حجم النص
بقلم :هادي جلو مرعي
بدأ الغزو الصهيوني الغاشم على قطاع غزة جنوب دولة فلسطين المحتلة منذ أيام وماتزال الغارات العدوانية تلقي الرعب والهلع في قلوب النساء والأطفال وتدمر المبان والمقار الأمنية والحكومية وتؤثر في البنى التحتية التي تعتمدها مدينة غزة والمدن الأخرى اللصيقة بها في مجال المياه وشبكات الصرف الصحي والكهرباء وقطاع التربية والتعليم والمستشفيات والأسواق العامة.
غزة بمقاوميها وسكانها الذين تعودوا وحشية الصهاينة في مناسبات عدة سابقة أعلنوا أنهم أهل للمواجهة ورد الكيد الصهيوني الى نحره،في حين لم تكن مواقف الغرب سوى جزء من الآلة العدوانية لإسرائيل حيث توالت ردود الفعل من البيت الأبيض حتى الأليزيه وسواها من قصور الإستعمار القديم والحديث وكلها تؤكد على حق الكيان الصهيوني في الدفاع عن نفسه في مواجهة شعب أعزل لاحول ولاقوة له سوى مالديه من مقاومين وحركات جهادية ونضالية تعودت الموت والقتل والتهجير والسجون.
في المقابل فإن الخجل طبع سلوك وكلام ومواقف الحكام العرب خاصة الذين مازالوا في السلطة ولم يدركهم الربيع العربي حين ركزت وسائل إعلام في دولهم على قضايا أخرى لصرف الإنتباه عن قضية الشعب الفلسطيني ومجاملة الكيان الصهيوني وحليفته واشنطن وعواصم الغرب الأخرى. واللافت إن المظاهرات خرجت في أكثر من مدينة إسرائيلية تندد بالعدوان ،بل إن واحدة منها كانت قبالة مقر حزب الليكود وأخرى نظمها حزب ميرتس المعارض عدا عن تظاهرات نسائية في تل أبيب طالبت بوقف آلة القتل الموجهة الى غزة ،بينما الضفة الغربية نائمة على وقع تعهدات الرئيس محمود عباس التي قال فيها،إن إنتفاضة لن تندلع في أراضي الضفة مادام هو في السلطة !.
دول الربيع العربي كانت حاضرة فقد طلب العراق من الجامعة العربية إستخدام سلاح النفط في الضغط على حلفاء الكيان الصهيوني وهو طلب مرفوض بالطبع من (العرب من حلفاء إسرائيل) ،ومصر سارعت الى إرسال وفد رفيع المستوى ترأسه الدكتور هشام قنديل رئيس الحكومة وكان هناك خطاب غاضب من الرئيس محمد مرسي ،تلاه قرار بفتح كل الطرق المؤدية الى غزة بما فيها معبر رفح وإيصال المساعدات بكل أشكالها الى القطاع ورفع حالة الجاهزية في مستشفيات العريش لإستقبال جرحى الغارات الوحشية التي يشنها الطيران الصهيوني،تونس من جهتها قررت إرسال وفد كبير الى غزة لزيارة الأماكن المتضررة ومساعدة الأهالي وإعلان التضامن مع الشعب الفلسطيني المظلوم.
يسجل لحكومة قنديل وللرئيس مرسي بالذات أنه عبر في خطابه الأخير عن حالة الغضب الكبير في نفوس العرب والمسلمين وبالذات في مصر وكان رئيس وزرائه يتجول في غزة ويزور مستشفى ناصر والشفاء تحت القصف وكانت طائرات جيش العدو تحوم في سماء غزة حتى إنها قصفت معبر رفح في تلك الأثناء وكأنها توجه رسالة ما بقصفها للمعبر الرابط بين غزة والأراضي المصرية بعد أن عجز الجيش الذي لايقهر عن منع صواريخ القسام من قصف تل أبيب ومعسكرات الجيش والمستوطنات في أماكن لم يكن أحد في العالم يتصور أنها ستقصف من العرب في يوم وبمئات الصواريخ،فحيا الله المصريين وحيا كل من يحاول إستثمار الفرصة لإزالة إسرائيل من الوجود.
أقرأ ايضاً
- المسرحيات التي تؤدى في وطننا العربي
- فازت إسرائيل بقتل حسن نصر الله وأنتصرت الطائفية عند العرب
- الرسول الاعظم(صل الله عليه وآله وسلم) ما بين الاستشهاد والولادة / 2