- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
قصيدة ((زنزانتي ميدان لؤلؤتي)).. صرخة الشاعرة البحرينية آيات القرمزي من قعر السجون
إنها آخر قصيدة كتبتها في السجن الشاعرة البحرينية المعتقلة ، التي حكمت عليها المحكمة العسكرية في البحرين ، بالسجن لمدة عام، بسبب مشاركتها في دعم التظاهرات السلمية لشعب البحرين والقائها قصيدة في دوار اللؤلؤة قبل اكثر من 3 اشهر، اانتقدت فيها نظام الحكم
أيات ، الطالبة الجامعية ذات العشرين عاما، مثقفة وشاعرة رسالية كانت في مقدمة زينبيات البحرين اللواتي نزلن كالموج الهادر الى الشارع مع اخوانهم وابائهم واقاربهن من رجال البحرين الابطال، مطالبة بالحقوق والتغيير ورفع الجور والظلم الخليفي عن الغالبية من الشعب الذي ثار من اجل تحقيق مطالبه ونيل حريته في تقرير مصيره وشكل ونوع نظامه الحاكم الذي يرتضيه.
تعرضت أيات الى التعذيب الشديد في السجن، بما في ذلك الصعق بالكهرباء، فضلا عن التهديد بالاغتصاب إن لم تقم بالاعتذار العلني لطاغية آل خليفة ونظامه المجرم. وكل الادلة والمعلومات تؤكد تعرض هذه الرسالية الممتحنة، اانعذيب الذي بدا واضحا على وجهها وملامح جسدها النحيل عندما قدمت للمحاكم، فضلا عن تأكيد ذلك من رفيقات أيات في السجن ممن خرج بعضهن، فضلا عن مصادر حقوقية موثوقة مثل الاستاذ نبيل رجب رئيس مركز البحرين لحقوق الانسان، ومنظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، وتقارير الصحافة العالمية لاسيما البريطانية والامريكية.
أيات المتوقدة الذكاء كانت قد استعدت من قبل للوقت الذي يذيع فيه تلفزيون العار مايسمى باعتذارها للحاكم الطاغوت وهي مكرهة، استعدت بقصيدة رائعة بعنوان (زنزانتي ميدان لؤلؤتي) لتقول إني صامدة ولازلت على عهد الثورة.. عذبوني حتى بصعقات الكهرباء والدبابيس ، وهددوني بالاغتصاب!، فاعتذرت وأنا تحت الإكراه..
قصيدة حفظتها عن ظهر قلب إحدى السجينات التي كانت مع شاعرة الثورة آيات .
((زنزانتي ميدان لؤلؤتي))
بسمِ الإلهِ مخافتي ورجائي وبمحمدٍ والعترةِ النجباءِ
وإليك ياربي خضعتُ تضرعاً لتعينني في رحلةِ اللأواءِ
لا..لستُ أكتب بالدموعِ رسالتي دمعي يثيرُ شماتةَ الأعداءِ
لاتسألوا عن وقتِ نظمِ قصيدتي فالشمسُ حلمٌ والصباحُ مسائي
يا يوسفُ الصدّيق فسّر محنتي ألمُ السياطِ وصعقةُ الاعضاءِ
اُنثى..ورعبُ..والعذابُ..ووحدتي زنزانتي كالجبِ بالظلماءِ
ياليتني مصلوبةٌ،منسيةٌ والطيرُ تأكلني، لعُظمِ بلائي
أنا لستُ يائسةٌ،فروحي حرةٌ لكنّ جسمي لايطيقُ عنائي
ياليتني مسبيةٌ مع زينبٍ فتعينني لو جاءني أعدائي
أنا لستُ مريم فالملاكُ يزورها (ياليتني...) قالت.. بلا استحياءِ
وهتفتُ: يارباهُ.. من فُرطِ الأسى أولستَ تسمعُ صرختي ودعائي
فكأنما الملكوتُ أرسلَ نفحةً بتوسلي ،، بروائعِ الأسماءِ
أبصرتُ في قلبي سماءَ طهارةِ العذراءِ ، والزهراءِ ، والحوراءِ
فاستيقظت روحي وكلُ جوانحي وجوارحي انتفضت على أرزائي
وتهجدت شفتايَ بالآياتِ وابتهجت بشعرِ الثورةِ الغنّاء
أ نا لستُ راكعةً لمخلوقٍ.. بلى للهِ..للشعبِ العظيمِ ولائي
إن أكرهوني باعتذارٍ حسبهم اللهُ يعلمُ نيتي وبلائي
والشعبُ ثارَ ولن يُصدّقَ مكرَهم ألله أكبرُ ... ثورةٌ بسمائي
زنزانتي ميدانُ لؤلؤتي أنا .. أفديكِ يا حريتي بدمائي
أقرأ ايضاً
- المسرحيات التي تؤدى في وطننا العربي
- وللبزاز مغزله في نسج حرير القوافي البارقات
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته