- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
(فاطمة الزهراء(عليها السلام) دلالات ومؤشرات/ الجزء الخامس)
حجم النص
بقلم: عبود مزهر الكرخي زواج فاطمة الزهراء(عليها السلام) نأتي الآن إلى باب مهم مهم وهو باب زواج أمير المؤمنين(ع) من فاطمة الزهراء والذي يجب أن نبحث هذا الأمر لعظمة هذا الزواج والذي كان من السماء وبأمر من الله تبارك وتعالى وبمباركة منه لأن من ذريتهما الأئمة المعصومين النسلة الطيبة لنبينا الأكرم محمد(ص) وهم حجج الله في الأرض إلى يوم الدين ولنثبت أن أمر هذه السيدة العظيمة مقرون بالسماء وبرب العزة والجلال، حيث كان زواجه روحي له الفداء من الحوراء فاطمة (ع) بأمر من السماء إذ قال رسول الله لعلي بينما كانوا في المسجد: هذا جبرائيل أخبرني أن الله قد زوجك فاطمة وأشهد على تزويجها أربعين ألف ملك، فأي مكانة لأمير المؤمنين(ع) في السماء وعند الله ورسوله الذي يأتي أمر الله في تزويجه من الحوراء فاطمة الزهراء(ع)بنت رسول الله (ص) وبضعته الذي يغضب لغضبها ويفرح لفرحها وأي سر الهي في تزويج هذين القمرين لكي ينجبا عترة رسول الله(ص)الكواكب المنيرة الذين جاءوا من هذين النورين والذين هم الأئمة المعصومين حجج في الله في الأرض. ولنأتي إلى الحاثة بالتفصيل لزواج النورين (ع) حيث: ففي العيون عن الحسين بن خالد عن المولى الرضا (عليه السلام) مسندا إلى أمير المؤمنين، قال: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي! لقد عاتبني رجال من قريش في أمر فاطمة وقالوا: خطبناها إليك فمنعتنا وزوجت عليا ؟ فقلت لهم: والله ما أنا منعتكم وزوجته، بل الله منعكم وزوجه، فهبط علي جبرائيل فقال: يا محمد! إن الله جل جلاله يقول: ((لو لم أخلق عليا لما كان لفاطمة ابنتك كفء على وجه الأرض، من آدم فمن دونه)).(1) وفد تقدم لخطبتها أشراف العرب بدءً من أبو بكر إلى عمر وعثمان وحتى عبد الرحمن بن عوف لأنه نسب وعظيم ما بعده نسب وفخر لكل العرب. ولكن كلهم تم رفضهم لماذا لأنه لايوجد كفء لفاطمة(ع) إلا علي وهذا مصداق لحديث سيدي ومولاي جعفر الصادق(ع) وفي الأمالي قال الصادق (عليه السلام) في حديث: ((لولا أن أمير المؤمنين(عليه السلام) تزوجها لما كان لها كفء إلى يوم القيامة على وجه الأرض آدم ومن دونه)).(2) ولنثبت الحجة ونذكر ماقاله المحدثون في ذلك وفي معاني الأخبار عن يونس بن ظبيان عن الصادق (عليه السلام): « يا علي! لولاك لما كان لها كفء على وجه الأرض ». وجاء في حديث الأمالي عن يونس بن ظبيان بلفظ « إلى يوم القيامة على وجه الأرض آدم ومن دونه ». وروي في كتب المخالفين: إنه « لولا علي لم يكن لها كفء ». وقيل في معنى البتول: « إن فاطمة تبتلت عن النظير وعن الرجال ». "وروى محمد بن جرير الطبري الشيعي في كتاب « دلائل الإمامة » كلا المضمونين. ولنأتي لتحليل أسباب ها الزواج الكفء وماهي حيثياته فمن المعلوم أن الأمام علي(ع) هو نفس رسول الله كما في ذكر في آية المباهلة ولكن ليس على الحقيقة لأن التماثل بين الاثنين محال على أرض الواقع ولكن هو الإتحاد المجازي ومن خلال الطروحات فالنبي محمد(ص) أولى بالمؤمنين كما في قول الله تبارك وتعالى {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا}. (3) وأمير المؤمنين هو ولي كل مؤمن كما نص في ولايته صراحة في غدير خم وحتى في الكثير من احاديث الرسول (ص) وحتى في آية التصدق بالخاتم التي تقول {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}.