حجم النص
بقلم :عباس عبد الرزاق الصباغ
من الثابت عالميا ان الأزمة هي ( ظرف انتقالي يتسم بعدم التوازن، ويمثل نقطة تحول في حياة الفرد، أو الجماعة، أو المنظمة، أو المجتمع، وغالباً ما ينتج عنه تغيير كبير) ويعرفها آخرون بانها( حالة توتر، ونقطة تحول، تتطلب قراراً ينتج عنه مواقف جديدة - سلبية كانت أم إيجابية - تؤثر على مختلف الكيانات ذات العلاقة) وجمعها أزمات للتكثير في العدد إذ أنها إذا ازدحمت وتشابكت وتفرعت ستترك آثارا آنية ومرحلية ومستقبلية وفي أكثر من مكان أما إذا كانت مجموعة متشابكة من الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية والبيئية وغير ذلك في وقت واحد ما يعطي للمشهد العام صفة التأزم كما هو الحال في العراق، فان الآثار التي تتركها هذه الأزمات منفردة او مجتمعة ، متشابكة او متنافرة ستكون كبيرة جدا ليس على مستوى تفاصيلها او ظرفها المكاني او الزماني او إسقاطاتها او تداعياتها وإن تعددت أسبابها ونتائجها الآنية او المرحلية فحسب ، وإنما على المستوى السايكلوجي للمواطن والنسيج المجتمعي لمجموع المواطنين وتصدع البنية التحتية المطلوبة لتحقيق وتائر التنمية والتنمية المستدامة وشرائط نجاح عملية الاستثمار وغيرها وبالتالي على مناسيب الاستقرار والسلم الأهلي واحتمال تعرُّض السيادة الوطنية الى تصدعات كبيرة، وتعرض الأمن القومي للخطر وفتح الباب أمام التدخلات الخارجية وتمرير المخططات المشبوهة وفتح ثغرات يتسلل منها الإرهابيون لتنفيذ مآربهم .
إن المتابع المنصف لحيثيات وتفاصيل المشهد السياسي/ السيوسولوجي العراقي يجد فيه من الغرائبية ما يجعله منفردا على جميع المستويات الإقليمية منها والعالمية وفيه الأزمات تتوالد وتتناسل وتتنوع(زمانيا ومكانيا وظرفيا) وتتشاطر تشاطرا اميبيا وانه يوجد هناك من يفتعل ويختلق أزمة ما في قضية معينة ويتعكز في بعض الأوقات ،او أكثرها، على الخاصرة الرخوة للدولة العراقية او على "الظروف" المتاحة وفي كثير من الأحيان يكون الفاعل الإقليمي "جاهزا" بأجنداته التي تكون حاضرة وعلى أكثر من صعيد وإن لم تكن هنالك "حاجة" الى وجود أزمة فانه يوجد في الأفق ما يكفي لإشغال الرأي العام ورجل الشارع بما يعكر " الجو " الوطني و"مزاج" المواطنين الحالمين بواقع أكثر اطمئنانا أو يكون هنالك اختلاق لازمة خارج تخوم الوطن تتعلق هي الأخرى بالعراق وبالتعكز مرة اخرى على الخاصرة الرخوة العراقية من الخارج فيكون الشأن العراقي محليا وخارجيا مسرحا خصبا لإنتاج وتوليد الأزمات واستحداثها و"ابتكارها" واستنساخها وتنويعها وتشابكها واستعصائها وانسداد الحلول الممكنة لحلها ليبقى المشهد العراقي "مصنعا" خصبا لإنتاج الأزمات واستيلادها واستمرارها واستدامتها لتحقيق مآرب وأجندات لم تعد خافية على احد .
إعلامي وكاتب مستقل [email protected]
أقرأ ايضاً
- في العراق.. تتعدد الأزمات والمأزق واحد
- أزمة خلايا الأزمة في مواجهة الأزمات
- اللاوعي في فهم الأزمات ( كورونا انموذجا)