- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
للطلاق في العراق عناقيدا للحزن متدلية
حجم النص
بقلم :عزيز الحافظ
ليس من اليسر والسهولة إقناعي أن العراق يملك قاعدة بيانات حقيقية عن إي ظاهرة مجتمعية او مالية لاتهمني متابعتها او سياسية او رياضية لإن الارشفة بعيدة عنا بعد كوكب نبتون! فلو كلفتني حتى الامم المتحدة شخصيا بإحصائيات الطلاق في محافظة عراقية واحدة منذ 2003 ولحد الآن لوجدت من الاسهل والايسر لي أن اجوب البيوتات بيتا بيتا إذا سمح الواقع الاجتماعي فيها لي بالاستقصاء! وتكون معي نساء! أسهل من مراجعة سجلات المحاكم الشخصية وبياناتها!! فكيف لو اردت الموقف الطلاقي منذ حكم الحزب الفاشي للسقوط؟ وكيف لو اردنا جمع هذه المعلومات لكل محافظات الوطن؟ سيكون ضربا من الخيال العلمي عندها تدور الدوائر التلفيقية الإفتراضية بوضع نسب محتملة علها تصطدم بجدار الواقعية!
كنت قد كتبت عن إزدياد حالات الطلاق في الوطن الجريح- الذبيح العراق وأسميته تيمنا بالظلم الإجتماعي من عناقيد الحزن المتدلية!وكإن هناك خبراء حكوميين زراعيين متخصصين للحالات المرضية الموصوفة إستعارة لفظية سيتراكضون متلهفين متشوقين لدراسة الحالة!!
يقيني إن هذه الكلمات وهي ليست بحوثا ولادراساتا لمتخصصين، لن تجد إلا القرّاء المتألمين والذوات الذين تنهض في قلوبهم مرارة عناقيد الحزن قبل تذوقه في موضوع الطلاق!
لن يغيب هذا البلد (العراق ) يوما ما عن بؤرات الحدث في كل آن وزمان..إذا كنت تبحث عن أي تميّز حتى بسلبية في المقارنات ستجدها هنا.. وعندما تلج الحالات الإجتماعية تجد نفسك متوقفا عن الإبحار في هذا الخضّم العاتي العواصف للمتناقضات التي لن تجدها في البيئة التي حولناأو نقرا عنها. نحن دائما رحيق لمادة الحدث.. إبحث عن تراثنا الوضّاء تجده مفعما بالحياة وبالاحزان التي تلازم ذاك الشعور القاسي بشظف العيش وضفاف الصبر المعانقة له.. اليوم فورة أو ثورة في نفوس العراقيين ليست إلا بمحصلتها ضد الفساد الذي ياكل حتى جذور صبرنا على علاجه فقد نفذ لتربة الوطن وسمائه وفضائه وصار من العسير العسير ليس التظاهر لإيقاف امتداداته ولكن لإن الرغبة في إجتثاثه لاتتصاعد مطلقا طرديا مع سرعة تسلقه لكل بقاع الحياة في العراق الجديد. مثال بسيط إجتماعي ليس فيه نهوض لفكرة التفسيرات المهنية من متخصص بل من متحسس كجزء من حركة الحياة في العراق.. الديوانية محافظة عراقية شأنها الصبري لايقل قياسه عن الشؤون المحافظية الاخرى سوى أن فيها ظاهرة غريبة لاتجد اليوم من يطبّل للتخويف من سطوعها على المشهد الإجتماعي في هذه المدينة الخبر هو إن حالات الطلاق؟! ترتفع بصورة ملفتة للنظر بالمعني التهذيبي التوصيفي للحالة ولكنه اعمق في تدمير خلايا صبر القلب عندما تلج في نهايات ذاك البعبع المسمى طلاق فهناك ضحية حتمية إسمها المرأة ستصبح (مطلقة) وهي موصوفة ليس لها إشراق في مجتمعنا الشرقي للاسف وختم كالوشم في الجلد لايمحى. تبقى التسمية تلاحقها وتلازمها حتى لونالت شهادة الدكتوراه أو الماجستير أو لقب خبيرة أو برفسورة او رائدة فضاء او خبازّة مع إحترامي للتمهين الشريف اللامهين لكرامتها.