حجم النص
بقلم حسين الخشيمي
اللهم انصر اهلنا في سوريا, وفي مصر, وفي تونس, وانصر اهلنا ومجاهدينا في ليبيا, وفي بورما, وفي البوسنا والهرسك, انصر جميع المجاهدين في جزر الواق واق, الجيك والسلوفاك, وموزمبيق, واخوتنا وانفسنا في اميركا.!! وارواحنا في فرنسا, حيث تحارب المرأة المحجبة, وانصر اهلنا في اسرائيل على اعدائهم في فلسطين, انصر الجميع بلا استثناء في المريخ والزهرة والمشتري..!!!
واخذل اللهم ايران وكل من يقف معها..!!
القرضاوي كان يردد هذا الدعاء (مضمونه طبعاً) بصوته الشجي, وخشوعه المعهود, وفمه الذي يستنجد بـ (المنديل) بعد كل حرف يطلقه ... وقد يكون الوصف والمشهد واضح لدى البعض, فهو يعرف مالذي يسيل من فهم "القرضاوي" عندما يلقي خطابه.!
ولا اخفي عليكم انني وخلال متابعتي لخطبته التي القاها في الدوحة اليوم لصلاة الجمعة, كنت استعين انا ايضاً ببعض المناديل الورقية التي اخفي بها (قيئي) لان المشهد كان مقززاً لدرجة كبيرة, وكنت متعاطفاً جداً مع كادر التصور الذي نقل مراسيم الصلاة, والمخرج الذي كان يتابع الصورة, ويحاول ان يجعل من الكاميرات عبر تحويلها من منبر القرضاوي الى مشاهد حشود المصلين منديلاً يغطي به سوءات فم القرضاوي.
وكان الله في عون السيدة " عائشة المفنن" زوجته الجديدة التي تزوجها منذ فترة, فكيف بها وهي امام هذا الفم المتعفن, ترى صباحاً ومساءاً ما رأيته انا, لكنها تراه وجه لوجه, وربما جعلت المرأة "احتياطاً" في كل مكان من بيتها مجموعة كبيرة من المناديل لكي تسعف بها فمه وقيؤها.!!
لم يكن فم القرضاوي شيخ المشايخ, ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء الدين وحده هو المقزز, بل ان كلماته كانت تثير الاشمئزاز اكثر من سيلان فمه, لانه اعتاد على ان يكون بوقاً جيداً لحكام الجور والظلم والفساد, فإذا كان دعاءه يحمل كل هذا الكم الهائل من المقت والحقد على الشيعة والحكومات الشيعية؛ اذن كيف بخطبته التي القاها على مسامع المصلين في صلاة الجمعة, فلم يترك دولة من دول الشرق والغرب إلا ودعا لها وعليها, ابتداءاً من دول الخليج وبالتحديد قطر واميرها, ومروراً بمصر, حتى انتهى بالبوسنا والهرسك, وكأن هذه البلاد افرض واحوج للدعاء من تلك الشعوب التي تعاني ما تعانيه من الظلم والجور على ايدي جلاوزة الخليج.
ولا يعد ذلك امراً غريبا على القرضاوي وامثاله, فهؤلاء وعاظ السلاطين, يساندون ويدافعون عن الذي يدفع لهم الاكثر, ولو تلقى احدهم الدولارات من الدول والحكام الذين يحاربونهم اليوم بالسنتهم وبكلماتهم الخبيثة؛ لكان لهم موقف معاكس, ولأصبح الحق وكل الحق معهم فهم يعرفون الحق بالدولار, لا بالحق ذاته.
ولو كان لأخوتنا في البحرين والسعودية من القدرة على ايصال المنح للقرضاوي, لكان وضعها الان افضل, ولأفلتوا من دعائه عليهم بالاحراق والتشرذم, ونالوا دعواته بالنصر المظفر, وسقوط آل سعود وخليفة, ولكن المنح تأتي من حكام هذه البلاد, وهي بدل الدعاء وثمنه.
وهنا اود الاشارة الى مؤسساتنا الدينية الشيعية, وافتخر بها, حيث ان رجال الحوزة العلمية وسائر علماء الدين الشيعة, رفضوا منذ ابعد العصور ومع اصعب الظروف تلقي المنح والمساعدات من الحكومات, او من ميزانيات البلاد التي يقيمون فيها, هو دليل على استقلالهم, وهنا تكمن قوة حوزاتنا ومؤسساتنا الدينية الشيعية, فلو كان هناك من يتلقى ثمة دعم مالي من احد الدول لرأيت له فماً كفم القرضاوي, ومنديلاً يردأ به ما يسيل من فمه كما القرضاوي, لانه قبض الثمن, وعليه ان "يحلل خبزته" ويصدح بصوته منكلاً تارة , ومدافعاً تارة اخرى, وداعياً على الاقوام بخشوع وتقوى لم يعهدها مع نفسه, إلا اننا ولله الحمد لم نشهد ذلك في مؤسستنا الدينية, وبقيت صفحتها بيضاء دون ادنى تلوث كالمناديل قبل استخدامها.
--