حجم النص
بقلم :هادي جلو مرعي
في البلاد العربية تكثر أسباب الفشل وتتعدد مبررات الفاشلين للتنصل من المسؤولية عن التردي الحاصل في الخدمات ومايؤدي الى دوام معاناة الناس ، وعندنا في العراق ألوان وأشكال من الشوارع التي تتردى وتثير القرف،لفرط مافيها من أوساخ ومطبات وخراب لايمكن وصفه لأحد إلا بوقوف الاحد بذاته عليه.
أقرا الخبر التالي المنشور في وسائل إعلام محلية ،وأظنه يصلح للنشر في وسائل إعلام العواصم العربية الفاعلة والحضارية منها تحديدا ،يقول الخبر المقرف:
باشرت لجنة إختيار أجمل شارع في العراق عملها لإختيار أجمل شارع في محافظات العراق (عدا إقليم كردستان).وقال طورهان المفتي وزير الدولة لشؤون المحافظات : إن الأمانة العامة لمجلس الوزراء أصدرت أمراً ادارياً بأسماء اللجنة حددت بموجبه شهراً كاملاً للفترة من 14/10/2012 ولغاية 15/11/2012 كمدة لإختيار أجمل شارع في المحافظات ، بحسب بيان للوزارة.وأوضح إن اللجنة ضمت في عضويتها ممثلين من وزارة الدولة لشؤون المحافظات والداخلية والزراعة والإعمار والإسكان وجمعية الفنانين التشكيليين العراقيين وعضواً من نقابة المهندسين العراقية.يذكر إن اللجنة شكلت بناء على مقترح تقدمت به وزارة الدولة لشؤون المحافظات وتبنته الأمانة العامة لمجلس الوزراء وسيتم إختيار أجمل شارع ضمن مواصفات فنية حددت من قبل اللجنة . وقررت اللجنة أن تقيم نصباً في أجمل شارع في المحافظة يمثل رمزاً للحضارة العراقية.
يدو إن القرف والكآبة واليأس من تغيير الأوضاع المتردية قد أخذ بنفوس من في الحكومة وهم يرون الكم الهائل من الشوارع المرهقة والمحطمة والمدمرة والبائسة وسوء مايفعله المسؤولون في مجالس المحافظات ودوائر البلدية والعجز الفاضح عن أداء الواجب بل وقلة الخبرة والمران لدى المسؤولين عن واقع الخدمات العامة في هذه البلاد،لذلك صدر هذا القرار بقصد تحفيز المدن العراقية لتتحرك وتطور من واقع خدماتها علها تفوز بالجائزة،لكن كان يفترض بالحكومة أن تستثني من المسابقة إضافة الى إقليم كردستان ،القرى والأرياف العراقية والنواحي القصية وبعض الأقضية التي لاتتوفر لديها شوارع معبدة تصلح للدخول بمسابقة من هذا النوع،وكان الأفضل أن تكون مقتصرة على مراكز المدن لتوفر بعض الشروط فيها.
في المقابل ولفرط مايواجهني وماامر به من شوارع مقرفة فإني اقترح إقامة مسابقة مقابلة للمسابقة الحكومية لكنها تتعلق بأوسخ وأقبح شارع،حيث سنضمن مشاركة واسعة من كل المحافظات ومن القرى والنواحي والأقضية وحتى التجمعات السكنية التي لديها شارع أو شارعين،وستكون التغطية الإعلامية واسعة جدا لأن المسابقة تشمل العراق كله ،ثم يتم إعلان شروط المسابقة التي منها ،أن يكون الشارع المشارك في المسابقة على درجة عالية من القباحة وتتراكم على جانبيه الأتربة وينفث أطنانا من الغبار كافية لتغطية مدينة كاملها،وأن يفتقد الى خدمات أساسية وأن يؤدي الى إلحاق الضرر بما لايقل عن مليون إنسان ،وعندما يتم إعلان إسم الشارع والمدينة التي يقع فيها يقول مذيع خبر الفوز ،لقد تم إختيار الأقبح والأوسخ والأقذر والأكثر وساخة ورداءة خدمية وعلى طريقة مصطفى الآغا في برنامجه الرياضي على ال mbc..
أنا شخصيا يمكنني ترشيح شارع راقبته منذ أكثر من عشرين عاما وهو الشارع المار بمنطقة الكمالية والعبيدي شرق العاصمة بغداد ويربط الطريق القديم الواصل بين بغداد وبعقوبة مركز محافظة ديالى .شارع وسخ.
[email protected]
أقرأ ايضاً
- مخاطر تحشيد الشارع
- الزعامات العراقية متوتّرة والشارع منفلت
- أهمية عودة خطب الجمعة وتأثيرها الكبير على الشارع العراقي