حجم النص
بقلم :شاكر فريد حسن
ان ما جرى خلال المهرجان الشعبي التضامني في قطاع غزة مع اسرى الحرية بمناسبة يوم الاسير الفلسطيني،الذي شاركت فيه مختلف القوى الوطنية والاسلامية وفصائل العمل الوطني والاهلي، من عراك بالايدي واعمال بلطجية ، أثار فينا الاسى والاشمئزاز والقرف والغضب العارم .
فقد ساءنا ما قام به نفر من شبيحة حركة "حماس" من تخريب للمهرجان وضربة في خصر اسرى فلسطين ، حين انزلت بالقوة الرفيق طلعت الصفدي ، القيادي في حزب الشعب الفلسطيني ، من منصة الخطابة عندما كان يلقي كلمة القوى الوطنية والاسلامية ، التي المح من خلالها بضرورة تنحي اسماعيل هنية واستقالة حكومته بهدف فتح الباب والمجال امام تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية ، وانهاء حالة الخصام والانقسام المهين والمدمر والمضر بقضيتنا المقدسة ومشروعنا الوطني الفلسطيني التحرري ، كبادرة حسنة وخطوة شجاعة مماثلة وموازية لما فعله الدكتور سلام فياض قبل ايام بتقديم استقالته للرئيس محمود عباس .
وهذه الحادثة المرفوضة جملة وتفصيلا، التي فجرت اجتماع التضامن مع اسرانا في غياهب السجون الاحتلالية ، هي بمثابة سلوك غير مبرر وتصرف غير مسؤول من قبل عناصر حركة "حماس" ، وتكشف بشكل واضح حقيقة هذه الحركة السلفية الاصولية الرجعية ، التي لا تعطي مساحة لحرية وحق الاختلاف والتعبير عن الرأي والموقف السياسي ، وعدم قبولها بالرأي الآخر، ولجوئها الى العنف الاستبدادي والقمع الاقصائي والارهاب الفكري وتكميم الافواه في فرض ارائها ومعتقداتها على المجتمع الفلسطيني . وهذا ما لمسناه في مسلكياتها واجراءاتها منذ اقامة امارتها في غزة ، حيث قمعت الاصوات والاراء المعارضة والمناهضة لسياستها وأفكارها وطروحاتها ، واعتقلت الصحفيين والاعلاميين وحققت معهم ، ومنعت الصحف الفلسطينية الصادرة في الضفة الغربية من دخول القطاع ، وزجت بالكثير من اعضاء الحركات والفصائل الوطنية الفاعلة بالسجن ،ومارست ضدهم اساليب الترهيب والترغيب والتعذيب النفسي ، فضلاً عن فرض الحجاب على المحاميات الفلسطينيات ، وامرت باللباس الشرعي في جامعة الاقصى ، والفصل بين الذكور والاناث في المدارس ، وملاحقة اصحاب السراويل الساحلة وقصات الشعر الغريبة والجل ، ومنعت السباحة بلباس البحر القصير وغير ذلك من اعمال تتعارض وتتنافى مع الحريات الشخصية والعامة والمعتقدات الايديولوجية والفكرية .
ومع ادانتنا واستكارنا الشديد لما قامت به عناصر "حماس" وشبيحتها من فعل غوغائي اقصائي بحق المناضل الشيوعي والقيادي في حزب الشعب طلعت الصفدي ، فانني اتفق مع طرحه ورؤاه وتلميحاته بضرورة استقالة الاخ اسماعيل هنية كبادرة وطنية لاستعادة الوحدة الوطنية في الشارع الفلسطيني ، وانجاز المصالحة الوطنية ، التي طال انتظارها . ولتتوقف اعتداءات المليشيات الحمساوية ضد القوى الوطنية المناضلة ، التي تغرد خارج السرب ، وليتسع الهامش الديمقراطي لكل الآراء السياسية والمواقف المختلفة على ساحة العمل الوطني. فما يحدث على الارض من اعمال بلطجية وزعرنة بعيد كل البعد عن مبادئ الثورة وعن شيمنا واخلاقنا ومسلكياتنا وتقاليدنا الديمقراطية والثورية كشعب حضاري وديمقراطي يؤمن بحرية الاختلاف ويتصدى للقمع والكبت والبطش الاحتلالي .
وحذاري من استمرار الفرقة والتجاذب والشرخ في الجسد الواحد والبيت الفلسطيني ، الذي كان على الدوام حصيناً وعصياً على الاختراق والانكسار .
أقرأ ايضاً
- المسرحيات التي تؤدى في وطننا العربي
- وللبزاز مغزله في نسج حرير القوافي البارقات
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته