- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ثلاثمائة حمل بعير من تراب كربلاء .
حجم النص
بقلم :طلال فائق الكمالي
روي لي قصة نقلا عن أية الله الشيخ أسد الله إيماني أحد كبار علماء مدينة شيراز مفادها : أن هناك وفي قديم الزمان أصاب العراق الجفاف والقحط حتى بات العراقيون بوضع صعب ، فبادر أهالي شيراز بإرسال الحنطة والشعير وباقي المساعدات الغذائية لأهالي كربلاء ، وفي المقابل قدم أهالي كربلاء ثلاثمائة حمل بعير من تراب كربلاء المقدسة بعنوان شكر وتقدير لما بذله أهالي شيراز لهم ، وتم ...الاهتمام بهذا التراب المقدس حيث وضع قرب مزار احد أحفاد الأئمة عليهم السلام ، وللمكانة الاعتبارية لهذا التراب الذي أقترن بالإمام الحسين عليه السلام سُمي المكان الذي وضع فيه التراب باسم (الصفوة ) ، وعزم أهل شيراز أن لا يدخل هذا المكان أحد إلا بعد أن يخلع نعليه وأن يكون على طهارة إجلالا وإكبارا لتراب أرض كربلاء التي احتضنت جثمان سيد الشهداء ، كما جعلوا من هذا المكان (الصفوة ) مقبرة لموتاهم لاختلاط تراب تلك الأرض بتراب كربلاء المقدسة ، ولازال هذا المكان شاخصا ليومنا هذا .
بينما أنا أقرأ هذه القصة التي هزتني وأطلقت سراح دموع عيني ، وضاق صدري كما ضاق المكان بي رغم سعته أسفا علينا وعلى كل من استوطن كربلاء أو منْ قصدها دون أن يعي عظيم مكانتها وجليل رفعتها لاحتضانها جثمان إمام الشهادة وإمام القيم والمفاهيم السامية ، الأرض التي طالما تمنى الكثير أن يطلون عليها ولو بإطلالة السحابة .
هنا فُرض سؤال مضمونه : أين نحن عن جليل مقام الإمام عليه السلام ، وعن الرسالة السماوية والقيم والمبادئ التي ضحى الإمام لأجلها واسترخص الغالي والنفيس لبقائها ، وأين نحن عن بقعة في شيراز سميت بالصفوة بمجرد أن لامس ترابها بعض من تراب كربلاء .......!!!؟ .
وكيف هو فهمنا لمحل الحرم الحسيني الشريف ، البقعة التي تشرفت باحتضان جثمان سيد الشهداء وجثامين أهل بيته وأصحابه ، وللدوحة التي تناثر عليها اطهر الدماء وأزهقت أزكى الأنفس قياسا بالصفوة ، وأين عظيم هذا من ذاك؟.
نعم ........ أين تلك الدموع الدافئة التي سالت أسفا وحسرة على ما فرطنا في جنب الله ......وأين ضربنا لطما على الصدور لإخراج كل غل وحقد دفين تربع فينا .... وأين تلك السلاسل التي تُحتم علينا كسر قيود العبودية والرق للشيطان والنفس والهوى والدنيا التي تزينت لنا بألوان شتى ...... وأين تلك الأقدام التي شققتها الحصى والرمال وهي تسعى لرضا الله وجنة الخلد ومودة الحسين والسير بركبه ؟!.
وأين نحن عن تلك المعاني الجليلة والفيض الروحي والمد الغيبي الذي أفاض به الحرم الحسيني على كل كربلاء وعلى من قصدها ومن استوطنها ، مما يحتم أن نسأل مستفهمين أين نحن عن صفوة الأنفس والألسن والسلوك والأداء ، وأين نحن عن الحب والتفاني والطاعة والالتزام لأمر الله تعالى ، الذي ضحى الإمام عليه السلام لأجله فعُظِم لعظيم اجتهاده وجهاده لعظيم رسالة السماء .؟
أنها أسألت فرضت نفسها عليَّ وانأ أستمع لتلك القصة ، لأشاطر بها ممن يقرأ خطابي هذا للإجابة عليه .
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً