حجم النص
بقلم: ولاء الصفار
تشرفنا في هذا الشهر الفضيل بان نكون في ضيافة الله تعالى لنتلذذ بطاعته ونتمتع بنعمه وكرمه حتى أصبحت أنفاسنا فيه عبادة ونومنا تسبيح واعمالنا مضاعفة وذنوبنا مغفورة برحمته، هذا الشهر الذي يعد من اعظم الشهور عند الله يضم ليلة عظيمة تمثل سر من اسرار الباري عزوجل كونها تعتبر خير من الف شهر فهي محط اهتمامه وذكرها في كتابه كما اكد عليها رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه واله واهل بيته الاطهار عليهم السلام، وهنا دفعتني الرغبة وحب الاستطلاع للبحث والتعمق في ماهية هذه الليلة وماهو السر في ادراكها فاستوقفني حديث وجدته في تفسير نور الثقلين والبرهان وكتاب بحار الأنوار(ج42 : 105) عن تفسير فرات الكوفي مسنداً عن الإمام الباقر (عليه السلام) في تفسير سورة القدر، قال :(( إنّ فاطمة هي ليلة القدر، من عرف فاطمة حقّ معرفتها فقد أدرك ليلة القدر)) وهنا ازداد الأمر غموضا كوني سائلت نفسي ماهو وجه الشبه بين فاطمة الزهراء عليها السلام وليلة القدر حتى توصلت الى ان هنالك من القرائن ما لاتعد ولا تحصى في مقدمتها ما ورد عن أبي عبد الله الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: ( إنَّا أنزَلْـنَاهُ فِي لَـيْلَةِ القَدْرِ)، الليلة فاطمة الزهراء والقدر الله، فمن عرف فاطمة حقّ معرفتها فقد أدرك ليلة القدر، وإنّما سمّيت فاطمة لأنّ الخلق فطموا عن معرفتها.
ولو تعمقنا بالبحث سنجد هنالك قرائن ومتاشبهات كثيرة ولعل الأمر له مدخليه في التركيبة الكونية التي خلق الله تعالى بها السيدة الزهراء عليها السلام اذ لو تتبعنا الروايات بتأمل لوجدنا إن الله سبحانه وتعالى أمر رسوله الكريم بأن يترك بيته أربعين يوما ويصوم النهار ويصلي الليل ثم يكون الإفطار من ثمار الجنة وهذه الثمرة الذي يقول عنها رسولنا الكريم ((إن جبرائيل ( عليه السلام ) أتاني بتفاحة من تفاح الجنة فأكلتها فتحولت ماء في صلبي، ثم واقعت خديجة فحملت بفاطمة ، فأنا أشم منها رائحة الجنة)).
ولعل السر في إدراك ليلة القدر يمثل الطريق لرضى الله وهنا نجد ان الأحاديث الشريفة تؤكد ان رضا الله من رضى فاطمة، ولعل ادراك ليلة القدر يمثل السبيل للنجاة من اهوال القيامة وهنا تشير الروايات ان حب فاطمة عليها السلام ينفع في مئة موطن في مقدمتها النجاة من اهوال القيامة، ولعل ادارك ليلة القدر يمثل الوسيلة للنجاة من نار جهنم ففاطمة الزهراء عليها السلام الوسيلة والمتوسل بها للخروج من النار وفي هذا المضمون أخبار كثيرة منها: ((أنها إنما سميت فاطمة لأنها تلتقط شيعتها ومحبيها من النار كما يلتقط الطير الحب الجيد من الحب الرديء)) ولعل ادراك ليلة القدر يمثل الغاية لدخول الجنة والتللذ بثمارها فحب فاطمة يمثل الغاية لدخول الجنة وهي ثمرة من ثمراتها وغيرها من القرائن التي يطول المقام لذكرها، فحري بنا ان نرضى فاطمة اولا ومن ثم نتوجه للباري في ليلة القدر، فهنيئا لمن ارضى فاطمة وتعسا لمن اغضبها اللهم العن قتلة فاطمة والعن من اذاها .
أقرأ ايضاً
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- مواجهة الخطر قبل وصوله
- مستقبل البترول في ظل الظروف الراهنة