- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الخبر العاجل والصور التي تتصدر وسائل الاعلام
حجم النص
قلم:سامي جواد كاظم حصرا بالشان العراقي ولان الظروف التي يعيشها العراق لا تختلف عن كثير من بلدان العالم سواء العربية او الاسلامية او الغربية ولكل بلد وسائله الاعلامية في تغطية احداثه اضافة الى الاعداء والاصدقاء من الخارج، ولان الاعداء لا سلطة لنا عليهم لانهم يعملون وفق نهج تنتهجه حكوماتهم ضد هذا البلد او ذاك لذا سيكون كلامنا موجه الى اعلامنا. لايمكن لنا ان نتجاهل الماساة التي نمر بها مع كل تفجير يحدث في العراق ولكن الاكثر ماساة هي طريقة تعامل وسائل الاعلام مع هذه الاحداث، حقيقة ان ما يحز بالنفس ان هنالك بعض وسائل الاعلام العراقية تتلاقف خبر التفجيرات لتجعله عاجل مع حتى ولو سمعت صوت انفجار اطار سيارة فانه يكتبه عاجل ومن ثم يدلس اذا ما تبين كذب الخبر، الاعلام هو مرسل ووسيلة ومتلقي، المهم في نجاح الاعلام هو التاثير على المتلقي، فالذي ينشر دائما اخبار التفجيرات وبشكل عاجل من هي الشريحة التي يريد ان يؤثر بها ؟ ليست اكثر من زيادة هموم العراقيين هذا بعيدا عن النوايا السيئة والمدفوعة الثمن، واما الصحف فانها تتصدر صفحاتها الاولى صور لسيارات محترقة او اشلاء لاجساد متناثرة لكي تعبر عن العراق بهذه الصورة القبيحة. اقول اليس في العراق صور جميلة اكثر من هذه الصورة القبيحة بالعشرات وحتى بالمئات ؟ فلماذا لا ناخذ هذا الجانب الوضاء والوضاح لننقل صورة سليمة للغير وفي نفس الوقت احياء الامل والتفاؤل للمواطن العراقي ؟ هذا لايعني ان نكذب على انفسنا ونقول لا يوجد تفجيرات ولكن احد اهم الدروس الاعلامية هو التجاهل وعند البعض يكون السكوت ابلغ من الكلام، وان كان لابد لهذه الوسيلة الاعلامية في ان تعرض هكذا اخبار لانها تلهث لان يكون لها اكبر عدد من المتابعين فيمكنها ان تحرر الخبر بطريقة ليست تشاؤمية، بل مثلا تنديدا بالمجرمين وعتبا على من يكون السبب لهذا الخلل الامني مع ختم الخبر بعبارة وعلى صعيد اخر تم القاء القبض على متهمين او عند القاء القبض على المتهمين بث الخبر وذكر ما اقترفوا من جرائم. ليس الثقافة تقليب الجراح وليس المهنية هي قول كل شيء، فليعلم الاعلامي ان الكذب قبيح ولكنه في اصلاح ذات البين يصبح حسن والصدق حسن ولكنه في بعض الحالات يصبح نفاق. الصحف السعودية والقطرية وممن لايروق له وضع العراقي مذهبيا اجد دائما صورة الدمار تتصدر صفحاتهم عند ذكر أي خبر يتعلق بالعراق لان هذا دينهم وديدنهم ومن ساعدهم على ذلك هو من يوصل اليهم هذه الصور من داخل العراق ولا يوصل اليهم صور التفاؤل لانها بالنسبة لهم تشاؤم. هنالك اخبار غير مهمة ولا تستحق ان تاخذ حيزا اعلاميا البعض منها فيها خدش للمواطن عندما تقوم الفضائيات باظهار فقر بعض العوائل لدرجة تهان كرامة الفقير فليس هذا من المتعارف عليه اسلاميا اليس الافضل صدقة السر، وصنف اخر من الاخبار مثلا البلدية الفلانية قامت بافتتاح شارع، زار فلان فلان، او اخبار تتحدث عن ابرام عقود مجرد حشو اعلامي لا واقع له مستقبلا، لا اعلم لماذا لايتم التركيز على ما ينهض بثقافة المواطن بعيدا عن ما يثير الطائفية ؟ لماذا لا يتعامل الاعلامي بمهنية مع الخبر بعيدا عن الدوافع الشخصية او الانتماءات العميلية ؟
أقرأ ايضاً
- المسرحيات التي تؤدى في وطننا العربي
- الانتخابات الأمريكية البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الاعظم
- دور الاعلام القضائي في تحقيق الأمن القانوني