حجم النص
قلم : سامي جواد كاظم
عندما تتصف المناظرات بالعقلانية والمنطق وبعيدا عن التعصب فانها تؤتي اوكلها واهم ما يمنحها الاثمار عندما تكون هنالك ولو نقطة واحدة مشتركة بين المتناظرين وخلاف ذلك فانها مناظرات عقيمة تؤدي الى التباعد والباغض ، ودائما من ليس له اساس متين يقف عليه يحاول الدوران والتوهان والالتفاف على المحاور التي لا يجد لها جوابا .
المناظرات التي تحدث بين الامامية ومخالفيهم وبشتى مذاهبهم وبمختلف الاشكال اي تاليفية او حوارية نجد ان الامامية تحاول ان تهيء ارضية مشتركة للوقوف عليها معا ومن ثم التحاور فيلجا الطرف الاخر الى اختلاق افكار وتنسيبها للشيعة ومن ثم الطعن بها مثلا مسالة تحريف القران فما من قائل بذلك الا ويرد ردا عنيفا من اي مذهب كان، يحاول اعداء مذهب اهل البيت تنسيب هذا القول حصرا بالشيعة ومن ثم الطعن وطالما انكم تدعون هذا على الشيعة فهنالك لدى الشيعة مؤلفات ترفض كل من يقول بالتحريف مهما كان مذهبه ولكن عندما يقرا دعاة حماية القران من التحريف احاديث التحريف في صحاحهم يغضون النظر بل لا يعترفون بان هذه الاحاديث موضوعة لانها في البخاري على عكس الشيعة فانهم يرفضون من قال بالتحريف واي حديث ينص على التحريف حتى ولو كان في كتاب الكليني ، انها شجاعة نقد الخطأ .
عندما يحتدم النقاش مع السلفية بخصوص الصحابة فانهم يبداون بالاطناب على الصحابة وليكن ذلك ولكن ليس من المنطق فرض ارائكم عن الصحابة على الطرف الاخر وفق احاديث في مصادركم موجودة بل الصحيح ان كان لديكم ما يدعم موقفكم الاستشهاد بمصادرنا على الاحاديث التي تدعونها على عكس الامامية فانهم دائما يستدلون على معتقداتهم ومن صحاحهم ، ولهذا تكون الحجة قوية ولا ترد الا بالارهاب والشتائم .
عجبا على مشايخ الوهابية عندما يتحدث عن تحريف القران وقداسة الصحابة وعلم الغيب وما الى ذلك من معتقدات انهم يعتقدون بان الامامية تقول بها واعتقادهم هذا سببه التشبث للحفاظ على شبابهم من معرفة حقيقة مبادئ الامامية واوهام الوهابية وكثير من المشايخ في خطبهم يحذرون من المد الشيعي بل يختلق القصص والاكاذيب ليثبت لمن يستمع اليه بان الامامية تسب وتلعن الصحابة في الصلاة ومثل هكذا اكاذيب لو صحت فانها لاتحتاج الى من يبح صوته ليصرح بها .
الحديث عن الخلاف بين الامامية والوهابية وفق المحاور التي تكررت كثيرا اصبح عقيم بل انه لنقل عليهم كما يقال انقلب السحر على الساحر فاعتمدوا لغة الخطاب من جهة واحدة ومن على الفضائيات والمنابر دون اشراك الامامية التي اصبحت تناى بنفسها عن هكذا مناظرات تؤدي الى ضغينة وتفرح اعداء المسلمين وهذه غاية ما تتمناه الوهابية .
ودائما هنالك اسلوب في المنطق للاقناع هي فرضية العكس اي عند الاختلاف حول الامامة لو قالت الوهابية بصحة الامامة فماذا سيترتب على ذلك ؟ سيترتب على ذلك اعادة النظر في خلفائهم ؟ ولو كان ذلك فمن هو البديل ؟ الصحابي علي بن ابي طالب والصحابي الحسن بن علي والصحابي الحسين بن علي فلماذا ترفضون هؤلاء الصحابة على حساب اولئك الصحابة ؟
لربما يكون السؤال معكوس ولم لم يعتقد الامامية بصحة فكرة الامامة ؟ فالبديل ماهو ؟ ان يكون كل من هب ودب قائدا للامة والنتيجة هي المطبات التي وقعت بها الامة الاسلامية نتيجة عدم حسن اختيار القائد بدليل ما يتحدث التاريخ عن موبقات من تصدى للخلافة الاسلامية على عكس من تنادي بهم الامامية فلم يستطع اياً كان ان يعثر على خطأ واحد ارتكبوه في حياتهم بل انهم معصومون عقلا ونقلا .
اتذكر في محاورة مع موقع تابع لابي منتصر البلوشي طلبت منه ان يعتمد المصادر التي تكون المرجع في خلافنا فاجابني ان هذا يعني ان مسالة الخمس ستكون غير صحيحة ، حقيقة ضحكت لضحالة التفكير الذي يتمتع به الاخوة القائمون على هذا الموقع قلت له وليكن ان لم يثبت الخمس من صحاحكم فانا اول الرافضين له ، ولانه لم يجد جواب فاكتفى بغلق النت وعدم المحاورة .
ان لم توجد مشتركات بين المتناظرين فالمناظرة تكون عقيمة