حجم النص
بقلم:علي رضا ذات يوم سئل شاب أمريكي صديقه العراقي: ما هي أمنياتك؟ فأجاب العراقي: أمنيتي أن أملك منزلاً و سيارة و عمل مناسب, فأجابه الامريكي: أنا لا اسئلك عن حقوقك بل عن أمنياتك! تأثر الشاب بهذا الكلام و قرر أن يطالب بحقوقه أو أمنياته! و مع قرب وقت الانتخابات طلب مقابلة أحد المسؤولين الكبار في الدولة, و فعلاً أستجيب لدعوته بسرعة, و بدون أي عرقله وصل الى مكتب المسؤول, و بعد الترحيب و شرب الشاي سوياً قال المسؤول: أمرني عزيزي المواطن؟ فقال له أريد حقوقي فقط, قال له المسؤول (من هاي قبل هاي) تفضل, قال المواطن أريد منزلاً لي وفق المادة 30 اولاً التي تنص " تكفل الدولة لكل مواطن الدخل المناسب والسكن الملائم " ابتسم المسؤول و قال هذا حق من حقوقك لكن ليست من صلاحياتي و لا صلاحيات حزبي الحاكم لان وزارة الاسكان تابعة لكتلة ثانية! سكت المواطن قليلاً و قال أذن أريد توفير صحي لوالدي المريض وفق نفس المادة التي تقول أيضاً " تكفل الدولة الضمان الأجتماعي و الصحي " رد المسؤول و في عينيه أحمراراً قريباً من البكاء: كان بودي لكن وزارة الصحه تابعة لكتلة أخرى, قال المواطن أذن سأختصر كل شي و أريد قرضاً يوفر لي ذلك على الاقل و أن أبدء بمشروع أعتاش من خلاله, رد المسؤول: يا حبيبي أن وزارة المالية تابعة لكتلة أخرى.. خرج (أخينا بالله) من المكتب لا يعرف ماذا يفعل هل يعذر المسؤول كونه من ضمن كتلة رئيس الوزراء الذي لا يملك أي صلاحية لأدارة البلاد, أيصدق أم لا, أو يبقى يشاهد التلفاز يسمع تراشق التهم و تبادل الاتهام و كأنهم مواطنين عادين يطالبون بحقوقهم, ليسوا جزء من هذه العملية السياسية, أو يلوم حكومة الوحدة الوطنية لا بل أصبح واجباً تسميتها بالوحده الفئويه و الحزبية, لان هذه الوحده لم تخدم لا العراق و لا حتى أي مكون يمثله كتلة هي جزءاً كبيراً بالحكومه و لم تقدم أي شي, و كان سؤال هذا المواطن هل سنبقى على هذا الحال نقوم بنفس التجربة بنفس الخطوات و ننتظر نتائج أخرى! و الوحده الفئوية هذا هل ستنجح بعد فشل دورتين! و هل سنبقى كمواطنين عراقين ما بين عازفين على الانتخاب أو ناخبين لا يعلم أغلبهم ثقافة الانتخاب! فهم بعد كل هذا الفشل و بعد كل شكاويهم في (الكيات) و (السايبات) و في (قعدات القهاوي) و بعد (الغداء) و قبل (العشاء) يذهب لينتخب نفس الاشخاص, و يغض النظر ربما على أشخاص يعجبه أسلوبه و برنامجه و حواره و روحه الوطنية, فقط لانه لا يحبذ الزي الخارجي الذي يرتديه