حجم النص
بقلم:نوار جابر الحجامي في أيام الرسالة الإسلامية ودولة العدل المحمدي كانت مهد الثورة التي قلبت موازين كثيرة في مجتمعاتنا التي تأثرت وأثرت بالإسلام. إنسانياً قام محمد (عليه وآله الصلاة والسلام) بثورة اجتماعية عملاقة, قلبت الواقع الاجتماعي السائد آنذاك من الجاهلية بكل ما تمثله من أخطاء إلى الإسلام (المحمدي) بكل ما يمثله من خير. ومن أهم هذه الثورات هي الثورة الأخلاقية المحمدية, التي بدأها رسول الرحمة بقوله "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" , هذا المنطق الإلهي هو جزء من فحوى الثورة المحمدية. ولكن بعد أن انتهت عصور الإسلام المحمدي والرسالة الإسلامية الصحيحة, نرى اليوم مسلمين إسماً وليس فعلاً ينتعلون لحىً قذرة ينسبون نفسهم لمحمد من أطراف سنية مرة وشيعية مرة أخرى. كل طرف من أطراف اللحى يدعي الانتساب لمحمد فكراً, ولكنهم يفعلون أفعال أبي لهب!!, هذا يشتم هذا وذاك يشتم ذاك.. والإسلام في خبر كان.. عاد غريباً كما بدأه محمد (عليه الصلاة والسلام). خرج علينا قبل أيام قلائل (شاب أرعن) يدعي انه ينتمي لمدرسة أهل بيت النبوة, ليستخدم طرق أبي لهب في النيل من رموز الأخر بسماعات يخرج منها القيح, ليسب رموز إسلامية لا أدعي إني إدافع عنها.. ضمن ظروف رهيبة من الاقتتال الطائفي والمذهبي في العراق, وصلت لحد تشخص فيه أبصار المواطنين إلى بارئها بعد يأست من حكومتها المنتخبة دستوريا!! ثائر الدراجي ليس وحيداً في ساحة السباب والشتم الطائفي, فهناك أخرين يمتلكون قنوات يجيروها للسب والشتم والنيل من الأخر ورموزه وعرضه لا بل حتى النيل من ربه!! لا تعرف مصادر تمويل هؤلاء مثل الدمشقية, والعرعور ,وطه الدليمي, واللافي وأخرين ضمن مسلسل الطائفية الكبير الذي يخرجه مجهول لا يسيطر على ادوار ممثليه. لا نملك مشكلة معهم إن سبوا وإن شتموا, إن أدعوا تمثيلهم لأنفسهم, ولكن ادعاءهم تمثيلهم لمحمد هو ما يثيرني وأخرين , فمحمد لا يمكن أن ينتصر له من يتصرف كأبي لهب!!