حجم النص
بقلم لؤي العبيدي
بينما كنت وكما كل العراقيين منهمكا بمتابعة التصريحات الصحفيه المتلاحقة حول استقالة زيكو من عدمها والتى تتباين مصادر مصداقيتها ان كانت من قبل اعضاء الاتحاد العراقى لكرة القدم او من قبل زيكو وفريق عمله اخذتنى الذاكرة بعيدا حيث ايام الفرق الشعبيه والتنافس الرياضى المحتدم بينها وما لهذه الفرق من بصمة واضحة فى تاريخ الرياضه العراقيه حيث شكلت الحاضنه التقليديه للكثير من لاعبى منتخباتنا الوطنيه الذين تسلقوا سلم المجد والشهره من خلال بوابات تلك الفرق وهنا تذكرت واحدا من العراقيين البسطاء والكرماء الذى عرف بعشقه المجنون لكرة القدم حتى قرر ان يشكل فريقا شعبيا من ابناء منطقته لمنافسة ومقارعة الفرق الشعبيه المشهورة انذاك فى بغداد كانت ام فى المحافظات ولعب هذا الرجل رحمه الله دور المدير والمدرب والادارى والممول لهذا الفريق حيث سخر كل امكانياته المادية والمعنويه لخدمة هذا الفريق الذى اسماه اتحاد ابو حيدر لكن المشكلة التى عانى منها هذا الرجل مع فريقه هى عدم قدرته على ايجاد احد عشر لاعبا يبدا بهم المباريات مما يضطره الى استئجار لاعبين من ابناء المنطقه لمدة شوط او نصف شوط مقابل شيش كباب او اكلة كاهى بينما يكتمل لاعبو فريقه الذين ياتون تباعا (مثل ناكوط الحب كما كان يقول المرحوم ابو حيدر) والسبب بلا شك يكمن فى شخصية هذا الرجل البسيطه ونوعية اللاعبين وطريقة اختيارهم او بمعنى ادق الادارة الضعيفه للفريق والتردد فى اتخاذ القرار والازدواجيه فى معالجة المشاكل والافتقار الى روح الفريق كلها كانت من اسباب معاناة هذا الرجل مع لاعبيه حتى اصيب رحمه الله بعدة امراض وازمات جراء معاناته مع هذا الفريق.
ماساة ابو حيدر مع كرة القدم تشبه الى حد كبير معاناتنا كجمهور رياضى عاشق لكرة القدم العراقيه ويحلم بان يراها وهى تنفض غبار المشاكل التى تتوالى عليها وتنهض مسرعة لتاخذ مكانها الطبيعى على المستوى الاقليمى و العالمى خصوصا وان الساحة الرياضيه العراقيه حبلى هذه الايام بالمواهب الكرويه الشابة والكفاءات التدريبيه الواعده التى لو اعطيت الفرصه لصنعت الانجاز لكن احلامنا وطموحاتنا وما نريد فى واد ومن يقود الكرة العراقيه فى واد اخر حيث الاصرار من قبل القائمين على ادارة كرة القدم فى السير بكرتنا الى المجهول من خلال التخبط والعشوائيه والفردية التى تؤطر عملهم وغياب التخطيط السليم بعيد المدى والذى يهدف الى النهوض بالواقع الكروى المزري والاهم من هذا وذاك التقاطعات والاصطفافات والركض وراء المصالح الشخصيه الضيقه على حساب مصلحة كرة القدم والرياضه العراقيه التى ائتمنوا عليها ويشهد الله انه ليس هجوما عليهم كاشخاص بل هو انتقاد لواقع مرير ودعوه لتصحيح الاخطاء حيث انه من المخجل لمؤسسة رياضيه تمثل بلد عريق مثل العراق وهى لاتزال غير مواكبة للتطور المهول الذى يشهده العالم كل يوم وعلى مختلف الاصعده التقنيه والاداريه والتكنولوجيه