الطبيب أو تاجر الإنسانية أصبح اليوم تاجر المادة (النقود)، وهذا ما بات يعانيه الكثير من المرضى، فمن يقصد عيادات الأطباء سيجد إن صالات العيادات الطبية مزدحمة، دون توفر أية عوامل لراحة المرضى ومن بصحبتهم، ففي الصيف لا تجد أية أجهزة للتبريد سوى بعض المراوح اليدوية التي يجلبها عادة المرضى لأنهم تعودوا على هذه الظروف، هذا وأحيانا لا تستطيع الجلوس في تلك الصالات لازدحام المراجعين والمرضى أو لقلة الأثاث..
وبعد مرور ساعات الانتظار في حال دخولك الى غرفة الطبيب تاجر المادة تهجس برودة المكان مما يشعرك أن كنت مريض بحاجة الى التبول أو تصاحبك القشعريرة لأنك تحولت من حال الى حال هذا إن لم تزكم أو تبادرك برودة المكان بهوس الغضب لتعسف تجار المادة وإهمالهم لحقوق المرضى الذين قصدوهم ظنا منهم بالعلاج!!
وبين لحظات العلاج ومحادثة الطبيب عن مدى وشدة الوجع وإذا بك تسأل الطبيب كم تشاء من النقود فأن كنت من غير الميسورين فلك ربُّ العالمين، حيث تناشد يا طبيب لماذا هذا المبلغ؟ دون أي جواب..! وإن كنت من الميسورين وكانت لديك الجرأة لتسأل ذاك الطبيب لماذا هذا الإهمال بحق المرضى، ولماذا يدخل عليك كل أربعة أو خمسة من المرضى مع من معهم؟ والطامة الكبرى إن كانت تلك عيادات طبية للنساء حيث غادرت تلك العيادات حرمة المريضة التي يتم الكشف عليها بحضور مرضى آخرين وهكذا..
أما الطبيبة إن كانت مريضتها في حالة ولادة تنصحا في الحال الولوج الى المستشفى الأهالي الذي تجري فيه عدة عمليات ولكلا الجنسين النساء والرجال وأحيانا حتى الأطفال بصالة عملية واحدة وجمهرة كل كادر طبي على مريضه فمن علِم بهذا الشيء خشي على حرمة مريضهُ ومن لم يعلم فليعلم ذلك، واخص الحديث عن مستشفيات كربلاء الأهلية، أو تقول لك تلك الطبيبة أنها مجازة اليوم ولا تستطيع الذهاب الى المستشفى الحكومي الذي توفرت به اليوم الأجهزة وغرف الراحة التي تفتقر إليها المستشفيات الأهلية، فضلا عن توفر الأمن وقلة تكاليف إجراء العملية التي باتت هي معضلة الأطباء اليوم بالرغم من الرواتب الكبيرة التي خصصتها لهم وزارة الصحة إلا أن الجشع أستثمرهم واستملكهم؛ بل عبدوه..
وثمة مناشدة الى نقابة الأطباء هل استطاعت ان تقوم بالتحري عن أطباءها لكثرة عقاراتهم وأموالهم التي استنزفت كاهل المرضى، للأسف سنجد إن نقابة الأطباء هم أنفسهم مَن ساهم وشارك الأطباء بامتصاص دماء المرضى وابتزازهم في الذهاب الى المستشفيات الأهلية وهتكِ حرمهم..
أقرأ ايضاً
- الآن وقد وقفنا على حدود الوطن !!
- الآثار المترتبة على العنف الاسري
- الضرائب على العقارات ستزيد الركود وتبق الخلل في الاقتصاد