- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
مليون قطعة كونكريتية تشارك في شعبانيه كربلاء
إن العمليات الاحصائية تقوم على مبادئ واسس ومن أول وأهم المبادئ والاسس في الاحصاء هو حصر الفئة أو النوع الذي يتم إحصاءه ، مثلا تحدد الجهات المختصة بالإحصاء لجنة ذات تخصص لعمل إحصاء حول النباتات او المعادن أو عملية إحصاء سكاني أو عمليات بحثية علمية كل حسب تخصصه ، أما أن يكون هناك إحصاء ونتائج معلنة عن مواد بناء وعجلات و بشر وحشر وشجر في وقت واحد ونتيجة واحدة ‘ فهذا ليس معقول بل وأكثر من ذلك لا يمكن ان يصدقه انسان حتى على سبيل المزحة ، ولكن هذا ما حدث في كربلاء المقدسة في زيارة النصف من شعبان الموافقة لشهر تموز 2011 ميلادي حين أعلنت الحكومة المحلية تصريح مزدوج لشخصيتين ذات مركز مهم في الحكومة الحالية بان تعداد الزوار الداخلين الى كربلاء المقدسة ثمانية ملايين والتصريح الاخر ستة ملايين فتم الاتصال بالجهات الممكن اعتماد ارقام الزوار منها فأعلنت أربعة ملايين وحتى الرقم أربعة ملايين الذي اعلنته العتبات المقدسة والمعنية بالزيارة هو أكبر من الواقع على اقل تقدير بمليون شخص ، فكان الاستغراب لهذه الارقام وفي نفس الوقت لا يمكن التقليل من تصريحات الساسة العراقيين في قيادة عمليات الفرات والحكومة المحلية ، فلكل ذلك بدأ التدقيق والتحميص ، فكان التعداد العام للزيارة الشعبانية التي أعلن عنها من قبل الجهات الرسمية كالتالي ‘ اربعة ملايين زائر من الخارج والداخل و أربعة ملايين اخرى ما بين قطع كونكريتية لغلق الشوارع ولمسافة تبعد أكثر من أربعة عشر كيلو متر من مركز المدينة و قوات عسكرية عملها ضرب واهانة الزوار واهل المدينة والقاء القبض على اربعين مشتبه به ارهابي والتأكد من الامر الاخير واجب ، فكان المجموع ثمانية ملايين ! ولكن ثمانية ماذا (( ثمانية ملايين مخلط يا لوز )) !!! من المؤمل بل من المؤكد ضمن (ظروف الخربطة العراقية) هذه الطريقة الاحصائية المبتكرة ستحصل عليه قيادة عمليات الفرات الاوسط والحكومة المحلية على براءة اختراع في علم الاحصاء .
لأن الاجراءات الاحصائية وعمليات الاستقصاء وتنوع المادة و المساحة الجغرافية التي تم العمل عليها والطرق الميسمية التي تم اغلاقها وعمليات الخنق المبرمج لسكان كربلاء وقطع الهواء والماء والكهرباء والطريقة العلمية والادبية والاخلاقية الفذة التي طبقتها وتعاملت بها قوات الامن من الجيش والشرطة على الزوار والسكان لكل هذا تستحق جائزة نوبل للعلوم الانسانية ولو تم نيل هذه الجائزة ستنال مدينة كربلاء المقدسة بفضل هذه الشواخص النابتة على قلوب المواطنين على درجة في السلم النازل للحضارة البشرية .
جمال الدين محمد علي ......كربلاء المقدسة