حجم النص
بقلم:حيدر عاشور ثورة الأربعين الحسينية قد أقلقت الكثير من الذين ينصبون العداء للشيعة،وبنفس الوقت أفتحت أفق الحرية لكثير من الأديان السماوية،ثورة الحسين في اربعينيته،قد هزت عروش الملوك والرؤساء وهم في غرف عملياتهم السياسية يخططون لفشلهم وإحباط محاولاتهم واجهاظها في عقر دارهم،وبنفس الوقت امتلأ الطريق إلى الحسين عليه السلام بشعوبهم التي لبست الأكفان متوقعة الموت المحقق في سبيل ثورة قائدها يسكن في ملكوت الله وعرشه في كربلاء ويمد العون لمحبيه ويضع أمامهم الطريق القويم الذي أسسه جده رسول الله صلى عليه واله وسلم...هم يقتلون بلا ذنب زواره،وهو يثبت براهينه على الملأ في البصرة نطق الأخرس وفي الطريق نهض المشلون وبصر الأعمى وكل سنين لها من الكرامات ما تذهل العقل وتثير جنون الأعداء والمكذبين والمتشككين...ولن الحسين قائم بكراماته في كل مكان ومن يبكيه بجزع عارفا بحقه سينال بركته حتما في الصحة والمال وطول في العمر وكرامات ينظرونها الملاين عارفين إن من يخدم الحسين عليه السلام له اجر الخدمة في ماله وعياله وشرفه ومن يشارك الحسين عليه السلام في ماله يضاعفه الله له مرتين واسألوا القادمين من أنحاء العراق وهم يتشرفون أن ينثروا أموالهم بشتى أنواع الأطعمة في نصف أموالهم المسماة بأموال الحسين عليه السلام...وهم كثر ولا نريد أن نسمي الأشياء بأسمائها وإنما نريد من لهم قدرة البحث أن ينوروا عقولهم بالسعي بمعرفة ذلك بالجهد الشخصي لا بالإسماع والنميمة وقذف الحسينيون بما لا يليق بهم أمام الله أولا وأخرا. وسنتحدث عن أخر كرامة للحسين عليه السلام التي استسلم بها رجل مسيحي كان منبهرا بخروج إحدى الكنائس بما فيها من مسيحيين يمشون باتجاه الحسين عليه السلام عارفين حق اليقين بما يعملون..هذا المسيحي طفله الرضيع قد فارق الحياة وهو من العمر أربع اشهر وكان أبوه ينحب جزعا بفراق ابنه الرضيع (كنعان) بعد وقف قلبه نهائيا داخل مستشفى الراهبات في الكرادة...والأيام تعد بالتنازل للوصول سبايا الحسين عليه السلام إلى كربلاء لتقيم عزائها الأزلي باستشهاد وليها وحجتها على الأرض...من ضمن الشهود على حادثة موت الرضيع المسيحي كنعان احد أصدقاء والده من المسلمين الشيعة والمحبين للحسين عليه السلام..تعانق المسيحي مع المسلم الشيعي كأصدقاء يبكون على فراق الطفل الرضيع..وفي ذرة الجزع يقول المسيحي لأخيه المسلم:أخي كنت دائما تحدثني عن الإمام الحسين عليه السلام وكراماته ومعجزاته فهل تدعو لي الإمام الحسين عليه السلام عسى أن يعيد ببركته عند الله تعالى ولدي الوحيد. ضجت المستشفى بالدعاء وقد دعا الصديقين بدعاء بنية صافية وقلب سليم فيخرجان من أفواههما التوسلات بالإمام بجزع ودموع وحرقة وألم فكانا يقولان:الهي بحق دمعة الحسين على أمه فاطمة الزهراء ارحم هذا الطفل الرضيع...الهي بحق شيبة الإمام الحسين المخضبة بدمه وما جرى عليه...الهي بحق قلب الحسين المكسور...لا تكسر قلب هذا المسيحي...يا رب أرنا كرامات الحسين بحق محمد وال محمد. ما هي إلا لحظات وإذا بالطفل يشهق شهيق عالي وقد عادت إليه أنفاسه ببركة الإمام الحسين عليه السلام..وهو ألان حي يرزق بين أحضان والديه وقد اسلم المسيحي على يد صديقه المسلم الشيعي بحضور جمع غفير من الناس وقد غير اسم ولده واسماه (برهان الحسين).واعتقد المستشفى موجودة وشواهدها علنية والأشخاص يتمنون الوصول إليهم..لكنهم قدموا إلى كربلاء سائرين إلى إمامهم الحسين عليه السلام ومعهم برهانهم بالحسين عليه السلام. هذه إحدى كرامات الأربعينية لهذا العام التي سجلت في سجلات الولاء أضعاف مضاعفة من الحسينيين القادمين مع مسيرة العشق الحسيني الخالدة التي أطلق عليها بالعالمية الحسينية.
أقرأ ايضاً
- الرسول الاعظم(صل الله عليه وآله وسلم) ما بين الاستشهاد والولادة / 2
- الرسول الاعظم(صل الله عليه وآله وسلم) ما بين الاستشهاد والولادة
- البكاء على الحسين / الجزء الأخير