حجم النص
قلم : سامي جواد كاظم
على قدر بساطة فكرة الامام المهدي وانها تصب في صالح البشرية هنالك من يجعل لها متاهات حتى تربك ممن هم ليسوا على درجة كافية من الايمان بالمعتقدات الالهية ، وكثيرا ممن تناول فكرة الامام المهدي من عدة جوانب البعض منها اراها ليس بالضروري ولكن هنالك من يتابع هكذا جوانب وفي نفس الوقت يجب ان نقف عند من يصدر منه قولا او فعلا ومهما كانت نواياه الا انها تسيء الى فكرة الامام المهدي .
المتفق عليه فيما يخص الامام المهدي الظهور يقول ابراهيم ابو شادي في كتابه المهدي المنتظر بين حقائق اهل السنة وافتراءات الشيعة ص 9 " تواترت احاديث ظهور المهدي تواترا معنويا لا يستطيع احد انكارها ولذلك صرح جمع من العلماء بان احاديث المهدي بلغت حد التواتر " ص9 ،وذكر ذلك الشيخ عبد العزيز بن باز في جريدة عكاظ 18 محرم 1400 يقول " ان احاديث خروجه اخر الزمان وانه بملا الارض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا قد تواترت تواترا معنويا "، والامر الاخر المتفق عليه الا وهو انه يخرج في اخر الزمان وانه من عترة رسول الله ( ص) ومن ولد فاطمة ـ الاشاعة لاشراط الساعة للشيخ محمد البرزنجي ص87 وفي نور الابصار ص140 بالاضافة الى عشرات المصادر السنية ، كما وان المتفق عليه انه يظهر بعد ما تملأ الارض ظلما وعدوانا ليملاها عدلا واحسانا ، ولكن الخلاف في اسمه ونسبه ومولده ، ففي هذا المجال نجد ان الامامية قد ذكرت كل ماهو يؤيد نقاط الخلاف لصالحهم تاييدا نقليا عقليا اما الطرف الاخر نجده كثيرا ما يتخبط في مدعاه او يسكت عن بعضها لعدم وجود اجابة ، ومن بين تلك المحاور الخلافية التي هي اشدها بالرغم من انه يترتب عليها الاثر فيما يخص بقية المعتقدات والخلافات بخصوص فكرة المهدي هذا المحور هو الولادة والعمر الطويل .
الطرف المخالف يدعي انه لم يولد واول اشكال يطرح عليه على ماذا استدلوا انه لم يولد ؟ استدلالهم التشكيك برواياتنا وعدم صحة العمر الطويل لانهم يرون هذا غير مقبول عقلا .
هنالك روايات تتحدث عن ولادة الامام المهدي والمعاجز التي رافقت ولادته وهذه المعاجز كانت محل طعن وتشكيك من الطرف الاخر باعتبار كيف يقرا القران وهو طفل وما الى ذلك من امور يجدونها اختصاص بالانبياء .
نجيب بما انه نحن متفقون على معجزة عيسى عليه السلام بانه تكلم في المهد فاصبح هذا الامر ممكن الهيا واما مسالة اختصاصه بالانبياء دون غيره فنقول ذكر الحافظ ابو الحسن الابري في تهذيب الكمال للمزي 3/1194 "ان عيسى عليه السلام يخرج فبساعده ـ اي المهدي ـ على قتل الدجال وانه يؤم الامة ويصلي عيسى خلفه "، فاذا كان عيسى صاحب المعجزة يصلي خلف المهدي فليس من الغرابة ان تكون للمهدي نفس معجزة عيسى الا وهي قراءة القران عند الولادة وامامته للصلاة وقيادته الامة بالرغم من نزول عيسى يعني الافضلية والتمتع بكل ما يتمتع به عيسى بل افضل بدليل القيادة
اما العمر الطويل فالذي يورد الاشكال على العمر الطويل اذا كان من المسلمين فهذا مردود عليه لان الله عز وجل يفعل ما يشاء وهو القادر على كل شيء فليس بالامر الصعب على الله عز وجل ان يطيل عمر الانسان الاف السنين واما اذا كان من غير المسلمين الذي لا يؤمنون بالله عز وجل فالاجدر ان يكون محل النقاش معه اثبات واجب الوجود وقدرته على كل شيء ، يبقى هل من حقنا ان نسال الله عن سبب اطالة عمر المهدي ، وان كان هذا لا يحق لنا ولكن ما يحق لنا ان نبحث عن الاسباب على ان يكون نصب اعيننا ان غاية السبب هو في صالح البشرية لان الله عز وجل لا يخلق شيء ولا يامر بشيء الا من اجل البشرية ، وبعد ذلك تبدا بحوثنا عن سبب اطالة العمر .
العجيب ما يدعيه عثمان الخميس حول هوية ام الامام المهدي فيقول الشيعة تقول انها حكيمة او سوسن ، وبهذا الافتراء يريد ان يبقي الغشاوة على عين اتباعه وليس لكي يجعل الشيعة في تشكيك لانهم يعلمون من هي حكيمة ومن هي سوسن وما اسم ام الامام المهدي (عج) .
للحديث بقية