والمثال الاقرب لما اقول هو عدم معرفتهم باساسيات وابجديات التعاقد ومستلزمات العقود التدريبيه وهنا لا احد يلوم زيكو كمدرب محترف وله مستشار قانونى يعمل على تامين موكله فوضع من الشروط ما يراه مناسبا له وثبت كل مايضمن حقه دون ان يجد بالمقابل من يفرض عليه اية التزامات او تعهدات فكان العقد بهذا الشكل البائس لذلك كان زيكو على الدوام هو الطرف الاقوى فى المعادله هو من يزعل, هو من يهدد بالاستقاله وهو من يفعل ما يريد وهذا خطئنا وعلينا تحمل كل تبعاته اما الاهم من كل هذا فهو موضوع رواتب زيكو ومساعديه الذى يطفو على سطح الاحداث بين فتره واخرى من خلال الادعاءات المتبادله بين الطرفين فالاتحاد الذى يبدو انه متمسك باستخدام الحمام الزاجل(عصور ما قبل النهضه) فى نقل رواتب زيكو ومساعديه يدعى بانه ارسل المبالغ بينما يدعى زيكو بعدم الاستلام ورغم انه موضوع اقل ما يقال عنه انه مضحك قياسا للوسائل والاساليب المتعدده والسريعه المستخدمه لمناقلة الاموال بين شرق الكره الارضيه وغربها هذه الايام والتى لاتستغرق اكثر من دقائق لكنه يعكس الكثير من الاهانه والاستخفاف بمشاعر الملايين من جماهير وعشاق الكرة العراقيه التى اضحت حائره ومتحسره على التراجع الكبير الذى اصاب الكرة العراقيه بسبب كثرة اخطاء الاتحاد الاداريه.
هنا وباسم الجماهير الرياضيه اسال اتحاد كرة القدم ما الذى جنته الكره العراقيه خلال اكثر من سنه من التعاقد مع مدرب كبير وخبير مثل زيكو وبعد كل هذه الملايين التى صرفت وبعد كل تلك الجهود الضائعه والوقت المستهلك لحل مشاكل زيكو الاداريه هل فكرتم باستغلال خبرته لاعطاء محاضرات تطويريه لمدربينا المحليين او فكرتم بالاستعانة به لاكتشاف مواهب كرويه ناشئة او حتى تشكيل منتخب رديف يكون سندا للمنتخب الاول والاهم هل استعنتم باسمه لحشد الدعم المطلوب فى رفع الحضر المفروض على الكرة العراقيه حتى يسهم هذا القرار وبدون ادنى شك ليس فقط بالارتقاء بالمستوى الفنى لفرقنا المحليه بل فى عودة الجماهير العراقيه الوفيه الى المدرجات.
واخيرا وليس اخرا فانه من الخطأ الاعتقاد بأن زيكو كمدرب هو السبب فى هذا التراجع الخطير فى احوال المنتخب الوطنى بل ان بنود عقد زيكو يصاحبها التفرد بالقرارات وغياب التخطيط الصحيح والانقسامات داخل البيت الكروى وغير ها من الامراض التى تنخر بالجسد الكروى العراقى كلها كانت كافيه لان تدفع بكرتنا العراقيه الى الوراء كما حصل لفريق اتحاد المرحوم ابو حيدر لكن ثقتنا كبيره بالشرفاء من الرياضيين والمثقفين والاعلاميين والجمهور الرياضى للعمل يدا بيد من اجل النهوض والارتقاء السريع بالواقع الكروى العراقى ونبذ الخلافات وتغليب مصلحة العراق على كل المصالح الشخصيه والفئويه الضيقه حتى تبقى كرة القدم مصدر الفرح والمتعه والوحده العراقيه.
أقرأ ايضاً
- الدون.. وسعدون ابو الصمون !
- تساؤلات حول مصداقية المحكمة الاتحادية
- الدستور العراقي والمحكمة الاتحادية