- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الالعاب السياسية وتسيدها في العراق الجديد
افرزت الساحة السياسية العراقية مهارات و قدرات بطولية في آللف والدوران وبتحكيم مشبوه واصبح اللعب السياسي بأسم الديمقراطية لا يختلف كثيرا عن الالعاب القرقوزية بتصرفاتهم الغير مسؤولة . وبأسم الحرية يعتقد الكثير انهم مخولون بانتهاك اصول اللعب والتلاعب بالثوابت على حساب الشعب العراقي وتاريخه الطويل . فنرى الكذب والغش والتسقيط والمراوغة هي الوسيلة المطلقة للوصول الى البطولة , وتشجيعا لهذه الالعاب المبتكرة فتحت الفضائيات والاعلام الخاص والمرتزقة سجلاتها لتشيد بهم و بألعابهم القذرة باسلوب مدروس وبلا حياء.
هذه الالعاب السياسية المبتكرة حقيقة تستحق تحويلها الى العاب الكترونية لكل انانيّ العالم والمعاقين سياسيا. وبما ان الساحة العراقية اصبحت مسرحا لمن يجيد فن الدجل والتلاعب بالالفاظ اصبح اللاعب يعرض العابه على هواه مستندا على التبرير والتسقيط والكذب المصفط لغسل العقول بمسميات لا تختلف كثيرا عن اللعبة نفسها , كأن تكون مثلا بأسم القومية أو الوطنية أوالمحيط العربي أوالطائفية وغيرها. وبما ان الالعاب كثيرة و متنوعه كل حسب لاعبها وعرقها ولونها وطيفها .وكونها لاتحمل مقياسا محددا لتصنيفها لانها خارج قوانين اللعب , الامر الذي اوقعني فى حيرة الأختار لتصنيفها و الوقوف عند معرفة اسمائها ومبادئها واهدافها ولماذا يزاولها قادتنا السياسين , ولذا سنختار بعض منها لخطورتها على المناخ السياسي العام والخاص معا . نذكر منها :
اولا : سباق المارثون السياسي العراقي :
تقوم اغلب الدول الأجنبية مسابقة ماراثونية برعاية شركة او عدة شركات متحدة , بتحديد يوم من كل سنة لقطع مسافات طويلة
يشارك بها جميع من يرغب والفائز هو من يستمر إلى نهاية الماراثون الطويل جداً ويتحمل تبعاته الى اخر المشوار والفائز يتوج بالجوائز المادية والمعنوية ناهيك عن الكسب الصحي ضمنيا . وبما اننا العرب نعتبر نكرة في قاموس الاولمبيات بادر الساسة العراقيين ان يدخلوه من باب المارثون السياسي الايراني السعودي و هو من ابخس الابواب ضاربين مصلحة الشعب عرض الحائط وحائزين على الرقم القياسي في النسيان ومتجاوزين على اصول اللعبة المتضمن تحديد يوم وزمن وهدف معين لها . الا ان منطلق مارثون ساستنا غير محدد المعالم لانه مستمرا على طول الخط وتزداد حدته بعد نتائج الانتخابات بشراهة لا توصف وبصلافة سياسية غير مسبوقه للتلاعب بمصير 30 مليون عراقيا .
علما ان سباق الماراثون استمد اسمه من مدينه يونانية تدعى ماراثون . وهو يخلد ذكرى شخص اسمه فيديبيدس جرى مسافة قدرها 40 كيلومتر من ماراثون إلى أثينا ليخبر أهلها أنهم انتصروا على الفرس و بعد أن أخبرهم بالموضوع مات من التعب و الإرهاق. وقد سمي سباق الماراثون بهذا الإسم تيمنا بهذا العسكري الذي قطع كل هذه المسافة من أجل أن يخبرهم أنهم انتصروا على الفرس.
