- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
كلمة رئيس اللجنة العليا للمسلمين في فرنسا في مهرجان ربيع الشهادة الثامن في كربلاء المقدسة
حجم النص
بقلم سامي جواد كاظم
ان السبب الرئيسي لاستبصار الشيخ محمد ناسانكو هو ما شاهده في كربلاء خلال حضوره مهرجان ربيع الشهادة الذي اقامته العتبتان الحسينية والعباسية من خلال الدعوة التي وجهت اليه للحضور انقل اليكم نص الكلمة مترجمة من الفرنسية الى العربية التي القاها في المهرجان والتي تعبر بصدق عن مكنون هذا الرجل
كلمة سماحة الشيخ محمد ناسانكو ـ هذا اسمه في الجواز ولكن في فرنسا يسمى نارفو ـ رئيس اللجنة العليا للمسلمين في فرنسا والمفتي العام للمجلس الاسلامي الفرنسي وهو مؤسس لجمعيات ومؤسسات ومساجد كثيرة ويشغل منصب المفوض من قبل وزارة العدل الفرنسية لمتابعة شؤون ائمة المساجد، هو في فرنسا منذ 44 عاماً .
ايها الاخوة الحاضرون ستندهشون مما سأقوله لكم :
انه لفرح كبير لي ان اكون هنا معكم وكما تعلمون ان اليوم كثير من الناس في العالم يظنون بان الشيعة هم الاكثر عدواناً والاكثر عنفاً في العالم ، وهنا نقول بان هذا غير صحيح فالشيعة واتباع اهل البيت ( عليهم السلام) لا يمكن ان يكونوا اناساً ذوي عنف وعدوان.
ولذلك انا ممتن كثيراً لاستضافتكم لي وانا مسرور جداً لحضوري معكم ومشاركتي في الفعاليات المباركة والمفيدة جداً لهذا المهرجان والذي ينعقد في هذا البلد العزيز وخصوصاً في هذه المدينة المقدسة.
هذا المهرجان بهيئته العالمية يلعب دوراً كبيراً مهما في التوحيد بين المسلمين والتآخي بين بني الانسان وذلك من خلال قيم العدالة والاخوة والعز والاباء والحرية التي ارسى دعائمها الامام الحسين (عليه السلام) في واقعة الطف في كربلاء.
وبفضل هذه التضحية العظيمة التي لا مثيل لها للامام الحسين (عليه السلام) لا يمكن ان نطلب شيئاً آخر اكثر مما نطلبه من الناس ان يعترفوا بهذه الحقيقة.
اما على المستوى الشخصي فقد اكتشفت هنا في حرم الحسين (عليه السلام) الحقيقة واضحة ومفهوم الاسلام الحقيقي وتاريخه الصحيح، وبالاضافة الى هذا فقد وجدت وعثرت على بضع الرسول الاعظم (صلى الله عليه واله وسلم) التي بحثت عنها مطولا ً في كل مكان خصوصاً في المدينة المنورة وهناك سأَلتُ ولم أُجب عن هذه البضع المفقودة من الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) ، وانا مسرور جداً ولا اجد الكلمات التي اعبّر بها عن سعادتي لهذا السبب يسعدني كثيراً ان اكون نِعم السفير في بلدي الذي جئت منه لابلغ عن هذه الحقيقة التي لم اعثر عليها الا في هذا المكان الطاهر وسأعمل دون هوادة لتغيير الصورة المشوهة عن العراق واهله، وسأعمل بكل ما لدي من جهد على نزع هذه النظرة السيئة واقول لهم ان شئتوا ان تعرفوا التشيّع الحقيقي واتباع اهل البيت ( عليهم السلام) فتعالوا الى كربلاء وستعرفون هناك الحقيقة ، العراق هو بلد رائع، في بلدي هنالك من قال لي الى اين تذهب ؟!! هل تذهب الى هذه الارض ؟!! نحن نخاف عليك !!
