حجم النص
تسعى دول العالم من خلال مشاركتها بدورة الألعاب الاولمبية لتحقيق عددا من الأهداف الإستراتيجية المهمة والتي من خلالها تحصل على مكانة مميزة بين الدول ولذلك فهي تعمل وفق تخطيط علمي مدروس مبني على خطط ستراتيجية تجعل من الدورة الاولمبية هدفا بحد ذاته حيث أن المسألة تتعلق بسمعة الدولة ومكانتها بين دول العالم فإضافة إلى سعيهما بتحقيق أنجاز رياضي مميز فهي تسعى أيضا إلى اكتساب المزيد من الخبرات من خلال الاحتكاك والتفاعل مع خبرات الآخرين المشاركين في الدورات الاولمبية فهذا هو المنطق العلمي الرياضي والذي تنتهجه دول العالم ......!
لكننا في العراق كسرنا القاعدة بل تجاوزنا المنطق والمألوف حتى أصبحنا غرائبين في سلوكنا وتصرفاتنا واليوم ونحن نشاهد ونسمع ونقرأ عن استعدادات وتحضيرات دول المعمورة المشاركة في دورة الألعاب الاولمبية والتي ستقام في لندن خلال الشهر المقبل ...!
نرى أن وضعنا الرياضي مختلف جداً. فالبيت الاولمبي العراقي تعصف به رياح هوجاء تأتيه من ذات الشمال وذات اليمين فلا زال البيت الاولمبي العراقي يعيش وضعاً قلقاً جراء الصراعات المحتدمة في داخله وبالرغم من مشاركتنا الخجولة في اولمبياد لندن 2012 حيث أن العراق سيشارك بسبع فعاليات فقط من خلال (البطاقات المجانية التي خصصتها اللجنة الفنية لدورة لندن الاولمبية) وعليه فسيشارك العراق بثمانية رياضيين فقط بينهم ثلاث فتيات .
والفعاليات التي سيشارك بها العراق هي (الرماية ,السباحة,المصارعة,الملاكمة,العاب القوى,القوس والسهم,رفع الأثقال) .
وبما أننا مختلفون عن كل الدول التي ستشارك في اولمبياد لند وهذا الاختلاف جعلنا نتميز بأمور تبدو غريبة وعجيبة بكل معنى الكلمة, فقد أعلنت اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية أسماء الوفد العراقي المشارك بدورة لندن الاولمبية . ومن يتأمل الأسماء الموجودة في الوفد يصاب بالدهشة والحيرة .
فهل يعقل أن يشارك لاعب بدورة اولمبية بدون مدرب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وهل يعقل أن يتم استبعاد المدربين لأجل عيون السادة أعضاء المكتب التنفيذي للجنة الاولمبية الوطنية العراقية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وهل يعقل أن يسافر المكتب التنفيذي بقضه وقضيضه إلى مدينة الضباب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وهل يعقل أن يتم ترشيح صحفي واحد فقط لا غير ضمن بعثة العراق لدورة لندن؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أن هذه الأسئلة وغيرها تجعلنا نشعر بالغثيان ونحن نتأمل المشهد الرياضي العراقي في دورة لندن ففي الوقت الذي يتبجح فيه الجميع بالحفاظ على المال العام وعدم هدر الأموال نرى أن الوفد العراقي لاولمبياد لندن مترهل إداريا وفي الوقت الذي تعيش فيه رياضتنا العراقية بؤس الحال وتعيش الاتحادات الفرعية في المحافظات شظف العيش فهي لم تستلم مخصصاتها منذ بداية هذا العام ولحد الآن نرى أن اللجنة الاولمبية وبكرم حاتمي كبير تصطحب ضيوفاً كراماً ضمن بعثة العراق في الوقت الذي يسافر رياضي البعثة بدون مدربيهم وهذا هو سر الغرابة في الأمر فأين الحكمة أيها السادة يا قادة رياضة العراق الجديد .؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لا أعرف كيف يتسنى لنا أن نفهم ويفهم معنا الشارع الرياضي أن يشارك الملاكم (أحمد عبد الكريم) في اولمبياد لندن بدون مدرب ويكون السيد بشار مصطفى النائب الأول لرئيس اللجنة الاولمبية ورئيس الاتحاد العراقي المركزي للملاكمة بجلالة قدره وعظمة منصبه أدارياً للملاكم
وكيف لنا أن نفهم بان يشارك الرباع صفاء راشد باولمبياد لندن بدون مدرب ويكون السيد صالح محمد كاظم عضو المكتب التنفيذي ورئيس الاتحاد العراقي المركزي لرفع الأثقال بهيبة منصبه إداريا للرباع ؟ وكيف لنا أن نفهم بان تشارك اللاعبة نور عامر بفعالية الرماية بدورة لندن بدون مدرب ويكون السيد زاهد نوري عضو المكتب التنفيذي ورئيس مكتب الممثليات ورئيس الاتحاد العراقي المركزي للرماية إداريا للاعبة نور عامر ما هذا التواضع ؟وكيف سيشارك السباح مهند احمد بدون مدرب ويكون السيد سرمد عبد الإله عضو المكتب التنفيذي ورئيس الاتحاد العراقي المركزي للسباحة إداريا للسباح ؟ وكيف تشارك الرياضية رند سعد بفعالية القوس والسهم بدورة لندن ويكون السيد سعد المشهداني (والدها) رئيس الاتحاد العراقي المركزي للقوس والسهم إداريا لها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
إضافة إلى كل ذلك فقد ضمت البعثة العراقية السادة0( رعد حمودي وعادل فاضل وسمير الموسوي وبشار مصطفى وصالح محمد كاظم وجميل الطيار وزاهد نوري وسرمد عبد الإله وحسين جابر ) فيما كان الضيوف الكرام (عصام الديوان وكيل وزير الشباب والرياضة وعلي فاضل وديار احمد وفريدي جون بول ورعد كاظم) وصحفي واحد فقط نعم واحد فقط هو عمار ساطع كم أنت محظوظ يا دكتور عمار !!!!!!!!!!!!!!!!!
نعم هذه تشكيلة بعثة العراق لدورة لندن الاولمبية إنها متخمة إداريا وفقيرة فنياً !!!!!!!!
في الوقت الذي نشاهد دول العالم تستغل هكذا مناسبات واستحقاقات مهمة بالاستفادة القصوى من خلال زج اكبر عدد ممكن من الذين يساهموا برفع مستوى الواقع الرياضي إداريا وفنياً وإعلاميا ونرى إن اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية جعلت من اولمبياد لندن مكاناً للسياحة والسفر . إننا إذ نضع هذه الحقائق أمام الشارع الرياضي كي يعرف الجميع حالة البؤس التي تعيشها رياضتنا العراقية بعد أن فشلت قياداتنا الرياضية بكل عناوينها البراقة وبكل مسمياتها أن تضع الرياضة العراقية على الطريق الصحيح ,فلا زالت هذه القيادات تعاني من حالة الترهل الإداري والتخلف المزمن بكل معنى الكلمة والتي جعلت من قادتنا الرياضيين بكل عناوينهم ومسمياتهم رجال سفر وسياحة .وكان الله من وراء القصد