علاء السلامي
تجري استعدادات على قدم وساق في العراق لاستقبال حدث عربي مهم إلا وهو القمة العربية في آذار مارس 2012 ، ولا يختلف اثنان على أهمية هذا الحدث في بغداد خاصة مع انسحاب أخر جندي أمريكي نهاية الشهر الجاري ضمن الاتفاقية الأمنية الموقعة مع الولايات المتحدة الأمريكية ، على ان هذا القمة ولأجل إبرازها بالمستوى الذي يعكس للساسة العرب وجه بغداد الجديد أعدت لها خطة إستراتيجية من قبل الحكومة العراقية التي خصصت ملايين الدولارات لتهيئة خمسة فنادق رئيسية في العاصمة وهي الرشيد والميرديان والشيراتون وفندق بابل بالإضافة إلى فندق بغداد في منطقة السعدون وتطوير صالات مطار بغداد وشوارعه فضلا عن عزمها بناء 20 قصرا لإقامة الرؤساء والملوك العرب على ان عمليات التطوير والتأهيل أحيلت الى شركات عالمية وليست محلية لسرعة الانجاز ودقة العمل .
لايمكن لوم الحكومة على ما خططته لاستقبال هذا الحدث العربي خصوصا انه يتزامن مع انسحاب القوات الأمريكية واثبات نجاح التجربة العراقية في ظل اليقظة العربية لعدد من الدول ، ولكن نتساءل ربما بدهشة ماهي استعداداتها لحدث عالمي ابرز واشمل وأسمى يملك من الأبعاد الفكرية والثقافية والسياسية ما تعجز عن كتابته أقلام امهر الكتبة والمثقفين ألا وهو زيارة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء ، المدينة التي تعد بحق قبلة لملايين الزوار الوافدين من أقصى مدن العراق والعالم لزيارة العتبات المقدسة ، نقول هل وضعت الخطط الإستراتيجية لاستقبال هذا الحدث المهم وهل رصدت أموال ضخمة لهذه البقعة التي تهوى إليها الأفئدة من كل حدب وصوب ، هل فتحت شوارع ضخمة لاستيعاب الزوار هل رتبت الطرق الداخلية لمسير دخول الزوار وخروجها هل وضعت لجان حكومية لترتيب وقوف المواكب الحسينية ، هل خصصت فنادق ضخمة لاستيعاب الزوار العرب والأجانب ، هل وضعت اليافطات المرورية المعنونة للطرق والقطوعات التي يبقى بدونها الزائر حائرا لايعلم أي الطرق الصحيحة إلى مدينته يسلك في ظل الزحامات التي تشهدها المدينة وملايين البشر التي تفد وتخرج ، هل شرع بإقامة ساحات واسعة في المدينة لوقوف المركبات ، هل وضعت خطط امنية تسهل مرور الزائرين لاتبنى على قطع اغلب الطرق المؤدية الى المدينة ، هل دربت قوات على كيفية حماية المدن خلال الزيارات المليونية منعا لحدوث عمليات إرهابية يذهب ضحيتها أبرياء جل غايتهم الوصول إلى مرقد الإمام الحسين عليه السلام لإحياء زيارة الأربعين، هل وهل وهل الخ من الهلات المرافقة لأهات وحسرات جميع المهتمين بتطوير كربلاء بما يوازي أهميتها عالميا ، وبالتالي لم تكن غايتي المقارنة بين هذا الحدث وذاك لانه لاسبيل الى المقارنة ولكن(والله من وراء القصد)..