العراق والصورة التي ينبغي ان يكون عليها في المستقبل بعد سقوط النظام كلٌ كان يترقب تلك الصورة ، فذاك الشعب العراقي المظلوم الذي مازال ومنذ أمد طويل يعاني شتى ألوان الإبادة والقسوة والحيف والحرمان وفي شتى الأصعد ظل يعاني أشد المعاناة .
أن شعبنا العراقي الجريح والضعفاء من النساء والأطفال والشيوخ كلهم مبتلات يعيشون ومنذ عقود ولاسيما الأخيرة منها مأساة شديدة بلغت الأن ذروتها ، وهو أسير لعدة مشاكل تحيط به من كل جانب ، ففي الوقت الذي تحولت فيه ارض العراق الى ميادين حرب لايعرف مداها بكل هذه الاسلحه الفتاكة والأله العسكرية ذات القدرة التدميرية الهائلة في ارض وسماء مدن أهلة بالسكان المدنيين الذين من المفترض أن يعيشوا أمنين على ارواحهم وممتلكاتهم ، فهو يعاني ايضا مشاكل وازمات صحية واقتصادية واجتماعية وسياسية والتي تشكل بمجملها هي الاخرى حرباً ضد هذا الشعب المظلوم ولايحصد نتائج هذه الحرب المرة المختلفة مسمياتها سوى شعبنا المغلوب على امره الذي قاسى ويعاني الالام والمحن المتواصلة في دمائه وثرواته .
شعب كان مصيره معلق على مزاج دكتاتور اقل مايقال فيه انه مهووس بالتجبر والتعاظم امام الأخرين والان أصبح مصيره متعلق بسياسات الإحتلال الوحشية والصراعات السياسية الداخلية والاقلية والتي تلقي هي الأخرى بضلالها على الشعب المستضعف ، فمن المسؤول عن موت الالاف من العراقين بالسيارات المفخخة والإغتيالات المستمرة والقتل المتعمد والحوادت العشوائية ومن المسؤول عن موت الالاف بسبب الامراض كالسرطان وضغط الدم والقلب وغيرها من الامراض بسبب تلوث البيئة وتردي وضع الخدمات الصحية وعدم الشعور بالمسؤولية,ومن المسؤول عن الجهل والفقر وتردي الحالة الإجتماعية خصوصاً وأن معدلات الفقر ومجموع الامية تزداد في العراق وبشكل مستمر ، ومن المسؤول عن الفساد الإداري والمالي وتراجع وتخلف القطاعات الاقتصادي كافة ، اذ اصبح العراق اليوم مستورداً كبيراً للسلع والخدمات ، ومن المسؤول عن سرقة بنك الزوية ونهب ثروات العراق .......من المسؤول !!!
أن بلداً مثل العراق يمتلك كل مقومات الحياة السعيدة وكل عوامل الراحة والرفاه والعيش الهنيء وفي مقدمتها مراقد اهل البيت {عليهم السلام}والمقومات المادية الأخرى ففيه النفط والمال والأراضي الخصبة ...الخ من الموارد الاقتصادية الأخرى , اذ لايمكن أن نتصور بقعة أخرى تسمى بأرض السواد غير العراق أرض الخير والبركات ولكن أنضروا ماذا ال أمر العراق في ظل غياب الإدارة الرشيدة حتى حل به ماترونه من المظالم والمشكلات ، الكل يرى ويسمع ماذا يحدث في العراق وكيف ينبغي أن يكون في المستقبل القريب.
أن كل مانحتاجه اليوم الى إدارة تشبه إدارة أمير المؤمنين {عليه السلام } أو من يسير على نهجه وخطاه أو إدارة الإمام الحُسَين {عَليه السَلامُ } ومن يخطو خطواته ويسير على هداه فكل المشاكل تكمن هنا في أدارة الموارد وليس في العراق أي مشكلة اخرى.
وليعمل كل منا بما يقدر عليه في هذا المجال أو ذلك ممن لم يملك المال فهو يملك لساناً لتشجيع الأخرين ، فلنقم بمسؤوليتنا تجاه بلدنا العراق فـ (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) ولنلتزم بهذه المسؤولية بل نشرف أنفسنا بالعمل الجاد ، نحن بحاجة للتخلص من هذه المأسي والويلات ، ألا يكفي ما حصده الشعب العراق , نحن بحاجة الى وعي وأنتباه عميقين , لكي لاتتكر المأسي والذي يضاعف من مسؤوليتنا الذين يريدون بالعراق سوء .
أن عراق علىٌ والحسين {عليهم السلام } عراق أهل البيت {عليهم السلام} عراق الحوزات العلمية المباركة عراق الثقافة والمثقفين عراق المؤمنين والمتدينين عراق الحضارة والتأريخ لايستحق ماآل اليه من وضع مأساوي قل أن نجد له مثيلاً في التأريخ ، ولابد من أنقاذ الشعب العراقي المظلوم وبناء عراق مستقل موحد قائم على أسس التعددية والمشورة والعدل والحرية المشروعة.ُ
وقبل أن أختم كلماتي البسيطة هذه لابد أن أشير الى ما جاء في الصحيفة السجادية لإذكر الجميع أن أمامهم مسؤولية شرعية ووطنية , ففي الصحيفة السجادية أشارة واضحة للظالم أذ يشير الإمام السجاد عليه السلام الى أنه من يظلم ومن يرى الظلم ثم لا يفعل شيئاً وهو قادر على دفعه شريكان في الظلم .
أقرأ ايضاً
- المسؤولية المدنية المترتبة عن استخدام الذكاء الاصطناعي
- المرجعية العليا: الخطباء يتحملون المسؤولية الكبرى
- من هو المسؤول عن اثارة النعرات الطائفية في مرقد أبو حنيفة النعمان