- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ام المؤمنين واول المؤمنات السيد ة خديجة الكبرى
حجم النص
بقلم :علي فضيله الشمري
ان ماتميزت به السيدة خديجة زوجة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم انها اول قلب غزته دعوة التوحيد بعد قلب علي عليه السلام هو قلب السيدة الطاهرة خديجة بنت خويلد بن اسد بن عبد العزى وايمانها السابق وماقدمته للاسلام وفضائلها ومنزلتها عند رسول الله صلى الله عليه واله وسلم والذي وللاسف الشديد لم ياخذ عنوانا اوليا في كتب المسلمين وانما كان دائما عنوانا ثانويا بل ان اضليتها ومواساتها وانفاقها الاموال على المسلمين الاوائل قبل الهجرة وحين الهجرة تعنون الى اخرين كما بين لنا سماحة المرحوم الشيخ باقر القرشي في كتابه ام المؤمنين السيدة خديجة ع انها من اهم العناصر في اقامة الاسلام وبناء هيكله في ايام محنته وغربته لامن جهة بذلها بسحاء لثرائها العريض في نشر الاسلام واعالة ضعفاء المسلمين وانما لما قامت به من دور ايجابي كما كان يعانيه النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم من جهد شاق واعتداء صارخ عليه من طغاة القرشيين وجهالهم فكانت تهون عليه الامه وتبعث في نفسه الجد وانشاط في الاستمرار بدعوته واداء رسالة ربه مضافا لماكانت تعانيه من استهزاء واستخفاف من قومها نساءا ورجالا بسبب زواجها بالني صلى الله عليه واله وسلم وتبنيها لدعوته ومناصرتها له ولم تحفل بذلك وبقيت كالجبل الاشم صامدة لم يثنها عن عزمها ىاي معتد وساخر في نصرة الاسلام ومساندة النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم
لقد اعتنقت ام المؤمنين خديجة الاسلام وامنت بقيمه واهدافه عن وعي واصالة وفكر وتعمق وهي اول من استجاب وامن لنداء السماء فاخلصت لدينه اعظم مايكون الاخلاص
وكان من اعظم لطف الله تعالى ومنه على ام المؤمنين خديجة بنت خويلد ان جعلها اما لاعظم سيدة في الدنيا وافضل امراة في الاخرة فاطمة الزهراء عليهخ السلام التي اناط الله تعالى برضاها وغضبه بغضبها كما جعلها جده لسبطي رسول الله الحسن والحسين سيدي شباب اهل الجنة وحده لبقية الائمة الطاهرين ع مصابيح وعدلاءالذكر الحكيم كما انه جده للسادة من نسل ائمة الهدى زادهم الله تعالى شرفا
السيدة الزكية ام المؤمنين خديجة من اسرة عربية عرفت باسرة بني زهرة الذي هو ابن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي واليه تنتمي هذه الاسرة التي هي احدى الاسر العربية التي كانت تقطن في مكة وقد عرفت بقرابة الضيف وغيره من مميزات العرب
اما والدها فهو من وجهاء اسرتها خويلد بن اسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب ماذكره تاريخ البعقوبي اما امها فاطمة بنت زائدة بن الاصم بن هرم بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي
اما ولادنها ولدت فب افضل بقعة من بقاع الارض وهي مكة المكرمة قبل عام الفيل بثلاث سنوات ونشات في بيت من افضل بيوتها وقد تغذت بالعفة والكرامة والاخلاق الرفيعة حتى صارت المثل الاعلى لكل فتاة عربية لقد ولدت في بيت مجد وسؤدد ورئاسة واتصفت بالحزم والعقل والعفة
وكانت السيدة خديجة تملك ارادة قوية فلم تنهار امام الاحداث الجسام التي احاطت بها حينما اعلنت الاسلام وتبنت الدعوة المباركة وقدمت جميع ماتملك من الثراء العريض لدعمها وارساء قواعدها ولم تحفل بقوى المعارضة نساءا ورجالا التي قاومتها بجميع طاقاتها وهي مع ذلك كانت تزداد حماسا ونشاطا لمساندة زوجها وتخفيف مايلاقيه من جهود وعناء وتبعث في نفسه العزم والقوة والنشاط للاستمرار في اداء رسالة ربه فكانت من السيدات الخالدات التي ميزهمن الله على بقية النساء ففي الحديث عن ابي الحسن الاول ع ان رسول الله قال ان الله اختار من النساء اربعا مريم واسيا وخديجة وفاطمة
