- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
السياسيون والايقاع الداخلي لقصيدة النثر ......
حجم النص
بقلم :ميثم الخزرجي
عند انسلاخ البوح العربي من موسيقى حافر الخيل المتمسكة بالعروة الايقاعية للخليل بن احمد الفراهيدي التي اعطت للشعراء رصانة لغوية في رص الصورة الشعرية داخل المتن الموسيقي ، انبرى اليهم المعري بتنظير مبكر ورؤية بعيدة المدى بماهية نثرية في (الايك والغصون) و(ملقى السنبل ) فأردفة منصاعاً الشاعر الامريكي (والت ويتمان) بأن النثر الشعري سيصبح فن المستقبل محصناً بايقاعاً داخلي لا يستطيع احد اكتشافة الا الراسخون في الشعر ،في حين ان هنالك انصاف مثقفين – بعيداً عن الشعر- كتبوا قصيدة النثر ارادو بها دخول الاسرة الثقافية بوصفهم شعراء قصيدة نثر فقط ولا يجيدون اللعب على غيرها مأطريها بكثافة رمزية غريبة وجمل لغزية لا يستطيع احد فك شفرتها او الدخول في بنيتها الداخلية ، ومن يدخل في مجال اي جنس ادبي علية معرفة نقاط ارتكازاتهُ واحداثياتة الادبية وبما ان قصيدة النثر مجردة من الوزن والقافية هذا في شكلها العام استسهلوها بعض الذين يرتادون الكتاب كل رأس سنة ولا اريد التنظير في قصيدة النثر هل هي حداثة ام استسهال ام استهلاك شعري .
لم ابتعد عن الموضوع كثيراً ، حيث حالي كحال اخوتي من العراقيين اثبتنا ان لقصيدة النثر ايقاعاً داخلياً كان ام خارجياً غير متكئين على جميع النظريات والمناهج النقدية التي اتعبت كاهلنا ذالك من خلال خطابات السياسيين التي مابرحت الا وان تنوط مسيقياً للعب على ذقون العراقيين من خلال هذا الارتجاج الموسيقي في الانخفاضات والارتفاعات التي تعطي للخطاب حلاوة وجمالية في بناء قصيدة نثر خالية من الرمز ولعنة الازياح والتأويل ، فالسياسي العراقي اعطى لنا قصيدة نثر خالية من كل المتاعب اللغوية والمفردات القاموسية والمعجمية التي تنهك كاهل العراقيين (بعد شتريدون مو حداثة هاي) ، ومع الاحترام والتقدير لذائقة السياسي العراقي في بناء الخطاب النثري حيث كل فئة او طائفة او حزب او كتلة متأثرة بتجارب ايدلوجية ومفاهيم ذهنية تفرض قصراً على السياسي فنجد مثلاً من تأثرة بالتجربة الايرانية (والاحوط لزوماً به) وان تكون مرجعيتهم الفقهية في اتخاذ الاحكام الشعرية منها ومن يرتاد بذهنة في تغيير ذائقتة الشعرية فحرام شرعاً ، ونجد مجموعة اخرى قد تأثروا بالتجربة السعودية وهذا التجربة تمتاز بالانفتاح على التجربة الانكليزية حيث تكون اكثر حداثة من حيث الاتصال (بابو ناجي) – وليهون جمال اصفهان- ومن يزل على هذة التجربة فالقصاص واقامة الحد عليه .
وكلا التجربتين امتازا بالريادة النثرية بحيث تعشقت خلفيتهم السياسية بمقدمة الكرسي الشعري الى ان تطبخ نثرياتهم على نار هادئة بدفع ثمن عراقي باهض . فمن يريد ان يتعرف اكثر على الطابع البنيوي لقصيدة النثر عليه مراجعه نثريات الحكام او الساسة الذين لهم القابلية على التحدث لساعات طويلة بدون ملل او كلل مع اللباقة المصطنعة الملفتة للنظر .