حجم النص
مع النهضة الفكرية والثقافية التي شهدتها اربيعينيات القرن الماضي ظهرت ملحمة لأبناء بغداد عامة وابناء مدينة الكاظمية المقدسة خاصة لمكتب يحتضنها المرقد الكاظمي الشريف , الشيء الذي لمسه بوضوحوشعر اول وزير معارف في الحكومة التي انبثقت في العراق ايام الملك فيصل الاول في العام (1921) السيد (هبة الدين الشهرستاني). وهكذا في العام (1941) نقل العلامة السيد (الشهرستاني) كتبه الخاصة من بيته الى احدى غرف الصحن الكاظمي الشريف الذي كان (رابطاً للصوفيه) و(تكية للدراويش) لتكون هذة المبادرة نواة اولى لمكتبة ستظل شاخصة حتى يومنا هذا. احتوت نواة المكتبة حوالي الف كتاب مطبوع وعدد يسير من المطبوعات ثم بدأت تنموشيء فشيء مع قيام اهل الخير والمحسنون بأهداء الكتب اليها فضلاً عن المؤلفين فأصبحت المكتبة تضم كتباً متنوعة في مختلف صفوف المعرفة وباكثر من لغة غلب عليها الكتب العربية اضافة الى مجموعة كتب بلغات اجنبية اخرى خاصة اللغات الشرقية (الفارسية ,الكردية ,التركية ,التركمانية) كما سعى مؤسسة المكتبة الى التصال بالصحف والمجلات العراقية والعربية والاجنبية حيث تم رفدها بعدد كبير ومتنوع من المجلات والصحف لتصبح اليوم مركزاص توثيقياً لتلك الاصدارات الاعلامية. وقد عمل القائمون على المكتبة وهم احفاد المؤسس السيد (هبة الدين الشهرستاني) على تبويب هذه المجلات والجرائد. ونظراً لقيمتها العلمية ومنزلتها الدينية كون الصحن الكاظمي الشريف احتضنها فقد ارتاد المكتبة العديد من الشخصيات المعروفة من رجال السياسة والحكم الملكي انذاك وهنا يذكر منهم السيد(حميد هدو) الاستاذ في فلسفة التأريخ.. رئيس الوزراء السيد نوري السعيد والسيد (محمد فاضل الجمالي) و (علي جودت الايوبي) و(ضياء جعفر) و (صالح جبر) اضافة الى شخصيات علمية ويحتفظ سجل المكتبة بتواقيع هذه الشخصيات الذين زاروها في فترات متابعة وعن القيمة المعنوية للمكتبة يقول الدكتور حميد هدو.. قيمة المكتبة المعنوية جاءت لعدة اسباب منها ان مؤسسها كان من الشخصيات المعروفة فالسيد (هبة الدين الشهرستاني) من رجال ثورة العشرين المعروفين واحد وزراء حكومة (عبد الرحمن النقيب) الثالثة ورئيس مجلس القضاء الشرعي والنائب في البرلمان العراقي والعالم الكبير في الشريعة الاسلامية فضلاً عن كونه صاحب مؤلفات متنوعة بلغ المطبوع منها قرابة ال (50) كتاباً فضلاً عن المخطوط الذي لم يرى النور الى اليوم. كما عرفت المكتبة بمجلسها الثقافي الاسبوعي الذي تمتد ايامنا هذه حيث سيشهد يوم الجمعة من كل اسبوع مجلس يرتاده شخصيات سياسية وعلمية وبعد مرور كل تلك السنين لاتزال المكتبة تعد من الاماكن المرموقة لعقد الجلسات الثقافية الاسبوعية والشهرية يؤمها عدد غير قليل من طلاب العلم خاصة طلبة الدراسات العليا فضلاً عن طلاب الكليات والثانويات حيث يجدون فيها ظالتهم فترى اكتضاضها بالطلاب خاصة في اوقات الامتحانات كان ذلك في حياة مؤسسها السيد هبة الدين الحسيني الشهرستاني. كما تعد هذة المكتبة اليوم من امهات المكتبات العامة للاسباب التي ذكرناها وقد قام المتولي على المكتبة نجل المؤسس المحامي (جواد هبة الدين الشهرستاني)ببذل جهوده لأنماط هذه الخزانة ورفدها بما يصدر من كتب في العراق والاتصال بالمؤسسات المشابهة لها لتزويدها بالاصدارات الجديدة وبذل جهوداً مضنية لتجليد معظم الكتب في ظروف مادية عسيرة ثم الانفاق على التجليد والصيانة للمخطوطات وكافة المحتويات الثقافية التي تضمنها المكتبة وقد بلغ مجموع الكتب الان حوالي 20,000 الف عنوان وبمجموع 30,000كتاب وبعضها تعد اليوم من النوادر منها لأنها مطبوعة في القرن التاسع عشر او بدايات القرن العشرين ومنها ماهو موشح بتواقيع مؤلفيها. كما تحوي المكتبة على حوالي (160) مخطوط تقريباً وعدد كبير من الكتب الحجرية (مطبوعة على الحجر) وهي كتب اهاها العلماء وقسم منها من اشخاص اوصى ورثتهم بأهداءها لهذه المكتبة ليفيد طلاب العلم والمعرفة. من نشاطات المكتبة ايضاً اصدار النشرات وفي الأونة الاخيرة بدأ اصدار عدد من الكتب منها كتاب(قصص الانبياء) للسيد (نعمة الله الجزائري) واعادة طباعة مجلة (المرشد) التي كانت تصدر في بغداد في الاعوام 1925-1929 والتي كان يشرف عليها ويساعدها مادياً السيد هبةالدين الشهرستاني. تقرير /زينب اكرم
أقرأ ايضاً
- "بحر النجف" يحتضر.. قلة الأمطار وغياب الآبار التدفقية يحاصرانه (صور)
- انتخاب المشهداني "أحرجه".. هل ينفذ السوداني التعديل الوزاري؟
- فاطمة عند الامام الحسين :حاصرتها الامراض والصواريخ والقنابل.. العتبة الحسينية تتبنى علاج الطفلة اللبنانية العليلة "فاطمة "