يعتقد البعض أن هناك ضربا من التعارض بين الفن والحيات ، لأنهم يرون أن الجمال الفني ليس مجرد صدى للجمال الطبيعي ، وإنما هو عمل بشري ينطوي على قيمة صناعية .
وعلاقة الفن بالطبيعة من خلال المحاكاة ليست نقل الطبيعة كما هي بل الإتيان بأشكال مغايرة عن الأشكال الموجودة في الطبيعة .
وبالرغم من أن هناك ضربا من التشابه بين الفن والطبيعة ،من حيث أن كلا منهما يسعى إلى تحقيق شي حي ملائم . فضلا عن أن كلا منهما لا يصنع إلا لغاية معينه ، ومن هنا فان الفن ليس نسخا للطبيعة بل هو محاكاة تقوم على تبديل الواقع وتغيير الحياة ، بالرغم من ان الفنان قد يستلهم الواقع ويوظفه ويعود به إلى الحياة ، لكنه في النهاية عليه ان يأتي بما هو مغاير للواقع والطبيعة والحياة . والفنان عن طريق الادراك المباشر استطاع ان ينفذ الى باطن الحياة ، وان يسبر اغوار الواقع ، وان بزيح النقاب عن الحقيقة التي تكمن خلف ضروريات الحياة العملية ونفس الفنان لم يشهد لها العالم نظيرا من قبل( نفس ) ترى الاشياء جميعا في صفائها الاصلي ، وتدرك اشكال العالم المادي ولأوانه وأصواته ، كما تدرك ادق حركات الحيات الباطنية والفن الحقيقي حين ينظر الى اية ظاهرة فانه لايراها لنفسة بل يراها لنفسها ، وبعبارة اخرى ممكن القول بان الفنان لايدرك من اجل العمل ، بل هو يدرك لمجرد الادراك ، وهكذا لايمكن ان يكون ثمة فن ان لم يكن هناك ضرب من الانفصال عن الحيات ، وهذا الاستغراق والمشاهدة الصوفية يصبح الفن عندها عيانا فلسفيا وهي نظرة تلحق الفن بالفلسفة بدلا من ربطه بالحياة
أقرأ ايضاً
- عيد وطني؟ ام عيد الفنانين ؟!
- الفنون في بناء السجون
- فنطازيا الموازنة العامة للدولة .. في العراق الفنطازي