حجم النص
توالت الحقب الزمنية التي دأب فيها محبوا وموالوا اهل البيت الاطهار(عليهم السلام) في اعمال اعمار مراقد الائمة الاطهار التي طالما كانت من البيوت التي اذن الله ان يرفع فيها اسمه ويعظم وان تكون مساجد يقصدها كل من تنورت بصيرته وآمن قلبه بالحقيقة الازلية التي جاء بها خاتم الانبياء محمد(صلى الله عليه واله) والاعتصام بهذه الرسالة السماوية العظيمة من،هنا قد يتضح سمو الاعمال التي تبذل في جميع الاماكن المقدسة وما لها من الابعاد الروحية ولا يخفى ان الفترة التي تلت عام 2003 شهدت تطورا كبيرا في مجال اعمار المراقد المقدسة لاسيما مرقد ابي الاحرار (ع) حيث عقد جميع القائمين العزم على اعمار العتبة الحسينية المقدسة وفي مقدمتهم سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في اطلاق مشروع (ياحسين) الخاص باعمار وتوسعة وتطوير المرقد الحسيني المقدس حيث شهد هذا المشروع تقدما مباركا شهده القاصي والداني ومن ابرز هذه الاعمال التي لا تزال جارية اعمال تطوير وإعمار الاروقة المطهرة لحرم الامام الحسين(ع) وتزجيجها بالمرايا،، وقال رئيس قسم الصيانة في العتبة الحسينية المقدسة والمشرف المباشر على هذه الاعمال الحاج كريم الانباري لوكالة نون الخبرية انجزنا اعمال اعادة تأهيل و تزجيج المرايا لثلاثة من اروقة الحرم المقدس وهي كل من رواق السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، رواق العلماء، رواق السيد ابراهيم المجاب (عليه السلام) مؤكدا ان رواق باب القبلة وهو الرواق الاخير غير المنجز اذ يشهد تقدما كبيرا حيث يباشر بهذا العمل مجموعة من المختصين يشاركهم فيه فنيون من منتسبي وحدات قسم الصيانة وشعبة الكهرباء. وعن سبب إجراء هذه الاعمال اجاب الانباري ان المرايا السابقة قد مضت عليها عقود طويلة من السنوات وقد تهالك اغلبها فضلا عن طريقة العمل التي اتبعت في عملها كانت طريقة قديمة جدا وهي عمل مقرنصات وديكورات من الجبس على حزم من العضود الخشبية المقتطعة من اشجار (الكالبتوس) توصل بحمالات مثبتة بجدران الحرم بواسطة الحبال وهذه العضود قد تهالكت هي الاخرى بفعل حشرة الارضة، وهناك تصدعات وشقوق كثيرة في المناطق العلوية من الجدران والسقوف وهذا ما يعزى الى الابعاد الزمنية في مراحل بناء الحرم الحسيني المقدس. مراحل العمل وبين الانباري ان هذه الاعمال جاءت وفق سلسلة من المراحل الاولى تبدأ بإزالة المرايا القديمة وإزالة المقرنصات الجبسية الخاصة ومعالجة التصدعات والشقوق بشكل نهائي ثم تأتي مرحلة تدعيم مبنى الحرم وذلك بتثبيت دعائم حديدية تطلى بمواد مانعة للرطوبة وهذه الدعامات تكون ساندة للمناطق العليا من الاروقة بما فيها من الجدران والسقوف والقباب الصغيرة وفق اساليب هندسية حديثة بعد ذلك يقوم فنيو قسم التبريد وشعبة الكهرباء في العتبة الحسينية المقدسة بعمل وتثبيت المجاري الهوائية الخاصة بأجهزة التبريد وشبكات الانابيب التي تتخللها اسلاك الكهرباء والحافظات المعدنية لمصابيح الانارة اما المرحلة الرابعة من العمل هي اكساء الجدران والدعامات الحديدية وغيرها بمادة الاسمنت المقاوم المعالج بمجموعة من المواد، والمباشرة بعمل الديكورات المقرنص الخاص بالنقوش المزججة بالمرايا وهذه يتم عملها بمادة الجبس (البورك) بأيدي فنية ماهرة ومتخصصة وصولا الى المرحلة الأخيرة وهي مرحلة تزجيج المرايا حيث ارتأت اللجنة التي شكلها القائمون على اعمال العتبة المقدسة وهي تتألف من مجموعة من المتخصصين والفنيين والمشرفين على هذا العمل الابقاء على الطراز السابق للحرم المقدس من النقوش الاسلامية السابقة وعدم تغييرها كونها تعد جزءا من تراث المكان المقدس سوى بعض التغييرات البسيطة لبعض المناطق حسب اتفاق اللجنة بما يتناسب مع قدسية المكان وروحيته فضلا عن تغييرات جديدة تم استحداثها مثل تغيير نظام الانارة وتجديد المنظومات الكهربائية حيث تم استخدام نوعية متطورة من المصابيح الكهربائية منها لتوفير الإضاءة اللازمة للحرم المقدس كما تم عمل حافظات لها من مادة (الستيل) واغطية لهذه الحافظات من الزجاج المؤطر بإطار ذهبي اللون وذلك لاخفاء اشكال المصابيح بهذه الحافظات المغلقه وقد اتخذت اشكال الانارة في اغلبها اشكالا هندسيه كالنجوم الخماسية والمربع وما شابه وقد اوكل هذا العمل لفنيي وحدة السمكرة التابعة لقسم الصيانة. الفترات الزمنيه المهندس حيدر عبد الامير السعدي مسؤول شعبة الاعمال المدنية في قسم الصيانة تحدث لوكالة نون الخبرية عن مجموعة من تفاصيل العمل قائلا: ان اولى مراحل تجديد المناطق العليا من الحرم بدأت في الجهة الشمالية من الحرم تحديدا في جامع الرجال وكان ذلك في نهاية العام 2011 ومن ثم انتقل العمل الى جامع النساء والقبة بين الجامعين وقد انتهينا من اعمال التجديد لهذه المناطق بشكل متكامل في شهر كانون الاول من عام 2012 وتمت المباشرة بأعمال تجديد الاروقة المطهره بدءا بالرواق الشمالي من الحرم (رواق السيدة فاطمة الزهراء"عليها السلام") في شهر اذار من العام 2012 وتم الانتهاء من اعمال التدعيم وأعمال المقرنص في نهاية العام وانتقلت اعمال التدعيم للأروقة المتبقية وتم انجاز تزجيج المرايا للرواق الشمالي في شهر تموز من العام 2013 اما كل من رواقي (العلماء والسيد ابراهيم المجاب "عليه السلام") فقد تم انجاز اعمال الاول في شهر تشرين الاول من 2013 وتم انجاز رواق السيد ابراهيم المجاب "عليه السلام" شهر كانون الثاني الجاري وذكر السعدي بان المرايا المستخدمة في العمل نوع (كاردينا 2ملم) وهي من اجود الانواع , وقد بلغ مجموع قياسات المرايا المزججة لجامع الرجال وجامع النساء والرواق الشمالي للحرم حوالي (4570م2) اما الاروقة الثلاثة المتبقية فلم يتم احتساب اجمالي كميات المرايا التي استخدمت فيها بشكل كامل كون رواق باب القبلة قيد الانجاز وهناك اعمال تكميلية بسيطة تبقت في رواق السيد المجاب (عليه السلام) مثل عمل ازاره مزججة تغطي الحافظات المعدنية الخاصة بأسلاك الكهرباء وكاميرات المراقبة بدلا من طلائها. النقوش والزخارف الفنية المستخدمة مسؤول وحدة المرايا الفني علي جاسم محمد تحدث لوكالة نون الخبرية عن تفاصيل اعمال تزجيج المرايا قائلا: هناك ثلاثة من انواع النقوش العربية الاسلامية التزمناها في العمل وهي (النقوش السليمية، النقوش النباتية،والنقوش الهندسية كالنجمة الثمانية والخماسية والشكل المعيني والمربع وغيرها) فضلا عن استخدام المرايا الملونه لابراز بعض النقوش اما المواد اعمال تزجيج المرايا فهي الجبس(البورك) واللاصق والغراء وهي الاخرى كانت من اجود الانواع والمناشيء العالمية. وبين مسؤول وحدة المرايا ؛انه تم تجديد المرايا آخر مرة عام 1991م بعد احداث الانتفاضة الشعبانية حيث تضررت اماكن مختلفة من الحرم المقدس وقد اوكلت وزارة الاوقاف والشؤون الدينيه انذاك العمل الى مجموعة من المقاولين الذين قاموا بترميم حوالي 80 % من مرايا الحرم ونفذ العمل في حينها مجموعة من حرفي المرايا في كربلاء وقد استخدمت نوعيه من المرايا العراقية المنشئ والتي تضررت بفعل الرطوبة وكانت اغلب النقوش المستخدمة في اعمال الترميم المذكورة هي النقوش الهندسية فضلا عن ان الطريقة المستخدمة في السابق اختلفت عن ما هو الان بكثير حيث كانت مشابهة للطريقة القديمة والتي استخدمت في خمسينات القرن الماضي والتي تتجلى باستخدام احزمة المقرنص المصنوع من الجبس والمثبت بعضود خشبية وربطه وتثبيته بالحبال الى سقوف الحرم. مجموعة من المختصين عبروا عن العمل الجديد بانه اكثر متانة من حيث التدعيم الذي اختلف عن السابق كذلك الحال بالنسبة للمرايا الجديدة فعمرها حسب التقدير سيكون اضعاف مضاعفة عن سابقتها كونها من نوعية جيده وقد جرت عليها مجموعة من الاختبارات بمجموعة من المواد ولم تتأثر. يذكر ان تاريخ استخدام المرايا في تزيين اماكن من الحرم المقدس يعود الى عهد الدولة القاجارية حيث كانت تثبت المرايا بمساحات قليله بمواقع قريبه من الثريات واماكن الشموع سابقا ما يؤدي الى مجموعة من انعكاسات الضوء الجميله اما المناطق الاخرى من الحرم فكانت مزينة بمجموعة من النقوش النباتيه التي كانت عبارة عن ابداع فني اخر احتواه المرقد المطهر وقد غطى هذه النقوش اعمال المرايا التي جاءت في فترات لاحقه وبعد ازالة المقرنص المزجج في مجموعة مناطق الحرم برزت بقايا من هذه الزخارف والتي تم توثيقها بمجموعة من الصور الفوتوغرافيه التي احتفظ ارشيف العتبة المقدسة. اعداد وتصوير: حسين احمد الكربلائي وكالة نون خاص
أقرأ ايضاً
- فاطمة عند الامام الحسين :حاصرتها الامراض والصواريخ والقنابل.. العتبة الحسينية تتبنى علاج الطفلة اللبنانية العليلة "فاطمة "
- العتبة الحسينية اقامت له مجلس عزاء :ام لبنانية تلقت نبأ استشهاد ولدها بعد وصولها الى كربلاء المقدسة
- بركات الامام الحسين وصلت الى غزة ولبنان :العتبة الحسينية مثلت العراق انسانيا(تقرير مصور)