(4) فهذا نص صريح على ولايته ولهذا كان علي(ع) هو نفس الرسول ويماثله في كمالاته النفسية والرسالية ولكن لم ترتقي إلى مستوى النبوة ومن هنا كان الاتحاد بين النبوة والإمامة لترتقي الدرجة المثالية في الرسالة المحمدية وكانت الإفاضات الآلهية هي من هذا النوع على الاثنين.(5) ولنأخذ هذا التحليل من موقع الميزان ماذا يقول "فكما كان أمير المؤمنين مساويا للنبي في كل شئ إلا النبوة، فكذلك كانت فاطمة الزهراء (عليها السلام) مساوية وكفوا لأمير المؤمنين (عليه السلام) في كل شئ إلا الإمامة والإطاعة بلحاظ الزوجية، قال تعالى: (الرجال قوامون على النساء) وقال تعالى: (وللرجال عليهن درجة) أما في غير هذين الموردين، فقد قال النبي(صلى الله عليه وآله) في حق فاطمة ما قاله في حق أمير المؤمنين (عليه السلام)، من قبيل قوله (صلى الله عليه وآله) « إنها روحي ونفسي وقلبي وبضعتي وثمرة فؤادي ونور بصري وفلذة كبدي وشجنتي، وإنها مني وأنا منها » وغيرها مما ورد في كتب الفريقين مما لا يعد ولا يحصى. فالإتحاد المعنوي النبوي والعلوي جار في وجود سيدة العصمة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، (ولا شك أن فاطمة خلقت لأجل علي، وأن عليا خلق لأجلها، وأنهما كفوان ومتحدان لا يفترقان في عالم الأبدية بلا شائبة وريبة) ". (6) فهذين النورين قد خلقا قبل آدم في عالم النوار والملكوت ومن هنا كان لابد من أن يكون كفوئين فيما بينهما. وفي الحديث عن النبي (صلى الله عليه وآله):« يا علي أنت نفسي التي بين جنبي، وفاطمة روحي التي بين جنبي ». فأمير المؤمنين (عليه السلام) نفس النبي (صلى الله عليه وآله)، وفاطمة روح النبي (صلى الله عليه وآله)، وقد يقال: أن الروح أرفع وأعلى منزلة من منزلة النفس، ولكن الروح والنفس متحدان في بعض الجهات ويحملان على معنى واحد، أو أن هذه المقالات من الأمور الاعتبارية الإضافية، فتطلق كما هي حسب الموارد إعظاما للمقام. لأن الروح والنفس واحدة تكمل الأخر. {ويقول أحد العلماء المعاصرين: عيسى (عليه السلام) روح الله، وفاطمة (عليها السلام) روح النبي (صلى الله عليه وآله)، وهذه النسبة إلى الساحة الإلهية دليل الأفضلية، فيكون عيسى (عليه السلام) أفضل من فاطمة(عليها السلام)، ثم إن مقام الذكورة أفضل من مقام الأنوثة، والرجال أفضل من النساء!! ولكن هذه المرأة أفضل من رجال العالمين، تفوقهم جميعا شرفا وفضلا وأولوية، وليس في عالم الأرواح والأنوار والعقول والنفوس عنوان الأنوثة، وأشباح هذه الهياكل المقدسة تمتاز عن الأشباح الملكية الحسية الأخرى. ويشهد لذلك الأحاديث المعتبرة المتواترة عن الأئمة البررة (عليهم السلام) ; منها ما روي في البحار: « كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يطيعها في جميع ما تأمره » وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يأمر أمير المؤمنين (عليه السلام) أحيانا فيقول: « يا علي أطع فاطمة (عليها السلام) » ويأمر فاطمة (عليها السلام) فيقول: « أطيعي عليا ». وإنما يأمر عليا بطاعتها لعصمتها وصواب رأيها ولأنها لا تخطأ، وكأن رأي فاطمة رأي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولذا قال (عليه السلام): « عاشرت فاطمة تسع سنين، فلم تسخطني ولم أسخطها ». وهذه من الخصائص الفاطمية والمزايا النبوية، وسيأتي شرح الحديث في باب العترة الزكية إن شاء الله تعالى. ولذا كان أمير المؤمنين (عليه السلام) - وهو أعظم الأولياء الكاملين والنفس المقدسة لحضرة خاتم المرسلين وسلطان العالمين - يباهي ويفتخر بزواجه بفاطمة الزكية، وقد حرم الله عليه الزواج بغيرها ما دامت حية، وجعلها كفوا لا كفو لها إلا علي، فيكفي في جلالة قدر فاطمة أنها كفو أمير المؤمنين (عليه السلام)، وأن النساء حرمت عليه مع وجودها. ويكفي في جلالة قدر علي أن تكون كفوه امرأة كفاطمة في فخامة النسب وعظمة الحسب، كفو لا ند له ولا نظير، فهي الكاملة من جهات الإنسانية، والمنزهة من النواقص، صلوات الله عليها وعلى أبيها وعلى بعلها وعلى ولديها".(7) ومن هنا نعرف أن سيدتي ومولاتي كان لها أمر في السماء بحيث لا يكون زواجها إلا بأمر من الله سبحانه وتعالى وهذ ا مؤشر ودلالة أخرى من المؤشرات والدلالات التي سقناها كثيراً بأنها ليست أمرآة عادية كبقية النساء بل لها المرتبة السامية والمنزلة التي لا ترقى إليها نساء العالمين ككل وحتى البشر بعد نبينا الأكرم محمد(ص) وزوجها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع). والآن لو تعرفنا على هذا الزواج الميمون والمبارك من السماء والذي عقد رباطه الله ورسوله واشّهد عليه ملائكة السماء والذي عقد بين أشرف نسبين على وجه الأرض نسب نبينا الأكرم محمد(ص) ونسب أبي طالب فالمعروف عندنا أن يكون مثل هذا زواج فيه من البذخ والبهرجة والصرف الشيء الكثير وهذا ما عرفناه على مدى التاريخ في زواج الملوك والحكام وما لمسناه في زواج المأمون العباسي من زبيدة والذي كان تُنثر الدنانير الذهبية والفضية للناس في إسراف واضح وتبذير ما بعده تبذير وكان الحكام وعلى مدى التاريخ يفعلون هذه الأفاعيل والتصرفات التي لا يقرها الله ولا دينه فهذا الصنم هدام قد ركب عربة مرصعة بالذهب والألماس في عيد ميلاده المقبور وغيرهم الكثير الذين لا يسع المجال لذكرهم. ولكن هذا الزواج بين النورين كان زواجاً بسيطاً ومتواضعاً وهو يعطينا الدروس في كيفية الزواج والتعامل بمبادئ ديننا الحنيف والذي يرفض ولا يقبل بالمهور العالية التي تفرض على الزوج أو صرف المبالغ الطائلة للزواج ولتكون مدرسة أهل البيت (سلام الله عليهم أجمعين) هي خير مدرسة تربوية واجتماعية لتعليم الناس وهي من أرقى الجامعات التي يتعلم فيها الإنسان كل عباداته ومعاملاته. فأهل البيت لا يريدون منا فقط تذكر مواليدهم الشريفة واستشهادهم والبكاء عليهم وتوزيع الطعام بل هم يؤكدون على العمل بسيرتهم والالتزام بتعاليم ديننا الحنيف وهو ما يعني اتخاذ سيرتهم العطرة دليل ومنهاج عمل لنا فهذا سيدي ومولاي أبي عبد الله الحسين(ع) قد صرح ومنذ خروجه إلى مسير الشهادة والتضحية أنه لخرج لطلب الإصلاح في أمة جده وليس لطلب الحكم والملك كما يحاول من الكتاب من عبيد الدينار والدرهم تصوير وتحريف الحقيقة وهذا أمامنا ومولانا جعفر الصادق(ع) وهو على فراش الموت يوصي عشيرته وشيعته بقوله ((لن ينال شفاعتنا من هو مستخفٌ بصلاته)) للدلالة على أن أئمتنا كانوا في كل حياتهم مؤكدين على التمسك بعصم ومبادئ ديننا الحنيف وذلك لأنهم هم القرآن الناطق والذين هم ترجمانه وأحسن من يعطوه حقه والمسير على السنة المحمدية المباركة. وقد تم شرح كيفية هذا الزواج ومايمثله من بساطة في مقالات سابقة ولكن نقف وقفت سريعة بسيطة على هذا الزواج المبارك يجب أن يكون مثلاً رائعاً، مثالاً لكلَّ العصور والأزمنة ؛ حيث توجه الرسول (صلّى الله عليه وآله) إلى أمير المؤمنين علي (عليه السلام) بالقول: { يا أبا الحسن فهل معك شيء أزوّجك به ؟