حجم النص
كنائس بغداد تدق الاجراس مؤذنة ببدء موسم الاعياد, بينما ابناء المكون المسيحي هاجروا بغداد الى المنافي . حيث كل شيء بارد, كل شيء هناك ابيض بلا طعم , وبلا امل وبلا رائحة .
من يستمع الى المسيحيين العراقيين في الغربة وكيف يتكلمون عن بغداد يحن معهم لبغداد وان كان فيها ...كلمات غريبة تخترق عالم الشعور والواقع لتدخل الى عالم اخر فيه كل شيء صامت وهاديء بغداد عالم اخر من السحر فيه كل سحر الشرق فيه كل العمق الروحي لبلاد مهبط الرسالات.
بلا ادنى شك ان المسيح العراقيين لهم جذور تضرب في عمق تاريخ العراق , فهم عراقيين ابا عن جد وعلى امد العصور. و لم يتناهى الى مسامعي عن مشاكل كانوا هم طرف بيها او اشتكى منهم ومن تصرفاتهم ؛ فهم اناس مسالمين ينشرون الحب والسكينة اينما حلوا . بغداد بلا وجوههم اصبحت اكثر عدوانية .
للاسف ان المسيح العراقيين لم يتركهم الارهابيين ؛ فكانوا هدف كباقي العراقيين لرصاصاتهم التي ازهقت ارواح ابرياء ذهبت الى بارئها تشكو له ظلم الارهاب .
اعتقد ان على مسيحيين العراق الشروع بالعودة الى العراق, ولا سيما ان الارهاب في اندحار والمشاكل لا بد من ان ياتي يوم وتنتهي , والعراقيين كشعب يحبونهم ويعتقدون ان عدم وجودهم في بغداد يفقد بغداد جزء مهم من تنوعها وانفتاحها .
قداس هذه السنة كان به اختلاف عن كل السنين فهو يصادف اربعينية سيد الشهداء الامام الحسين , والكنائس قررت ان يقتصر قداسها على احتفالات بسيطة مواساة للمسلمين , وهذا الموقف لن ينساه عشاق الحسين واعتقد ان ذهاب السيد عمار الحكيم الى القداس ؛ هو نوع من العرفان لهم بان موقفهم هذا مقدر . والسيد الحكيم حين تكلم عن الديانة المسيحية والسيد المسيح عليه السلام , تكلم بانه يتبع مشروعه الالهي المشروع الرباني الذي نعمل جاهدين من اجله , دولة العدل الالهي التي نسعى الى تحقيقها , كانت كلمات تطمين للمسيحيين , بان العراق والعراقيين سوف يبقون يد واحدة مهما حاول الارهاب الاهوج من ان يكسر هذا النسيج .
لكل احبتي في بلاد الغربة , من اصدقاء واهل ؛ اتمنى ان نراكم في بغداد لتشتعل الانوار مجددا في ليالينا , ولتتم الوحدة الوطنية . مدارسنا وجامعاتنا تفتقدكم ؛الدرابين والحارات تنادي باساميكم ؛ جدران منازلكم تناديكم ...ارجعوا
بدونكم الجدران هزلت ولم تعد تقوى على حمل انفسها
نوار جابر الحجامي
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- قل فتمنوا الموت إن كنتم صادقين... رعب اليهود مثالاً
- من يُنعش بغداد ؟