لان هؤلاء الناس عندهم نظرة بأن العراق شيء لا يمكن ان يكون فيه الا التهديم والعدوان والعنف، اذن قلت لهم وانا اجيبهم سأذهب الى هناك لأتعرف على اخوتي وعلى الحقيقة ، عندما نذهب لنرى اخاً لنا لا داعي للقلق او الانزعاج.
وهذا الذي اراه هنا يجعلني اتمنى ان ابقى بينكم ولا اخرج من هذا المكان ، اذن فليفهم اولئك الذين هم من الجهة الاخرى بانه الاسلام الحقيقي هو عند الشيعة.
الذين هم في الطريق الصواب نطلب منهم ان يتابعوا في الطريق المستقيم لان الامام الحسين (عليه السلام) قد سطّر لنا الطريق المستقيم بما حصل هنا في كربلاء وهذا مجسّد بضريحه الذي هو مقام في عصرنا هذا ليكون عِبرة لمن يريد ان يعتبر.
اعلموا انه عندما كنت صغيراً حيث نشات في الكاميرون كنت ارى على الجدران الرسومات الرمزية للامام علي (عليه السلام) بسيفه ذو الفقار ، وبعد عشر سنوات لم نرى هذه الامور تلاشى كل شيء وكنا نتساءل دائماً لماذا حصل هذا الشيء والان اكتشفت بأن الاكاذيب هي التي غطت هذه الحقائق واصبح الناس لا يهتمون بها.
اسمعوا اخواني الله سبحانه وتعالى قال في سورة التوبة : (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِي اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (129) ).
ان الله سبحانه وتعالى في هذه السورة وهي سورة التوبة انها لا تبتدأ بالبسملة وهذا بالنسبة اليه يشير كأنه الله سبحانه وتعالى سوف يقول لنبيه شيء في هذه السورة عن آل البيت ( عليهم السلام) فقال سبحانه وتعالى : (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِي اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (129).
ان هذه الآية اوحت لي بان الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) عُذِبَ وظلم في نفسه من جراء ظلم اولاده وجالت هذه الخاطرة في عقلي عندما كنت في طريقي من بغداد الى كربلاء ..
سأقول لكم شيئاً سيؤثر فيكم لماذا انا اتكلم هكذا .. الله سبحانه وتعالى اوجب على المصلي ان يذكر في التشهد الصلاة على آل البيت ( عليهم السلام) ..
اذن هذا يكفي للذي يفكر ان يفهم بأنه لا صلاة لمن لا يصلي على رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وعلى اهل بيته ( عليهم السلام) ..
هذه هي من بين الامور التي تُفهم لماذا نحن بينكم هنا عند ضريح الامام الحسين (عليه السلام) وهذه لا يمكن ان توصف الا انها فضل من الله سبحانه وتعالى علينا.
الامام الحسين (عليه السلام) هو الطريق الى الله سبحانه وتعالى والذي يريد طريق الخير فليسلك طريق الحسين عليه السلام ، اذن يجب على الانسان ان يتساءل ان الذي يدخل الى الجنة هو الذي لا يرفض ان يصليّ على محمد رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) واهل بيته ( عليهم السلام) .. اذن الناس الذين يحبون ان يعرفوا وان يهتدوا هم الذين يعلمون يجب اتباع محمد (صلى الله عليه واله وسلم) وال محمد ( عليهم السلام).
اشكركم واشكر كل المسؤولين وكل من ساهم في انجاح هذا المؤتمر الذي لا نظير له، وسأحمل هذه الصورة الى المسلمين وغير المسلمين وسأتكلم عن اخواني الذين عملوا امامي هنا لانه عمل رائع يجب ان اقول لهم ما رأيته هنا وانكم تعملون عمل من الجودة والجد واشكركم جزيل الشكر.
ملاحظة : هذا النص حسب ترجمة المترجم الذي كان يقوم بالترجمة اثناء القاء الشيخ كلمته باللغة الفرنسية