حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم هذا القانون الذي انتظره كثيرا الشعب العراقي عامة وشريحة المتقاعدين خاصة وجاءت فقراته بخصوص الرواتب التقاعدية للموظفين جيدة وقد باركها بعض المسؤولين ممن لهم مناصب رفيعة في احزابهم او في الدولة، وحالما جاء راي المرجعية بخصوص رواتب البرلمانيين حتى انقلبت التصريحات راسا على عقب فالذي هنأ بالامس اصبح مستنكرا اليوم، هذا من جانب، ومن جانب اخر بدات المطالبات بعرض اسماء الذين صوتوا على القرار بالموافقة وكما تعلمون فان التصويت جاء بالاغلبية وهذا يعني ان الاغلبية جاء رايها خلاف راي المرجعية ولكن يستثنى من لا يابه براي المرجعية وعليه يكون من اتخذ المرجعية مرجعية له عرضة لهذا الانتقاد اذا ضبط بموافقته على القانون. سياسيو اخر وقت لا يفقهون بما يقررون وما يصرحون لولا راي المرجعية الرشيدة لغلس على هذا القرار كما وان بعض السياسيين ايضا رفضوا هذا القانون لاسيما الفقرة المتعلقة برواتب المسؤولين الكبار ليس تماشيا مع المرجعية بل هو رايهم الخاص، ومن المؤكد ان هذه الفقرة الخاصة بهم هي التفاف على مطالبات الشعب السابقة بالغاء رواتب التقاعد للبرلمانين، ولان بلدنا بلد العجائب والغرائب فان البرلماني يقضي اربع سنوات اغلبها غيابات وسفرات وعطلات ومن ثم ياخذ تقاعد على عكس المعلم الذي يقضي اكثر من خمسة وعشرين سنة بواقع خمس ساعات يتكلم يوميا لياخذ راتب تقاعدي لايكفيه لمدة اسبوع. الغريب الاخر ان هذا الهيجان الاعلامي والاجراءات السياسية والادارية للمسؤولين او روؤساء الاحزاب والكتل والمطالبات بالغاء فقرة راتب تقاعد كبار المسؤولين والذي مقداره ملايين الدنانير سنويا، اقول لو ان هؤلاء قاموا بنفس هذه التصرفات حيال ما يسقط من الابرياء يوميا والذي قطرة دم واحدة منهم تساوي رواتب المتقاعدين الى يوم الدين، فلماذا لم يتم معاقبة او فضح المسؤولين المتواطئين مع الارهابيين لتدمير العراق ؟ وماذا يعني راتب تقاعدي بالملايين لمسؤول امام الابرياء الذين يتساقطون بالعشرات وبالمئات شهريا؟ فترة من الزمن كان يطل علينا يوميا رجال النزاهة ليتحدثوا عن الفساد اما الان فقد قل ظهورهم، وملف للفساد واحد لربما يساوي راتب البرلماني التقاعدي لاكثر من سنة، هل نحن نتالم بسبب ابتزاز اموال العراق ؟ نعم نتالم، ولكن هل تالمنا على ماهو اطم واغم واهم مما اقروه في قانون التقاعد؟ هنالك فقرة اخرى هي الاخرى لاتخلوا من غرابة وهي مخصصات او رواتب جهادية، تخص من كان خارج العراق، لماذا هذه الرواتب ؟ وماذا كانوا يفعلون خارج العراق ؟ تقولون طاغية العراق ظالم، ظلم من ؟ نحن الذين كنا تحت سطوته ام انتم الحاملين للكارت الاخضر وجنسية البلد الذي تاكلون من خيراته ؟ كيف يكون شكل السحت ؟ ولماذا لم يطالبوا السادة المسؤولين بتعليق هذا القرار؟ حسن العلوي هو الشخص الوحيد (بالرغم من موقفي المعروف اتجاه مواقفه وليس شخصه) هو الوحيد الذي طالب بتعويض الشباب الذين اجبروا على الخدمة العسكرية خلال حروب طاغية العراق وانا منهم، نعم لم اشارك باي معركة خاضها ولكن اليس ان الطرفين العراقي والايراني ظلم احدهم الاخر في بعض معارك الحرب ؟ نعم العراق ثبت للعالم هو المعتدي وهو مطالب بالتعويضات لايران، ولكن ماذنب ممن كانت بمسؤوليته عائلة ويخشى عليها او لايستطيع ان يهرب خارج العراق فهل هذا ذنب يا ايها المتحذلقين بالسياسة والقادمين من الخارج لتشرعوا قوانين تخص شريحتكم ؟ انا لا اطالب ببخس حقكم من الفراق والغربة ولكن مهما تكن فهي اقل ممن عانى من ظلم طاغية العراق.
أقرأ ايضاً
- تحديد سن التقاعد للقضاة وأثره في بناء المؤسسات القضائية
- قانون التقاعد العراقي اخطر من الكرونا!
- الفرق بين رواتب الفقراء والأمراء في قانون التقاعد الموحّد