كنت اسمع كثيرا وأتلقى الشكوى من قبل المواطنين كصحفي ينقل هموم الناس عبر المذياع ولكني لم أكن أتصور يوما إني سأصطدم بواقع الطب في محافظتي العزيزة كالليلة المرعبة التي عشتها قبل أيام ، وأنا أرافق احد أقاربي الذي غابت زوجته عن الوعي نتيجة مرض وقى الله الجميع منه ومن غيره من الأمراض حتى لا يكونوا تحت رحمة بعض الأطباء والكوادر الصحية خلال الليل الذي أنسانا جميعا حالة مريضتنا ونحن ندور برؤوسنا ماذا نفعل سوى الشكوى إلى البارئ عز وجل أن يغير واقع هذه الأمة ،( إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) ، والتأسف على ماوصلنا اليه من معاملة مع أرقى شرائح المجتمع وهم الأطباء الذين من المفروض أن يتحلوا بأجمل الأخلاق والطبائع الإنسانية كون عملهم إنسانيا بحتا ولكن يبدو أن البعض منهم لا يعي خطورة مهنته التي هي على تماس مباشر بحياة الناس ، فكل شيء تغير في الهيكل والمظهر الخارجي لمستشفياتنا مما يثلج قلوب المرضى وهم يدخلون إليها ويخفف من معاناتهم وحالتهم النفسية التي تتشنج بعد أن يتخطوا العتبة الأولى منها ليلقى اللامبالاة والاستهتار بحياة عشرات المرضى وربما المئات ، الذين يلقون بعض الصدور التي تستوعبهم وتقدم لهم ما يستطيعون أن يقدموه لهم من خدمات ولكن دون جدوى لأعداد المرضى الكبير مقارنة بأعداد هؤلاء .
إن الواقع الطبي في بلادنا ولأهميته الكبيرة بحاجة إلى تشكيل هيئة اجتثاث مستعجلة من قبل وزارة الصحة لتنقيته من بعض الأطباء والممرضين الذي يبدو أن الطموحات المادية البحتة كانت السبب الرئيس وراء وصولهم إلى هذه المهن الإنسانية أو غيرها من الأسباب ،وكذلك تحفيز الكوادر المخلصة من خلال مشاركتها في دورات داخلية وخارجية وترقيتها في التدرج الوظيفي كي يكونوا قدوة لزملائهم الجدد ، أضف إلى ذلك شيئا مهما واعتقد انه طبق خلال الحكومة الحالية ونرجو تكراره في الحكومة القادمة في أن تبتعد وزارة الصحة والوزارات الخدمية الأخرى عن كل الصفقات السياسية ، كون صحة المواطن هي التاج والأساس وإذا تراجعت فكيف سنجد خلال السنوات القادمة مواطنين ينتخبون!!! ...
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً