- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
حكاية خليل ...وبيان السهيل ... ومشروعيةُ جميل
حجم النص
بقلم / مسلم ألركابي إسماعيل خليل بطل العراق والعرب وآسيا بالملاكمة , له حكاية تحمل طعماً خاصاً ومميزاً , وهذا هو ديدن أبطالنا الذين وضعوا العراق مع نبض قلوبهم وهم يعتلون منصات التتويج ,ففي عام 1986 وخلال الدورة الآسيوية والتي أقيمت في الهند , أحرز البطل إسماعيل خليل الوسام الذهبي بعدما أطاح بخصمه الكويتي (حسين البلوشي) أرضا بالقاضية الفنية وبزمن قياسي أمده 17 ثانية فقط وسط ذهول الجميع ,ويبدو أن هذا الفوز والانجاز له طعم خاص ومميز في ذاكرة البطل إسماعيل خليل فهو يتذكره اليوم بمرارة وألم وحسرة كبيرة ,حينما يشاهد نفسه خارج أسوار رياضة الفن النبيل الملاكمة ,بعد أن تم إبعاده من دخول انتخابات الاتحاد العراقي المركزي للملاكمة والذي عمل فيه طيلة سنوات عديدة بتفاني وإخلاص وهذا ما يشهد به جميع العاملين معه في رياضة الفن النبيل إضافة إلى دماثة خلقه وحسن سيرته وتاريخه الرياضي الزاخر بالانجازات الكبيرة مما جعلته غني عن التعريف , المفارقة المدهشة حقاً والتي يتذكرها إسماعيل خليل بمرارة وحسرة اليوم حينما يتذكر منافسه وخصمه الذي فاز عليه في الهند عام 1986 الكويتي (حسين البلوشي) والذي كان يعمل حداداً , وقد أصبح في عام 2006 وزيرا للشباب في الكويت!!!!!(ونحن على يقين إن البطل إسماعيل خليل لم يطمح أن يكون وزيرا في يوم ما ,فالرجل أحلامه لم تتعدى وجوده في عالمه الأثير وهو عالم رياضة الفن النبيل الملاكمة) هكذا تكرم الدول أبطالها ومبدعيها عرفانا منها لما قدموه لبلدهم , ونحن نستبعد أبطالنا ورياضيينا بطريقة عجيبة وغريبة ومريبة بنفس الوقت , فنحن نعيش في بلد وضع أول قانون للبشرية وهي مسلة حمورابي نعجز اليوم عن وضع قانون يحمي حقوق الجميع ويضمن للجميع حق المشاركة في بناء رياضة عراقية جديدة خاصة ونحن نعيش زمن التغيير ,للأسف نحن رجعنا للوراء واعتمدنا قانون 16 لسنة 1986 لانتخابات الاتحادات الرياضية بعد أن عجزت قياداتنا الرياضية عن صياغة قانون يستوعب الجميع فقد انشغلت قياداتنا الرياضية بصراعاتها وتنظيراتها ومصالحها وكراسيها المهتزة , وتلك هي مشكلتنا , لكن مشكلتنا الأكبر والأفضع هي حالة الانتقائية والمزاجية المفرطة والخاضعة للأسف لأجندات واضحة المعالم في التعامل مع القوانين النافذة فحتى قانون 16 خضع لمزاجية انتقائية غريبة من خلال تغييب بعض فقراته أو من خلال تفسير بقية الفقرات وفق ما تشتهي نفوس البعض والتي للأسف اقل ما يقال عنها إنها نفوس مريضة ومتخلفة ولا تفقه من الأمر شيئاً ,وهذا ما جسده دخول الطارئين على الوسط الرياضي والذين يحاولون اليوم ومن خلال مسميات ومجالس ومناصب (ما انزل الله بها من سلطان) , فقد ظهر ذلك واضحاً في انتخابات بعض الاتحادات الرياضية والتي كشفت للأسف عورة البعض أمام الجميع بعد أن فاحت رائحة الطائفية الصفراء النتنة والتي للأسف الشديد تريد أن تلوث ثوب الرياضة العراقية الناصع البياض , ربما جاء بيان السيد قصي السهيل النائب الأول لرئيس مجلس النواب العراقي والذي أكد فيه (أننا ندعم وبقوة توجه اللجنة الاولمبية العراقية بخصوص الأبطال الرياضيين والذين لم يسمح قانون الانتخابات بدخولهم من خلال توجه باستيعابهم ضمن اللجان المختلفة أو أعضاء شرف في اتحاداتهم) ليمثل حالة استدراك واضحة لموضوعة الأبطال والكفاءات الرياضية , ترى هل هي حالة تصحيح مسار ؟ أم أنها حالة ندم ربما تكون غير مجدية في الوقت الحاضر ؟؟ خاصة ونحن نشاهد السيد جميل ألعبادي (رئيس مجلس أندية العراق) هكذا هو يدعي وهو يقيم في احد فنادق بغداد الفاخرة ويحضر المؤتمرات الانتخابية للاتحادات الرياضية ولا نعرف الصفة التي يدخل بها ألعبادي قاعة المؤتمر الانتخابي ؟ خاصة ونحن نعرف إن اللجنة المشرفة على الانتخابات لا تسمح بدخول قاعة الانتخابات إلا للمشاركين في الانتخابات فقط!!!!! ؟؟؟؟؟؟؟ وقد شاهد الجميع ومن خلال الفضائيات كيف أصبح وجود جميل ألعبادي داخل قاعة المؤتمر الانتخابي مشكلة بحد ذاتها ؟؟؟؟فالرجل كما يدعي هو بأنه (قائد من قيادات الرياضة العراقية) وهذا ما صرح به أكثر من مرة من خلال البغدادية أو الرياضية العراقية فهو يتكلم باسم وزارة الشباب والرياضة تارة وتارة أخرى باسم مجلس أندية العراق والذي لم يستمد مشروعيته القانونية بعد حيث لا يوجد إي قانون يمكن أن يشرعن وجود هكذا مجلس في ظل غياب خيرة الأندية العراقية كالزوراء والشرطة والطلبة وغيرها من أندية العاصمة الحبيبة بغداد. هكذا يبدو المشهد الانتخابي اليوم كل شيء فيه ضبابي وغير واضح المعالم فقد اختلطت الأوراق ودخلت السياسة بكل أدرانها وبكل مكرها وخداعها وطائفيتها العفنة أروقة الرياضة العراقية والتي أصبحت اليوم للأسف الشديد تمثل رياضة مكونات وكتل وشخصيات بائسة قبل أن تكون رياضة وطن واحد موحد من أبهى أسمائه العراق فهل يعي الجميع إن العراق اكبر من الجميع مهما كبرت المسميات والمناصب والمجالس فالعراق هو الثابت والجميع متغير وعلى الجميع اليوم أن يطوف بكل حب وصدق ووطنية حول العراق وليس لنا سوى العراق عراق. وكان الله من وراء القصد مسلم ألركابي [email protected]
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- قل فتمنوا الموت إن كنتم صادقين... رعب اليهود مثالاً
- البيجر...والغرب الكافر