حجم النص
بقلم:فلاح المشعل اغلقت الشوارع اليوم في بغداد وعطلت الحياة كما جرت العادة بسبب انعقاد مايسمى بالمؤتمر الدولي لمكافحة الأرهاب. واذ يشكل الأرهاب الخطر الأول الذي يهدد الحياة العراقية ويبث الموت اليومي بين العراقيين بأبشع صورة، واعظم الخسائر التي احالت تفاصيل الوضع المعيشي الى جحيم، فأن هذا الوباء الأجتماعي الأقتصادي والأمني الذي ينتهك البلاد منذ عشر سنوات يستدعي اكثر من مؤتمر وطني واقليمي ودولي، وجملة من التشريعات والقوانين والأجراءات العملية التي تقف عند تعريفات واضحة وتشخيصات واقعية،وتوصيات تلتزم بها الأطراف المؤتمرة، وتنتهي الى تقديم معالجات فاعلة تنهي وجود الأرهاب ليس كظاهرة عنفية تتمثل بالتفجيرات والقتل وحسب، وانما تؤكد وجود قوانين ومناهج مانعة لعودته. الخلاص من الأرهاب يبدأ اساسه من ادارة سياسية وطنية للبلاد تتبنى مشروع مصالحة وطنية، وثقافة مواطنة،وتشريعات لتثبيت الوئام والتآخي في ظل قوانين العدالة الاجتماعية والمساواة بين ابناء الوطن الواحد. القضاء على الأرهاب ينبعث من مكافحة مسبباته الأقتصادية المتمثلة بالجوع والبطالة، وفي اشاعة ثقافة السلام الإجتماعي والحياة المدنية، والغاء كل اشكل الانتهاك والإضطهاد والملاحقة والإعتقال، واساليب القهر الأجتماعي والعزل الطائفي والأثني. نهاية الأرهاب تتأتى من غلق مناخات الفساد، وتوفير الخدمات التي تليق بالبشر، الى جانب وجود اجهزة رقابة شعبية، وأمنية تشتغل بدوافع حماية الوطن والشعب. لكن مايحدث في العراق وقائع مغايرة لهذه الأرضية والمناخات التي تشكل قواعد مكافحة الأرهاب، بل ان سلوكيات الحكومة ومؤسساتها الأمنية وطبيعة الفساد والفشل الحكومي والسياسي، اصبحت تشكل مناخات نوعية لنمو الأرهاب وتنوع اشكاله واساليبه، يساعدها في ذلك تزايد ثروات النفط، والصراعات الأقليمية بطروحاتها الطائفية المتصارعة التي تمتد للداخل العراقي عبر حواضن سياسية واجتماعية وطائفية. الأرهاب ايها السادة ؛ يحافظ على وجوده في العراق على نحو طردي بسبب غياب الرؤية الفكرية والعملية لتشخيص اسبابه وعلاجه، وهذا المؤتمر الذي سيوقف الحياة في بغداد ليومين، لااهمية له سوى ترديد كلائش كلامية وخطب توزع (اغفاءات) استرخاء لبعض الضيوف الحاضرين من السفراء واشباههم. [email protected]
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟ (الحلقة 7) التجربة الكوبية
- كيف يمكن انقاذ العراق من أزمته "البيئية - المناخية" الخانقة ؟