بقلم : غازي الشايع
طود ارتقت بداخله عناوين المجد العراقي وتراثه الخالد وبات عنوانا لرموز الوطنية والنبل افنى حياته لبلده العراق ... الدكتور بهنام ابو الصوف الرائد الاثاري الذي اختزنت في جوارحه محبة العراق فاطلق عنانه صوب الحفاظ على ارثه الخالد باهتمام علمي قل نظيره عن اقرانه ! من دراسات وبحوث ومحاضرات في جامعات امريكية واوربية فوظف دراسته بارقى الجامعات في العالم , كمبيردج ,في لندن فهذا الرجل العالم المخلص والذي يستحق لقب ابن العراق البار رحل عنا ونحن على يقين بأن بهنام لم يكن يصارع المرض فحسب بل انه كان مدمي القلب والوجدان والضمير على ما ال اليه تاريخ حضارتنا وعناوينه الاثارية التي استبيحت من اعداء العراق في وضح النهار الى حد تباع فيه رموز حضارتنا في الاسواق والمتاحف الغربية وحتى العربية ! ومن دون وازع لضمير او لحياء من اي مسؤول . ! فشاعت فوضى سرقت تاريخنا ومجدنا لتوازي في اهميتها وخطورتها الاحتلال اللعين الذي دخل العراق بعناوين موجهة كان في مقدمتها مسح التاريخ العراقي ونقل نفائس حضارته وسرقتها الى خارج حدود العراق .
والمدمي للقلب هو ماتتناقله الصحافة العراقية والاميركية عن سرقة عشرات الالوف من مجلدات والواح التاريخ اليهودي ونقله الى دهاليز الصهاينة في اميركا وفي الكيان الصهيوني والغريب ليس هناك من يداعي او يستنكر هذه السرقة لتاريخ بلد باكمله في حين ان من ابسط المطالبات هو التوجه الى الجمعية العمومية للامم المتحدة ومجلس الامن للشكوى واسترداد تاريخنا ومجدنا ! وها هي اثارنا اليوم تئن من وطأة الاهمال بعد ان صرفت عليها ملايين الدولارات .
فعذرا لك ابو الصوف ايها الشهيد العراقي الذي افنيت عمرك ومنه شبابك وشيخوختك لبلد لايعرف بعض المسؤولون عنه قيمة تاريخه ومجده . اذن كيف نكرم هذا العملاق العراقي الشهم . ان الحق والواجب على المسؤولين وخاصة اولئك القريبون منه ان ينصبوا له تمثالا في احد المواقع الاثرية المهمة ليكون عنوانا ورمزا للاجيال القادمة ، كما نتوسم بكل الخيرين والجهات الحكومية بتنظيم موكب جنائزي مهيب يليق بمكانته التي لالتقل عن العظماء في تاريخ هذا البلد الذي يمتد لاكثر من 6 الاف سنه ساهم هذا العملاق في حفضها وتدوينها لتنهل منها الاجيال والحظارات الاخرى على مر العصور ، وهذه دعوة مخلصة لكل المثقفين والصحفيين والكتاب والمعنيين والعلماء حضور هذا الحدث الجلل ... تغمد الله فقيد العراق بواسع رحمته واسكنه فسيح جنانه وانا لله وانا اليه راجعون .