اما ساستنا اليوم فمهمتهم هي بالضبط عكس مهمة فيديبيس فهرولتهم هدفها أخبار دول الجوار( بأنهم انتصروا على العراق) و لهم الحق بالتدخل في شؤونه كما يحلو لهم وبتأيد كامل من قبلهم ويعلنوا على الملئ بأن ايران والسعودية هما المنتصرتان على ارادة الشعب العراقي وبمباركة من جميع افراد المارثون ليحصدوا الجوائز ويخسروا التأيد الشعبي العراقي . وعلية حقق المارثون السياسي العراقي هدفه بأن العراق هو الخاسر ودول الجوار هم الفائزون ومن حق الفائز ان يلعب مايشاء !
ثانيا : العب لو اخرب الملعب !
وهذا دليل واضح على بؤس وافلاس العقلية السياسية العراقية وعدم فهمهم للديمقراطية . فبعض الاطراف السياسية المشاركة تدعي انها اللاعب الرئيسي على الساحة , ومن حقها التحكم بكل صغيرة وكبيرة بالرغم من جهلها وعنجهيتها ومليشياتها وتبعيتها لاجندات خارجية, وتتوقع انها الممثل الشرعي لارادة الشعب , وبيدها عصى موسى في حل كل مشاكل العراق , وعندما تحصر في زاوية ضيقة نتيجة افعالها نراها تكشر عن انيابها وتظهر على حقيقتها فتكون افعالها المتوقعة المنافية لاصول اللعبة السياسية و تبدء تهدد وتتوعد بتخريب الملعب فتقوم بالمقاطعة او الانسحاب والتصعيد والتسقيط ومن ثم تبدء عملية الابتزار بتقديمها قائمة من الطلبات التي ما انزل الله بها من سلطان لتحقيق مأربها متجاوزة على القانون والثوابت. وبما ان اللعبة هذه اثمرت وبنجاح من قبل البعض اخذ يكررها كل من يجد نفسة في هذه الزاوية . وبالنتيجة خرب الملعب فعلا لكثرة اللعب الغير قانوني من قبل اللاعبين المزيفين فيه .
ثالثا : لعبة صراع الديكة !
وهي اللعبة الاكثر اثارة والاكثر همجية والاسوء نتيجة لان ضحيتها لا تعرف القريب ولا الغريب وضرباتها عشوائية وغير انسانية وللاسف الشديد يمارسها من هم محسوبين على العملية السياسية و رموزها وبالرغم من ان اللعبة الاصلية تتطلب صراع اصحاب الشأن فيما بينهم الا اننا نرى اصحاب الشأن في اللعبة العراقية السياسية الجديدة يختارون الابرياء ومن لهم علاقة بالخصم وبصورة عشوائية وهذه اللعبة السياسية يمارسها من لهم خلفيات سياسية دكتاتورية شيفونية لا تمت للديمقراطية بصلة ولايهمها من العراق وشعبه شيئا سوى كراسي السلطة وكسب المال . وبهذه اللعبة للاسف الشديد حقق البعض اهدافه وجعلوا من العراق ساحة لتصفية الحسابات وبها اصبح العراق خربا وتيتمت الاطفال وترملت النساء وتشردت العوائل .
رابعا : لعبة الثعلب فات !
لعبة على مسمى فعلا ! فأغلب سياستنا هم ثعالب العصر الجديد بتفكيرهم وخططهم ومكرهم فنراهم يوما ينددون بسين من السياسيين والدول المصدرة للارهاب وبين ليلة وضحاها نراهم اصحاب واحباب ولا يوجد بينهم اي خلافات اصلا وبعد انتهاء المهمة يبدء اللف والدوران من جديد للبحث عن بلد او مكون او شخص اخر ليرموا الكرة في ملعبة وعلى هذه الحالة لا تاخذ منهم لا حق ولا باطل لتقلبهم وتلونهم حسب مصالحهم وهدافهم واجنداتهم الامر الذي اصبحنا لا نعرف عدونا من صديقنا ولا صدقهم من كذبهم . وبهذه اللعبة لازلنا نلف ونلف والساتر الله
خامسا : لعبة الورق !