} فقال علي (عليه السلام): فداك أبي وأمي والله ما يخفى عليك من أمري شيء، أَملك سيفي، درعي، وناضحي، وما أملك شيئاً غير هذا. فقال له رسول الله (صلّى الله عليه وآله): {يا علي، أمّا سيفك فلا غنى بك عنه، تجاهد به في سبيل الله، وتقاتل به أعداء الله، وناضحك تنضح به على نخلك وأهلك، وتحمل عليه رحلك في سفرك، ولكنّي قد زوّجتك بالدرع ورضيت بها منك }.(8) وبهذا الدرع الذي باعه الأمام علي إلى عثمان باربعمائة درهم سود هجرية تم هذا الزواج وبهذا المبلغ البسيط كان مهر فاطمة الزهراء ولو لاحظنا من هذه الدراهم المعدودة أنه مهر بسيط وبالتالي سوف جهاز بسيط حيث كان جهاز فاطمة (ع) وبهذه الدراهم المعدودة لكي توضح للجميع معنى الزهد والانقطاع عن ملذات الدنيا والتبتل إلى الله سبحانه وتعالى والتوجه أليه. وحملت جهاز الزواج ببساطته إلى الرسول(ص)،فلما عرض عليه جعلّ يقلبه بيده ويقول: ((بارك الله لأهل البيت، وفي رواية أخرى: اللهم بارك لقوم جلّ آنيتهم من الخزف)). نعم هكذا كان جهاز سيدة نساء العالمين. ونقرأ في رواية أخرى أنّ الزهراء (عليها السلام) طلبت من أبيها (عليه السلام)، أن يكون مهرها الشفاعة في المذنبين من أمّة محمد (صلّى الله عليه وآله)، فنزل جبرئيل (عليه السلام) على الرسول (عليه السلام) مخبراً بتلبية الله سبحانه وتعالى لطلب فاطمة (عليه السلام).(9) ولهذا كان علينا أن نضع كل القيم الخاطئة من أرتفاع المهور والإسراف لتحل محلها القيم الصحيحة لأعظم زواج على وجه الأرض بزواج سيدة نساء العالمين من أفضل الرجال بعد نبينا الأكرم الأمام علي(ع)وهكذا تكون سيرة الشخصيات العظيمة من ذوي الأعراف والدين وهذه هي سيرة القادة الحقيقيين الذين نذروا أنفسهم لعبادة الله والعمل بشرائعه وتعاليمه ولتبقى سيرتهم العطرة خالدة في عقول الأجيال جيلاً بعد أخر. ولتعطي درس في ومثال عالي القيم ولتسحق بهذه القيم السامية لهذا الزواج المبارك كل قيم الجاهلية وموروثاتها العفنة والتي ومع الأسف الشديد لازال الكثير يحمل ترسباتها البالية وفي الكثير من الممارسات والتصرفات ومنها تقاليد الزواج. وفي الأخير ولأذكر هذه الحادثة والتي تبين عظمة الزهراء روحي لها الفداء والتي في زواجها اشترى لها أبوها (ص) ثوب جديد لأنه كان ثوبها قديم وهذه حياة الزهد التي كان يعيشونها أهل بيت النبوة والذين كانوا مفاتيح الخزائن والأرض بأيديهم ولكن استبدلوها بحياة الزهد تقرباً إلى الله سبحانه وتعالى وعند الزفاف وجدها الرسول بنفس ثوبها القديم فسألها عن ثوبها الجديد عند ذلك قالت له أن امرأة من المسلمين زوجت أبنتها وهي فقيرة فأهديتها ثوبي الجديد(10). فأي إيثار وأي دروس وأي جامعة راقية نتعلم من هذه السيرة العطرة لسيدة نساء أهل الجنة والعالمين والتي فاقت كل ما موجود حالياً من بحوث ودراسات ونقاشات في أعظم الجامعات حول السلوك التربوي في هذا المجال. ولأختم هذا الباب ومن طريف ما يذكر ماورد عن أنس بن مالك أن عبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان تقدموا إلى النبي فقال عبد الرحمن للنبي(ص):يا رسول الله تزوجني فاطمة أبنتك،وقد بذلتك لها من الصداق مائة ناقة سوداء زرق الأعين محملة كلها قباطي مصر،وعشرة آلاف دينار!! وقال عثمان: وأنا أبذل ذلك،وأنا أقدم من عبد الرحمن إسلاماً!!. فغضب النبي(ص)من مقالتهما فتناول كفاً من الحصى فحصب به عبد الرحمن وقال له ((إنك تهول بمالك))فتحول الحصى دراً فقومت درة من تلك الدرر فإذا هي تفي بكل ما يملكه عبد الرحمن.وهكذا كان الفشل لكل من تقدم لخطبة الزهراء(ع)راجعين وقد علموا أن في أمر زواجها سر من الأسرار.(11) ولنأخذ من هذا الحديث لنبينا الأكرم محمد(ص) مع الزهراء روحي لها الفداء العبر والدروس العظيمة في التعامل الأجتماعي للزوج مع الزوجة حيث انقطع عنهم ثلاثة أيام بعد الزواج وجاء في اليوم الرابع فلمّا دخل عليهما أمر عليّاً بالخروج، وخلا بابنته فاطمة (عليها السلام) وقال: « كيف أنت يا بُنيّة ؟ وكيف رأيت زوجكِ ؟ ». قالت: « يا أبه خير زوج، إلاّ أنّه دخل عليَّ نساء من قريش وقلن لي زوّجكِ رسول الله من فقير لا مال له »، فقال (صلى الله عليه وآله) لها: « يا بنية ما أبوك ولا بعلُك بفقير، ولقد عرضت عليَّ خزائن الأرض، فاخترت ما عند ربّي، والله يا بنية ما ألوتك نصحاً أنّ زوّجتك أقدمهم سلماً وأكثرهم علماً وأعظمهم حلماً ». « يا بُنية إنّ الله ـ عزوجل ـ اطلع إلى الأرض فاختار من أهلها رجلين فجعل أحدهما أباك والآخر بعلك، يا بنية نِعم الزوج زوجكِ، لا تعصي له أمراً ». ثم صاح رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعليّ: « يا عليّ »، فقال: « لبيك يا رسول الله »، قال: اُدخل بيتك والطف بزوجتك وارفق بها، فإنّ فاطمة بضعة منّي، يؤلمني ما يؤلمها ويسرّني ما يسرّها، أستودعكما الله وأستخلفه عليكم ».(12) وفي أجزائنا القادمة سوف نستكمل أن شاء الله الدلائل والمؤشرات لعظمة السيدة الجليلة فاطمة الزهراء روحي اله الفداء ولكي بكي نحيط الجوانب المضيئة لحياتها العظيمة إن كان في العمر بقية. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المصادر: 1 ـ جواهر البحار ج43، كتاب تاريخ الصديقة الزهراء (ع) باب تزويجها صلوات الله عليها ص 93 2 ـ (بحار الأنوار ج43 ص10 رواية1 باب2). 3 ـ [الأحزاب: 6]. 4 ـ [المائدة: 55]. 5 ـ موقع الميزان للدفاع عن فاطمة الزهراء(عليها السلام). http://www.mezan.net/zahraa/khasaes/09.html 6 ـ نفس المصدر. 7 ـ نفس المصدر. 8 ـ الاصابة للعسقلاني. 9 ـ اخبار الدول: 88، الاحقاق: 10 | 367، وسيلة النجاة: 217. 10 ـ أعلام الهداية فاطمة الزهراء سيدة النساء (عليها السلام)، المجمع العالمي لأهل البيت(عليهم السلام) ص 24-25 11 ـ اُنظر: إحقاق الحق 4/475، الأمالي للطوسي: 39. 12 ـ بحار الأنوار: 43 / 132. أعلام الهدية سيدة النساء فاطمة الزهراء (عليها السلام). المجمع العالمي لأهل البيت(عليهم السلام) قم المقدسة، باب زيارة النبيّ (صلى الله عليه وآله)للزهراء في صبيحة عرسها.
أقرأ ايضاً
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟
- ماذا بعد لبنان / الجزء الأخير
- مراقبة المكالمات في الأجهزة النقالة بين حماية الأمن الشخصي والضرورة الإجرائية - الجزء الأول