- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الطاعون البعثي أم إنفلونزا الخنازير
تبلورت اشكال من الرؤى والافكار لدى المواطن العراقي على مدى سنوات الديمقراطية المبعثرة الماضية، اتسمت تلك الافكار والرؤى
بالنضج والتقدم نحو ما يجب ان تقفز اليه استحقاقات المواطن العراقي تارة وبالتقهقر والنكوص تارة اخرى بحثا عن هوية طائفية او قومية (مفقودة)، وبين هذا وذاك يمتد شريط طويل من وجهات النظر والاراء، تكبر وتصغر، حسب مطامح النفس ونزعاتها لدى المواطن العراقي المضغوط بين رحى الانتماء من جهة وامنيات الغد الوردية من جهة اخرى..
المشكلة.. ان هذا يحصل ونحن على ابواب انتخابات برلمانية جديدة.. جديدة ومهمة للغاية... مهمة للغاية وخطرة، فهي بالاضافة الى ما تقدم من اختلاط كثير من المفاهيم لدى كثير من ابناء شعبنا تاتي هذه الانتخابات وقد عبأ البعثيون انفسهم لها، بنفوس ملؤها الحقد على العراقيين واموال تدفع على انها وقود يسكب على نار العراق المتأججة.. تلك الاموال والتي دفعت من قبل، وللبعثيين ايضا، ولكن لخوض غمار حروب خارجية وداخلية وبدوافع طائفية، احترق العراقيون بنارها طويلا.. بينما اصحاب تلك الاموال يدفعونها ( باعوادهم الطائفية الطويلة )، يدفعونها وقد وضعوا راحات اكفهم على انوفهم تكبرا واستهتارا..
عادت هذه الاموال من جديد ، وعادت معها بيادق الشطرنج، تحرك بالاصابع ذاتها مشحونة بحقد اسود وعقد النقص والتخلف، هذه البيادق عادت هي الاخرى بافكار شوفينية واحلام الهيمنة على شعب مازالت اثار اغلالهم على كتفيه وجروحهم غائرة في قلبه.... فهل يستطيع البعثيون ان يجعلوا العراقي ينسى كل ما صنعوه به وببلاده ، ماذا عساهم ان يقولوا للعراقيين حتى تتحقق نبوءات العرافات الخرفة ويتمكن هؤلاء من العودة الى الحكم في العراق... كيف سيكون شكل البرلمان القادم اذا استطاع هؤلاء من العودة الى بعض مقاعد البرلمان.. تلك المقاعد التي سوف تتكاثر سرطانيا عبر طرائق التكاثر البعثي الطفيلي، لقد شخص الشارع العراقي نوع تلك الاصطفافات البعثية وصار الحديث يوميا عن احتمال عودة البعث من خلال تلك الكيانات الى السلطة في العراق..
فهل يسمح العراقيون الشرفاء للبعثيين بالعودة من خلال اوراق بيضاء تكون برزخا بين اختيار الجنة والسؤدد او النار التي لا تبقي ولا تذر.. اننا نعجب من رجلين:- احدهما يحمل نفسه واهله لانتخاب الموت والجهل والتخلف واخر يجعل من جسده وفكره وسطا ومستنقعا لانتقال الوباء البعثي الخطير، هذا الوباء الذي صار يهدد الامة اكثر من انفلونزا الخنازير بملايين المرات، فهل يرقى البعثيون الى مستوى الخنازير ويكافحون بذات الهمة والمستوى.
أقرأ ايضاً
- الانتخابات الأمريكية البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الاعظم
- التكتيكات الإيرانيّة تُربِك منظومة الدفاعات الصهيو-أميركيّة
- الإجازات القرآنية ثقافة أم إلزام؟