ يا ستَّ الدهشةِ.. الذهبِ.. المنائرِ.. الحمامِ.. النساءْ يا عشَّ كلّ الخائفينَ.. لماذا يكرهوكِ الساكنونَ الآكلونَ بصحنِكِ.. لماذا؟ إذا ما تسلق شخصٌ غريبٌ بفضلِكِ صرحاً تخلّى وقالَ: موطني كانَ لا أنتِ سيدةَ الفضلِ.. لماذا؟!!!