حجم النص
بقلم :ناصر سعيد البهادلي
"من دخل دار ابي سفيان فهو آمن"
يتحسر المرء حين يتسمع او يقرأ عن تاريخ العراق الحديث في فترة الاحتلال البريطاني ومابعدها ، يتحسر ويغتم بعقله الذي يجري مقارنة بين اليوم والامس ، يتحسر على القانون الذي لم يرفع شعارا يتمشدق به صعاليك السياسة اليوم بل نزل وتحرك على الواقع العراقي في امسنا الماضي ، ملك يدعو وزير ماليته العراقي اليهودي ساسون حسقيل طالبا منه زيادة مالية طفيفة يحتاجها البلاط المالكي ، فيجيبه هذا الوزير بان القانون لايسمح ، فيعود الوزير بكرامته من البلاط كماجاء اليه بكرامته...
يتحسر المرء وهو يسمع ان ضابطا يقود العراق فيقتل بيد منفذي معادلات الصراع على السلطة لنكتشف ان هذا الضابط كان لايملك بيتا ولاعقارا ولا مالا ووجدنا في جيبه بعد قتله مبلغ يقارب الدينار....
يتحسر المرء حينما يسمع ويتسامع ويقرأ ويعرف ان ملوك العراق وقاسم والعارفين يخضعون لسيدهم القانون متباهين بخضوعهم هذا ، وحق لهم التباهي وشعبهم لا يذكرهم الا بخير لنزاهتهم واخلاصهم للعراق.
وبدأت طامة البعث بعدما اقصي البكر عن منصبه ليقود العراق عصارة حثالات العصابات صدام وزمرته ، ووصل بهذا البلطجي ان يقول استخفافا " شنو هو القانون هو صدام حسين يحجي حجاية تصير قانون" !!! ، وانتقمت سنن الحياة والطبيعة والتاريخ للقانون لتذيق المستخف به وبال امره....
ثم جاء ساسة الوعود والشعارات الكاذبة حتى كدنا ننسى صدام وفساده من فسادهم وكذبهم ، جاءوا وما ابقوا على وسيلة او سبيل لاحتقار القانون وتدميره الا وانتهجوها ، تجدهم يرفعون شعارات لا تنزل على ارض الواقع لتتحرك به ، سيطراتهم يضعون عليها لافتة كبيرة " احترم تحترم ...القانون فوق الجميع" ؟؟ ، وايم الله ان القانون لم يكن يوما من ايامهم الا فوق الفقراء والبسطاء دونهم ، يمر المسؤول بضجيج صافراته ليضطرب الجندي والشرطي في السيطرة فاسحا المجال على وجل للمسؤل وموكبه اتقاءا لشره... ويقولون القانون فوق الجميع .
المواطن اصبح بين سبيلين لقضاء حوائجه لاثالث لهما اما الرشوة واما دخول بيوتات ابي سفيان (احزاب اصحاب الشعارات) واما القانون فهاهو صريعا متشحطا بدمه المسفوك بيد فساد بيوتات ابي سفيان ، والمواطن يبكي على سيده الحسين (القانون ) ولا يملك من امره شيئا بعدما كتبت عليه الذلة والمسكنة....