حجم النص
بقلم :هادي جلو مرعي
في واحدة من المرات كتب أحد المسؤولين الرياضيين المتملقين الى عدي صدام حسين بوصفه رئيسا للجنة الأولمبية الوطنية العراقية ورئيس إتحاد كرة القدم ،ونقيب الصحفيين ،والمشرف العام على إذاعة وتلفزيون الشباب ،والنائب في المجلس الوطني، وزين الشباب ،وحفيد الإمام الحسين ووووووووو ،تضمن الطلب إقتراحا من ذلك المسؤول بإقامة بطولة لكرة القدم في يوم أربعينية الحسين، والغرض بحسب المقترح هو القضاء على ظاهرة الطائفية المقيتة المتمثلة بقيام عشرات الآلاف من الشبان بالتوجه الى كربلاء لزيارة الحسين .بالتأكيد فإن ذلك المسؤول الرياضي كان يتوقع مكافأة من عدي كتلك التي توقعها الرجل الذي حمل رأس الحسين الى عبيدالله بن زياد ،وتلك التي توقعها الرجل الذي ذبح طفلين صغيرين لمسلم بن عقيل فرا من كربلاء بعد ذبح الحسين،لكن (الأستاذ الفاضل) عدي صدام حسين كتب هامشا جاء فيه،يعاقب فلان الفلاني بالسجن لمدة شهر، ويحرم من......لأنه يقترح مايسئ الى جدي الحسين !! حلوة .
في واحدة من المرات تحدثت الى المعلق الرياضي واللاعب المعتق شدراك يوسف عن سبب حجبه عن شاشة التلفزيون وكنت أعرف السبب ،ولأنه تهجم على الفريق السعودي في منافسات كأس العالم عام 1998 في باريس، وكان الفريق السعودي خسر مباراة في مواجهة فريق أوربي بنتيجة قاسية ،وحينها صرخ يوسف وهو معلق المباراة من على شاشة (تي في الشباب) ،نحن نريدهم أن يخسروا ،فصدر الفرمان الفاضل بالعقوبة القاسية التي أطاحت بعرش شدراك يوسف الى الأبد ،وأتذكر إن الرجل قال لي ،أكتب عن الموضوع ! وتعجبت في سري وقلت ،أنا مخبل على مايبدو.
في بطولة الخليج الأخيرة في مملكة البحرين الشفافة تهجم المعلق الرياضي العراقي (علي سرحان) على الحكم السعودي في مباراة النهائي التي جمعت العراق بنظيره الأماراتي ،ودعا عليه بأشد العبارات، ثم صدر فرمان من مدير القناة العراقية السيد محمد عبد الجبار الشبوط بحرمانه من العمل لعام كامل وهو إجراء له مايبرره لكنه لابد أن يتصف بالوقتية حتى تمر الأمور بسلام ،بالتأكيد أنا لاأصف الشبوط ب(عدي) ولاعلاقة ل(عدي) ب(الشبوط) وهو رئيس القناة شبه الرسمية، ولكني تذكرت الحادث الذي تسبب بحرمان شدراك يوسف ،وهاهو يتسبب بحرمان علي سرحان، والسبب كان التعليق على مباراة ورد فيها إسم السعودية ،بالطبع هذا يعني أن قضية العداء مع دول الخليج ليست حكرا على نظام عراقي دون غيره ،ولإن العبارات الحادة يمكن أن تصدر من أي عراقي رسميا كان أو من عامة الناس.
تشبه هذه الحادثة ماتعرض له شدراك يوسف ،ولكي يفصل الشبوط بين وصف الحادثتين بفاصل ما يبعده عن تهمة التشبيه ولاأقول التشبه وهو بالتأكيد لايعلم بحادثة شدراك يوسف فإن عليه أن يرفع العقوبة عن المعلق الرياضي علي سرحان ،فالعراقيون تعودوا سب دول الخليج في الرايحة والجاية ولأسباب مختلفة تبدأ بكرة القدم ولاتنتهي بالدين والمذهب وأشياء أخرى.
[email protected]
أقرأ ايضاً
- الغايات الخفية وراء رفض تعديل قانون الاحوال الشخصية
- تعديل قانون الأحوال الشخصية (تمخض الجبل فولد فأرا)
- رفقا بالمتقاعدين