وهذه اللعبة المفضلة والرئجة لدى الاغلبية وجوكرها الحرب الطائفية التى يلوح بها كل من يخسر اوراقه وعجبي وعتبي على كل من يمارسها لانها لا تخدم لا اللاعب و لا الصالح العام وبدلا من تهدئة الامور والابتعاد عن هذا المنطق الرخيص الا اننا نجدهم يجيدونها فعلا وقولا وبكل ثقة لان اسيادهم قالوها سابقا بأنهم سيعطون العراق ارضا بدون شعبا فمبروك لهم مهارتهم بهذه اللعبة وتميزهم بها والتاريخ خير شاهد على ذلك .
ناهيك عن الاساليب التي تبرر العابهم هذه كالتسقيط والتهريج وخالف تعرف لابعاد الشارع العراقي عن جرائمهم الفعلية . فكلنا سمع عن الانتخابات الفرعية التي بررها البعض بروح الديمقراطية و التسقيط بورقة السجون السرية التي يراد بها القشة التي تقسم ظهر الجمل فقنابلهم الاعلامية هذه وجدت لها اذانا صاغية من قبل الاعلام مدفوع الثمن فأصوات الشرقية والبغدادية الهسترية نسمعها ونشاهدها في كيفية تطاولهم على رأس الحكومة والمنتخب جماهريا وكأنهم ومن يعمل معهم هم الملائكة التى تمشي على الارض وغيرهم شياطين العصر وحبهم للعراق والديمقراطية ليس له مثيل وأتهامهم لكل من لا يروق لهم بالدكتاتورية هو سر استمرارهم .علما لو ان شخصا ما من هؤلاء المطبلين ذكر اسم مؤسس الفضائية بالعمالة والدكتاتورية ماذا سيفعلون به ! فهل ياترى سيفتحون فضاء قنواتهم له أو هل سيستقبلونه بالاحضان !!! اشك في ذلك ! . ولكن احب ان اذكرهم بأن كل ما يفعلونه سيعطيهم نتائج عكسية كما حصل بالانتخابات واعمالهم هذه شاءوا ام ابوا أثبتت لهم ان من يصفوه بالدكتاتورية ثبت عكس ادعائهم بطروحاتهم اياها . فأتقوا الله في الشعب العراقي وبالعمل الاعلامي فدوام الحال من المحال فالزيدي لا زال طليقا شاهدا على مراوغاتكم واعداء الشعب ياشرقية اسقطهم التاريخ من سطوره .
ولولا الارهاب المصدر لنا والتفجيرات مدفوعة الاجر لما استمرت معمعتكم هذه وهذا يعني ان برامجكم لها اليد الطولى بتخريب العراق. وعلية ستبقى لعبة الورق واستخدام جوكر الطائفية ورقة مربحة ومستمرة لكل من يريد ان يهد العراق و ديمقراطيته .
سادسا : لعبة جر الحبل !
وهي اللعبة التى لا تغتفر لهم وبها جروا الشعب العراقي الى اسوء حالات البؤس واصبح من افقر شعوب العالم في كل الميادين متناسين ان الشعب العراقي امانة في اعناقهم ويجب الانتباة له بتوفير سبل العيش الكريم لكل ابناء العراق . فبعد ان كان العراقي معتزا ببلده وكرامتة (قبل عام 1970 ) اصبح اليوم يخجل من كونه عراقيا ويبحث عن الطرق والوسائل التى يهرب بها من العراق وبهذا يكون العراق من اكبر بلدان العالم الطارد لاهله وناسة وبفضل لعبة جر الحبل التى يزاولونها فعندما يحتاجون الشعب في مهمة ما ترخى حبالهم وتصرف الاموال بدون حساب او تنظيم وتكثر الوعود بالانجازات المرتقبة وعندما تنتفى الحاجة نرى العكس فتتبخر الوعود وتشح الاموال وهكذا دواليك .
فبعد ان كان في العراق كل شيء محللا الا الدم نراى اليوم كل شئ محرما الا الدم . وبعد ان كانت الوحدة تحتضن الجميع اصبحت التفرقة و العداوة تحصد الجميع . بعد ان كان الدين لله والوطن للجميع اصبح اليوم الدين للساسة مستغلينه اسوء استغلال والوطن ينهب من قبل المسؤولين . بعد ان كانت بغداد ملاذا للعلماء والادباء والفنانين اصبحت اليوم مرتعا للقاعدة والمليشيات والتصفيحات الشخصية . بعد ان كان العراق مصدر رزق لكل من العرب والاجانب اصبحت اليوم اغلب دول العالم بغض النظر عن فقرها او غناها ملاجئ للعراقيين الباحثين عن الامن والاستقرار والعمل .
بعد ان كان العراق رائدا في التطور العلمي والادبي في محيط النكرات اصبح اليوم نكرة في محيط التقنيات المتطورة ! هل سمعتم مثلا قبل عام 1990 بدبي غير انها بلد صحراوي يفتقر لابسط وسائل الحياة , الا انها اليوم نيويورك العرب وكل شئ فيها يعمل الكترونيا فالطوابير التى نراها في العراق والاضابير والروتين والرشاوى والخربطة بكل شي نراها معدومة في دبي . والدمار الذي يلف كل شبر في العراق نرى مقابلة في دبي اعلى برج في العالم واكبر واجمل وارقى الفنادق والدوائر الحكومية والمؤسسات عالية التقنية .
وبعد ان كان شعب العراق من الشعوب المثقفة و نسبة الامية تكاد فيه شبه معدومة اصبح اليوم يحتوي على 6 مليون امي ليس فقط لانه لا يفقة في الكتابة والقراءة وانما لا يفقة بلغة العصر التقني والالكتروني بينما كانت البداوة هي الصفة الغالبة على ابناء دبي اما اليوم فهم يتكلمون كافة اللغات الاجنبية بطلاقة متناسين حتى اللغة العربية للاسف او يعتبرونها لاتمت للتقدم العلمي بصلة ناهيك عن اتقانهم فن الحديث واداب المائدة , بالمقابل نرى العراقي يفتح عينه على الكره والطائفية والحزن والبكاء والجهل والمعاناة والتهجير والتفجير.
هل سمعتم ياساسة ياكرام بوجود مدينة للطفل ومدينة للمعرفة ومدينة للاعلام ومدينة للانترنيت ومدينة للطب في دبي . أما في العراق ماذا نرى الكل يبحث عن مكان يختبأ به من التلوث البيئي . في دبي تعيش 167 جنسية من مختلف الاعراق والاصول والاديان تحت راية القانون الصارم، ونحن وبفضل القاعدة نحصد الارواح لكل من هب ودب ونحكم على المجرم والقاتل والمختلس بستة اشهر سجن فقط !
وهذا كله بفضل لعبة جر الحبل التى يمارسها علينا سياسيّ العراق .
واخيرا اصبحت لعبة لعبان النفس من اغلب افعال الساسة العراقيين هي اللعبة السائدة التى يجدها الشعب العراقي فتقيئ على كل افعالهم التى جعلت من العراق ارضا وفكرا صحراء قاحلة , وهذه جريمة بكل معنى الكلمة وسيأتي اليوم الذي نحاسبهم فيه على كل عمل وكل كلمة غير مسؤولة تفوهوا بها !
ولا تنسوا ان الشعب له قدرة ربانية فهو يمهل ولا يهمل مهما طال الزمن !
يقول شكسبير : الذئب ما كان ليكون ذئبا ما لم تكن الخراف خرافا !!!
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى
- الأطر القانونية لعمل الأجنبي في القانون العراقي