حجم النص
بقلم :سامي جواد كاظم
واقعة الطف شغلت ايام التاريخ واخذت حيزا واسعا من تفكير المحب والمبغض وكل يحاول ان يدافع عن ما يدعيه بخصوص الطف ولكثرة التفكير هنالك شريحة منهم وهي واسعة تجر واقعة الطف لتدخلها في حلبة الفلسفة ، وبسبب الفلسفة هنالك من يعقد الامور وهنالك من يبتعد عن اهداف الواقعة وهنالك من يفتح باب لاسئلة تشكيكية تحت غطاء الفلسفة ودراسة ابعاد النهضة الحسينية وهي في واقعها نهضة للامر بالمعروف والنهي عن المنكر الا ان الغريب عندما يدخل من يحاول البحث بابعادها في متاهات تقود المبغضين لاثارة الشبهات طبقا للمتاهات التي اختلقها من يعتقد انه يتفلسف لدراسة واقعة الطف .
بداية لنطلع على راي الامام الصادق عليه السلام بخصوص الفلسلفة وما الفرق بينها وبين العلم ، يقول عليه السلام:" إن العلم يوصل المرء إلى نتيجة واقعية حتى ولو كانت صغيرة ومحدودة ولكنها نتيجة حقيقية فعلا، أما الفلسفة فلا توصله إلى نتيجة ما"، ومن هذا المنطلق ارى واسمع واقرا كثيرا من الدهاليز التي لا تخرج صاحبها عندما يحاول ان يعطي لواقعة الطف جانب فلسفي فانه يعقدها على المحب ويستفاد منها المبغض الحاقد ، وعلى سبيل المثال هنالك من سال تحت عنوان الفلسفة عن اصحاب الحسين عليه السلام، هل فعلا أن أصحاب الإمام الحسين عليه السلام كانوا يفضلون الموت في سبيل الحسين عليه السلام على الجنة؟ وجاءت الاجابة بالرغم من انها مسندة بالاحاديث الا ان التفلسف بها قادها للمتاهات فالاجابة كانت "إن أصحاب الحسين كانت لهم مراتب مختلفة فبعضهم كان يقاتل طمعاً في الجنة وبعضكم كان يقاتل حباً للحسين، فمثلاً زهير بن القين قال للحسين والله لوددت أني قتلت ثم نشرت ثم قتلت حتى أقتل هكذا ألف مرة وأن الله يرفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك لفعلت ، وقال مسلم بن عوسجة والله لو علمت أني اقتل ثم أحيى ثم أحرق ثم أحيى ثم أحرق ثم أذرى يفعل بي ذلك سبعين مرة ما فارقتك.
فمثل هؤلاء واستعدادهم بهذا المقدار لابد أن يكون قتالهم حبّاً للحسين (عليه السلام) لا طمعاً في الجنّة بينما كان بعض الأصحاب يقول: (ما هو إلا نلقى هؤلاء القوم بأسيافنا نعالجهم ساعة ثم نعانق الحور العين.) فمثل هذا لعله كان يقاتل من أجل الدخول في الجنة. بينما كان بعض يصدح بطلب الجنة فيقول الحسين لجون مولى أبي ذر: أنت في إذن مني فإنما تبعتنا طلباً للعافية فلا تبتل بطريقتنا، فقال يا ابن رسول الله إنا في الرخاء ألحس قصاعكم وفي الشدة أخذلكم والله ان ريحي لنتن وأن حسبي لئيم ولوني لاسود فتنفس علي بالجنة فتطيب ريحي ويشرف حسبي ويبيض وجهي".
اقول ما الفائدة من هذه الاجابة فالذي يحب الحسين والموت من اجل الحسين لان الحسين هو حجة الله على الارض وهو يحمل رسالة محمد للدفاع عنها فلولا هذه الصفات لما احبوا الحسين والذي يريد الجنة فانه طالما فكر ان الدخول الى الجنة يكون عن طريق الحسين حتى ولو كان الثمن روحه فان هذا التفكير يكفيه انه فكر بالامام الحسين هو طريق الجنة ولو تخاذل عن نصرته لقاد نفسه الى النار وكلتا الحالتين هي ممدوحة ، والاروع ما موجود في اصحاب الحسين عليه السلام انه لا يوجد بينهم مرائي لانه يعلم ان طريق الحسين هو النهاية الدنيوية وقد اشار لهم الحسين بذلك وطلب منهم الرحيل وتركه الا انهم ابوا ترك الحسين فاي قيم هذه التي يحملونها هؤلاء الاصحاب فمهما تكن الدوافع فكلها في طريق واحد ولا ربط بينها وبين تقسيم العبادة من وجهة نظر الامام علي عليه السلام لان تبعيات العبادة ليس اثرها مباشر بعد تصنيفها اي في حالة اقامتها لاي وجه كان اما واقعة الطف فمهما كانت نوايا الاصحاب فثمنها الرحيل عن الدنيا والروح هي اغلى ما عند الانسان فطالما انهم بخسوا بها في هذا الموقف فهذا يمنحهم رتبة مهما تفلسف المتفلسفون لدراسة ابعاد العمق الايماني لهؤلاء الافذاذ فان عقولهم ستبقى في حيرة من امرها لما يستجد لها من مفردات فلسفية بحقهم
أقرأ ايضاً
- الآن وقد وقفنا على حدود الوطن !!
- الآثار المترتبة على العنف الاسري
- الضرائب على العقارات ستزيد الركود وتبق الخلل في الاقتصاد