حجم النص
تختزل المشكلة بكلمة واحدة (إيمو)، التي تقترب من معنى الحساسية الزائدة, والشفافية المفرطة, والرغبة في رؤية العالم من مكان معتم خافت الأضواء ,وعبر نافذة لا ينتبه لها أحد من المارة في الشارع. نوع العطر يختلف, وليس كالذي أستخدمه في الغالب، ملابس غامقة، تسريحة شعر مختلفة، رغبة في تقمص شعور وإحساس الجنس الآخر، سواء بإرتداء ثياب نسائية، أو وضع مساحيق التجميل.
ولكن هل هو الصحيح فعلا أن تختزل المشكلة بهذه الكلمة؟ لا. فالسلوكيات المشينة تملأ الشارع، ويغوص المجتمع في وهدتها،فكم لدينا من لصوص ,وأدعياء, ومفسدين ,ومنحرفين وكذابين، ونصابين، ودجالين ,وخونة ,وباعة كلام وشعارات يستحقون القتل ليس بسلاح (البلوك) إنما بأشكال من الطابوق والحجارة والأحذية والقاذورات.؟
هؤلاء الشبان المحبطون الفاشلون الذين فقدوا الرغبة في التعايش مع المجتمع ومسايرته وتحديه، وسيطر عليهم النزوع الى الإنتحار والعزلة بعيداً عن الضوء, فصاروا كمن أصيب بمرض (التوحد) لايملكون من أنفسهم شيئاً ,وهم أحوج الى التوجيه ,والنصح فقد تملكتهم السفاهة وأحاط بهم الفراغ ,وفقدوا الإيمان بجدوى الحياة، وظاهرتهم أكبر من التي جرى الحديث عنها، وأكبر من عمليات القتل التي يروج لها الإعلام بمختلف أشكاله, وربما كانت عوامل المراهقة تدفع لجهة الظهور بأشكال ونزاعات غير مألوفة كالتي نشاهدها عادة عند فئات من الشابات والشبان الذين يرتدون زيا خاصاً بهم ويسرحون شعورهم بطريقة لا تشبه ما يفعله الحلاقون مع عامة الناس.
لكن عامة الشبان يفعلون الشيء ذاته أو ما هو قريب منه، فترى منهم من يطيل شعره, ويدهنه بدهان خاص ,ويرتدي الثياب التي تثير الإنتباه حتى إن البعض يرتدي البنطلون الكاوبوي ,ويرخي الحزام لتبدو مؤخرته للعيان في الشارع كما هو حاصل عندنا، وبالتالي فليس من السهل تحديد من هو الإيمو من بينهم.
هذه الظاهرة ليست وليدة المرحلة الحالية، منذ سنوات, وكنت مدعوا لإلقاء محاضرة في ندوة مجتمعية ناقشت موضوع المشاركة الديمقراطية والإنتخابات، وكانت تعقد في قاعة معروفة وسط العاصمة، وكان عليّ أن أستدل عليها بنفسي، وأسأل المارة في الشارع، وحين علمت إسم القاعة صقعت لأنها مشهورة بحضور الشبان المايعين أو ما يصطلح على تسميتهم (الجراوي)، والجرو هو صغير الكلب.
لم أجرأ أن أسأل كبار السن أو الرجال والشبان المحترمين ,وبصراحة صرت أنظر في نوعية ثياب وتسريحة شعر ووجه وحركة أي شاب كنت أريده أن يدلني على مكان القاعة لكي لا يشك أحد من المحترمين أني من الباحثين عن جرو!!!! وبالفعل وجدت القاعة وعرفت أن المؤسسة التي دعتني لم تكن وجدت قاعة لعقد الندوة لكثرة اللقاءات والندوات في حينه.
أخشى في المستقبل أن لا نجد من شبابنا من نشهد له بحسن السيرة والسلوك في حال ظل التقليد الأعمى للموضة الغربية والإنحياز للميوعة والإنحلال، وقد نضطر لمواجهة مجتمعية من نوع ما..وهذا صديق أصلع يسألني ساخراً: ماذا لو تم إستهداف (الصلعان) أمثالي؟ قلت له: لك الله يا صديقي.
سؤال: لماذا لا نجد لظاهرة الإيمو من وجود في بلاد الإسكيمو؟
الجواب سهل جدا.
ما عليكم سوى مراقبة النشرة الجوية, وحالة الطقس، والطبيعة المناخية السائدة في تلك الناحية من الأرض.
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!