حجم النص
بقلم :نوار جابر الحجامي
ما ان تبدأ نشرة الاخبار , حتى تبدأ الوجوه المشوهة فكريا واخلاقيا وخلقيا , تتنابز امام شاشة التلفاز , من نواب الى نوايب الى نايبات الى وزراء الى مسؤولين حكوميين .... الخ
اعداد كبيرة من ال(ما يستحون) يعتلون منصات التصريح , ليلقوا قنابلهم المدوية , التي جعلت مقدم الاخبار يقرأ تصريحاتهم ويبتسم ؛ لعلمه المسبق برأي المواطنين من مثل هذه التصريحات .
ومن اخر تصريحات ال(مايستحون) , هو رغبتهم بالقائمة المغلقة , وهذا ما تبانوا عليه بعد معرفتهم ان وجوههم شاهت بعيون العراقيين , واصبحت ضربا من الخيال ان تفز بالانتخابات القادمة !!
لا افهم لم اصرارهم على القائمة المغلقة , وبخلاف مطالبة غالبية اصوات الاعتدال العراقي بالقائمة المفتوحة , بالرغم من اعتقاد اغلب العراقيين اننا تجاوزنا هذه المرحلة في اقرار القانون الانتخابي السابق , الذي اقر بعد عناد طويل بين ارادة المرجعية ومن خلفها غالبية الشعب العراقي , والكتل النيابية التي تعتقد ان مناصبهم غنائم حرب , يجب ان توزع بين كوادر احزابهم مع العلم ان قيادات احزابهم (يغوغي بحلكهم الذبان) .
وبخلاف رأي العراقيين لا زالت ذات الكتل التي طالبت سابقا بالقائمة المغلقة , عادت اليوم مطالبة بذات المطالب التي رفضت سابقا .
القائمة المغلقة افرزت لنا كتل نيابية لا عمق جماهيري لها , مستفيدة من جماهيرية الرمز , مختفين خلف صورته ؛ يخشون ان يبرزوا وجوههم للمواطنين لمعرفتهم مسبقا برأي المواطن العراقي بهم .
القائمة المغلقة تخالف اصل فلسفة الديمقراطية , التي توجب ان يكون النواب ممثلين للشعب , وهذا ما لا يتحقق في القائمة المغلقة , التي تجعل النواب يمثلون كتلهم ولا يمثلون قاعدة جماهيرية يرتكزون لها .
والقائمة المغلقة تعزز العمل من خلف المكتب , وترك المواطن يرزح بمعاناته لوحده , لا احد يستمع له او يلتفت اليه الا بعد ان (تهوس) قنوات الاعلام بمصيبة المواطن المسكين .
اخشى ان يمرر قانون الانتخابات وفق القائمة المغلقة , ضمن صفقة توافقات السلة الواحدة التي يرفضونها علانية ويسعون لها (من جوة العباة) .
فيما يبقى المواطن العراقي (يفر بأذاناته) , بعد ان سلبوه المكتسب الوحيد بعد سقوط الصنم (التمثيل النيابي) , وتاركين له نصف كيلو العدس تعويضا معنويا عن فقده لحقه في التمثيل النيابي .
فيما اذا مررت القائمة المغلقة اعتقد ان الدافع الذي يجعل الناس مقبلة على الانتخاب سوف ينتفي .
فالناس تتبع رأي المرجعية التي اعتقد وفق قراءتي البسيطة , انها لن تدعم الانتخابات ان كانت وفق القائمة المغلقة , وان غياب التمثيل النيابي الحقيقي سوف يجعل العملية السياسية برمتها في الهاوية , ومع ذلك لا تهتم هذه الكتلة بما ستؤول اليه الامور فرحة بمكتسباتها الحزبية !!!
الم اقل لكم انهم لا يستحون !!
أقرأ ايضاً
- وللبزاز مغزله في نسج حرير القوافي البارقات
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- وقفه مع التعداد السكاني