- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
فلونزا الاسلاموفوبيا وباء يهتك حرمة الإسلام
الاسلاموفوبيا التي تولدت بتنامي المشاعر السلبية ضد الإسلام والمسلمين في المجتمعات الغربية وشكلت أسسا لانطلاق سلوكيات غربية مجحفة بحقوق الأطراف المسلمة، فبدأ ينظر المصابون بالإسلاموفوبيا إلى المسلمين على أنهم مجموعة واحدة تؤمن بتشدد مفهوم وسياسة العنف الذي تتبعه الجمعات الإرهابية، المنخرطين في حركة سياسية عالمية تفرض رؤيتها على الآخرين في حرب حضارية دامية لا تتوقف.
ونتيجة لتصاعد الاسلاموفوبيا خلال السنوات الأخيرة في المجتمعات الغربية انعكست بعض التغيرات المجتمعية الكبرى التي لحقت بتلك المجتمعات خلال العقود الأخيرة، مما نشطت ظاهرة الإساءة للإسلام وتجاوزت هذه الإساءة فاتسعت مداياتها أبعد بدأت تطرق على عظم الإسلام بمطرقة الثقافة الجنسية والرقص والأجواء الصاخبة التي يحرمها دين الإسلام..
اليوم في مدينة مورسيا باسبانيا لو مر أي مسلم أثناء النهار بالقرب من بناية تأسست هيكليتها الهندسية من الخارج على شبه من هيكلية المسجد النبوي الشريف لمالت إليه أحاسيسه، خصوصا أن قبته الخضراء واضحة ومأذنته المرتفعة، وحالما تقترب أكثر تقرأ إن اسمه \"مكة\" وممتد بالخط العريض على واجهته الأمامية البادية بطرازها الهندسي الإسلامي.
أما المار بقربه ليلا فلن يتردد ثانية واحدة ليدرك بأن ما يراه ليس سوى ملهى ليلي افتتحوه في بلدة \"أغيلاس\" البعيدة بمسافة 105 كيلومترات عن مدينة \"مورسيا\" الساحلية، فلا يثير شيء سوى احتجاج إسلامي محلي خجول سرعان ما يخمد صداه ويصبح كأنه لم يكن.
و\"مرقص مكة\" الذي يثير حفيظة المسلم ويعمل على استفزازهِ ويهدم فيه قدرته في المرافعة عن حرمة الإسلام وسط مجتمعاتهم، يذكرنا بآل سعود وهم يدمرون الأماكن المقدسة في مكة المكرمة في عامي 1904 و 1925، وأزالوا المعالم والآثار المقدسة عن بكرة أبيها كمشهد قبة الوحي ومكان مولد النبي (صلى الله عليه وأله وسلم)، والتربة التي وقع عليها ساعة الولادة. ودار الخيرزان التي كان النبي (صلى الله عليه وأله وسلم) يعبد الله فيها سراً وكذلك قبر أبي طالب وقبر السيدة خديجة وقبر آمنة بنت وهب وقبر عبد المطلب ومناف جدي الرسول الأكرم، وغيرها.
واليوم يجدر على علماء الأمة الإسلامية أن يتصدوا لمثل هذه الأعمال التي تسيء الى حرمة الإسلام وتثير حفيظة المسلمين، ولا يتوقف الأمر على التصدي وإصدار البيانات التي تشرح فيه أهمية مكة للمسلمين وقداستها عند الإسلام، بل يجب أن تكون هنالك احتجاجات ومواقف توضح للغرب بأهمية الشعور بأحاسيس عامة المسلمين..
ان ما يقترفَهُ الغرب من إساءات بحق الإسلام كل يوم يدعو علماء الإسلام وخطبائه وكتابه وإعلامه أن يشمّروا عن سواعدهم فعلا ويرتدوا بذلة المحماة لا ليدافعوا عن الإسلام لأنه دين سماوي بل ليذودوا عن هتكِ حرماتهِ، علما إن وسائل الإعلام الأسبانية هي الوحيدة التي نشرت تحقيقات صُحفية بخصوص عمارة هذا المرقص الليلي ومعظمها في مقاطعة مورسيا حيث يقيم فيها أكثر من 120 ألف مهاجر عربي مسلم معظمهم من المغاربة..
أما المشكلة ليست هي فقط في اسم المرقص فهناك هيئاتٍ وجهاتٍ ونوادٍ كثيرة تحمل اسم مكة ومعروفة أيضا في اسبانيا وغيرها لم تسبب أي احتجاج جدي تقريبا، بل المشكلة في هذا المرقص هي في تصميمه الهندسي، حيث لا شيء فيه يختلف عن أي مسجد من الخارج. أما من الداخل ففيه أعمدة وأروقة وقباب وديكورات شبيهة بكل ما في أي مسجد إسلامي..
أقرأ ايضاً
- مكانة المرأة في التشريع الإسلامي (إرث المرأة أنموذجاً)
- أضواء على التدوين والكتابة قبل الإسلام
- المسجدُ ودوره في الإسلام