وهناك تبعات أقسى عند وجود الاطفال الذين سيصبح مسار تربيتهم المستقبلية متعلق بفقدان وجود احد الأبوين الحتمي لينعكس ذاك على القهر النفسي في ذاته الطفولية وهناك الضغائن التي تحدث بين عائلتي الزوجين ومشاكل المحاكم المعروفة ولكن لنلج بعض التفاصيل التي قيل إن الشيطان يسكن فيها.. حيث تصدّر أبناء القوات المسلحة قائمة المطلّقين! وعندما تسمع العدد لسنة واحدة لنسب الطلاق المسجلة في المحاكم الحكومية تجده مرعبا بالنسبة لتاثيره التدميري في حياة المرأة العراقية خاصة لتقرأ((600)) حالة طلاق موثّقة رسميا خلال عام 2010!!فكيف هو عام 2012 المنصرم؟ يالبهجة العام بهذا العدد التدميري!! يعني كل يوم أكرر كل يوم مايقارب حالة طلاق واحدة مؤكدة ومثبتة في سجلات المحاكم!يعني تدمير عائلي ممنهج ومؤؤج لمشاعر الآسى والكدر النفسي. يعني زادت إنتاجية المزاجية العراقية!!؟ الزوجية في هذه الحالات المريبة التسطير بحزائنيتها!! ليؤشر ذلك تصاعدا خطيرا في أعداد الأسر المعرضة للتفكك والمنهارة في مجتمع المحافظة مقارنة مع عدد حالات الطلاق والتفريق لعام 2003 والتي بلغت 360 حالة فقط. و يتصدر عناصر الأجهزة الأمنية قائمة المطلقين؟! فهم يشكلون ما نسبته 60 % فهل السبب لارتفاع مدخولاتهم؟ لمزاجيتهم ولاأباليتهم وإبتعادهم عن إحترام قيم الزوجية في ذواتهم؟ أم لنزواتهم ومزاجيتهم المتعلقة بخطر عملهم الوطني؟ نعم لاتجد هناك بحوث مجتمعية مدنية حقيقية حتى تجدها في المدار العسكري التحليلي لتنبش عن السبب وأستعملت كلمةالنبش لمفهوم معروف في ذائقة الدفن العراقية! سيخلف الطلاق التعسفي هنا وراءه عشرات الآلاف من الأطفال المشردين أو الذين يعملون بمهن لا تتلاءم مع أعمارهم وطبعا تاركي الدراسة و حواضن مجانية لبيئة خصبة لإمراض مجتمعية معروفة.وطبعا نظام الرعاية الاجتماعية لا يشمل سوى 5 % من المطلقات والأرامل بالإضافة إلى ضعف مخصصاته، مما يؤدي إلى ظواهر اجتماعية خطيرة كانتشار الأمية والتسول والانحراف” والصدمات النفسية التي تجعل فرويد نفسه من قبره يموت مرة أخرى ويتبرأ من علم النفس كله. اما لو نشرنا غرابات اسباب الطلاق لإحتجنا لحبر ماء الفرات وضفاف دجلة من تسطير العجائب والغرائب التي تدمّر قنابلها المصنوعة محليا كنماذج إسرا كاملة تدميرا إتلافيا شاملا.
أقرع نواقيس التحذير بكلمات ستمضي... سيواجه النسيج الاجتماعي العراقي مصاعبا عديدة،تتراكم مع حالات الفساد المستشرية في كل مفصل حكومي فضلا عن الواقع المعيشي المرير ..
فمن يكون الراعي لتلك العناقيد المتدلية من الحزن؟ من الغاضب على وجودها وإنفراطها وإنفطار القلوب لحدوثها؟ وقد يكون الجواب! لن للنفي التأبيدي،يهتم احدا حتى لو صارت حالات الطلاق اعلى من حالات الزواج فالمهم صراعية الكراسي وبراقّية التواجد عليها ونغماتها المؤثرة إيجابا في نفوس إنتخبناها وتأسفنا على ضياع البنفسج في سباباتها!
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى
- الأطر القانونية لعمل الأجنبي في القانون العراقي