بقلم:حسين علي غالب
يحتل العراق مرتبة مرتفعة في قائمة الدول الأكثر فسادا منذ سقوط النظام السابق و لحد يومنا هذا فالفساد عندنا يعتبر كيان قوي له داعمين و مؤيدين موجودين في السلطة و خارجها .
أن الكثير منا قدم أفكار محددة لتقليص حجم الفساد و لكن جميع هذه الأفكار فاشلة ولا تناسب الواقع الذي نعيشه..؟؟
و دعوني أتحدث عن الفكرة الأولى وهي إعطاء مجالس المحافظات الصلاحيات الكاملة في إقرار المشاريع الصغيرة و هذه الفكرة طبقت و فشلت فشلا ذريعا لأن الفاسدين أسسوا شركات وهمية و يقدمون عروض رخيصة للمشاريع و عندما يحصلون على أول دفعة من مبلغ المشروع لكي يبدوان بتنفيذه يهربون إلى خارج
العراق مع مبلغ الدفعة الأولى ، أو يقومون بتنفيذ المشروع بوجود عدد قليل من العمال و ينفذون المشروع بمواد رخيصة و سيئة و هو في هذا الوقت الذي مر أخذ أكثر من دفعة من الأموال بحجة أنه ينفذ المشروع و العمل جاري على أرض الواقع و بعدها أيضا يهرب أو يبيع المشروع و شركته إلى شخص أخر بطريقة غير علانية طبعا .
و الآن لنتحدث عن الفكرة الثانية و هي إلغاء الوزارات الخدمية و تحويل ملفات الخدمات بالكامل إلى مجالس المحافظات لكي ترتاح الحكومة من ملفات الفساد الكثيرة و الكبيرة و ترمى الكرة في ملعب مجالس المحافظات و هذه الفكرة مضحكة للغاية فأن كانت الوزارات فشلت في إدارة ملف الخدمات فكيف مجالس المحافظات سوف تديرها ..؟؟ ، و هي لا تملك الكوادر ولا تملك هي الخبرة..؟؟ ،
أما الفكرة الثالثة و هي إنشاء الأقاليم لتقليص الفساد و هذه الفكرة يعتبرها البعض ناجحة تقليدا لحكومة" إقليم كوردستان "و هذا الفكرة لا يمكن أن تنجح أن تأسست أقاليم أخرى في العراق ففي إقليم كوردستان و أنا أبن كوردستان فأقول بأن القطاع الخاص هو عمل كل شيء و بعدها تعامل و أخذ أجره من اهالي كوردستان و ليس من الحكومة فالحكومة كان دورها رقابيا بحت و هذا المبدأ هو قريب لمبدأ الخصخصة ولا يمكن أن ينجح لأن الدخل في كوردستان مرتفع أما الدخل في أغلب المحافظات العراقية منخفض للغاية و المواطن يفضل الشيء القادم من الحكومة لأنه رخيص الثمن للغاية ولا يثق بخدمات القطاع الخاص حتى أن كان يملك اجرها .
و الان و في نهاية موضوعي أقول بأن أفضل حل لإجتثاث الفساد هو بتقوية الجهاز الرقابي و ليست هيئة النزاهة الموجودة عندنا و التي أعلن كبار مسؤوليها عبر وسائل الإعلام بأنهم فاشلين و عاجزين إلا بإمساك رموز الفساد الصغار لا غير و نحن نريد جهاز رقابي قوي و ذو سلطة يضرب رؤوس الفساد الكبيرة و الصغيرة من دون استثناء و تطيح بها من دون تردد و تعيد أموال شعبنا المسكين.
أقرأ ايضاً
- الذكاء الاصطناعي الثورة القادمة في مكافحة الفساد
- كيف حارب السنغافوريون الفساد؟
- استرداد العائدات المتحصلة من جرائم الفساد