كانت السيدة خديجة محط انظار رجالات قريش لما تملكه من صفات جامعة فهي من خيرة نساء قريش شرفا واكثرهن مالا واحسنهن جمالا وكانت تسمى بالجاهلية بالطاهرة وسيدة قريش وكل يتمنى ويحرص على الزواج بها لو استطاع لذلك سبيلا وبقي اسياد قريش يتوافدون على خطبتها ولكنها كانت ترفض كل من تقدم اليها وامتنعت عن الاقتران باي رجل منهم رغم مابذل لها من الاموال في مهرها ولكنها اقترنت السيدة الطاهرة برسول الله رغم انه لم يكن من اصحاب الاموال ولكنه تميز عن الاخرين وتمتع بصفات وسجايا لم تكن لاحد من قريش فهو الصادق الامين فلو كان لنا ان نحلل شحصية هذه السيدة لقلنا انها لم تغتر بزبارج الدنيا ولم تكن تبحث عن اللذة ولا المال ولا الشهرة وانما كانت تبحث وتجيل النظر الى رجل يملك الصفات الفاضلة والسجايا الكريمة ولو لم تكن كذلك لما ردت زعماء قريش اصحاب المال والقدرة زالسلطان فسلوك هذه السيدة العظيمة في اعالة الفقراء وسد عوزهم قبل الاسلام ينبئك عن اختيارها للزواج بالنبي الاكرم ص للتوافق الروحي بينهما
اما كيف كانت خطبتها وزواجها من النبي الاعظم صلى الله عليه واله وسلم ان يتزوجخديجة بنت خويلد يقول الامام الصادق عليه السلام لما اراد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ان يتزوج خديجة اقبل ابو طالب في اهل بيته ومعه نفر من قريش حتى دخل على ورقة بن نوفل ابن عم خديجة فابتدا ابو طالب بالكلام فقال الحمد لرب هذا البيت الذي جعلنا من زرع ابراهيم وذرية اسماعيل وانزلنا حرما امنا وجعلنا الحكام على الناس وبارك لنا في بلدنا الذي نحن فيه ثم ان ان ابن اخي هذا يعني رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ممن لايوازن برجل من قريش الا رجح به ولايقاس به رجل الاعظم عنه ولا عدل له في الخلق وان كان مقلا في المال فان المال رفد جار وظل زائل وله في خديجة رغبة وقد جئناك لنخطبها اليك برضاها وامرها وامهر علي في مالي الذي سالتموه عاجلة واجلة وله ورب هذا البيت حظ عظيم وعين شائع وراي كامل ثم سكت ابي طالب وتكلم ابن عمها وكان رجل من القسيسين فقالت خديجة مبتداة ياعماه انك وان كنتى اولى بنفسي مني في الشهود فلست اولى بي من نفسي قد زوجتك يامحمد نفسي وامهر علي في مالي فامر عملك فليخر ناقة فليولم بها وادخل على اهلك فشهد ابو طالب القوم على ذلك فقال بعض قرشي ياعجباه المهر على النساء للرجال فغضب ابو طالب غضبا شديدا وقام على قدميه وكان ممن يهابه الرجال ويكره غضبه فقال اذا كانوا مثل ابن اخي هذا طلبت الرجال باغلى الاثمان واعظم المهور واذا كانوا اكمثالكم الا لم يزوجوا الا بالمهر الغالي ونحر ابو طالب ناقة ودخل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم باهله
فكانت الزوجة المطيعة الخاضعة الوفية التي سارعت لاعتناق الالسلام منذ ابتداء الدعوة بوعي وبصيرة
اما زمن وفاتها توفيت سيدة النساء خديجة في العاشر من شهر رمضان المبارك سنة 10 للهجرة من البعثة النبوية وكانت المدة التي عاشتها مع النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم اربعة وعشرين سنة وقبل الهجرة بثلاث سنوات اواكثر حسب ماذكره تاريح الاسشلام للذهبي
وكانت وفاتها بعد وفاة ابي طالب بثلاثة ايام
وكان موت خديجة من اهم الاحداث المؤلمة التي تركت صدوعا في قلب النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم وكان يردد واساه وحزنه عليها في بهو بيته وفي مجالسه وسمي عام وفاتها ووفاة عمه بعام الحزن
لقد ملات خديجة نفس النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم محبة ومودة لانها وهبت حيلتها لله وجاهدت في سبيله اعظم مايكون الجهاد اجزى الله لها الاجر وجزاها عن الاسلام افضل الجزاء